من المجالس
إذا أردت أن تصلك الرسائل فعليك أن تحصل على صندوق بريد، والصندوق عند الهيئة العامة للبريد، والهيئة تريد أن تُراكِم أرباحها ولا تريد أن تقدم الخدمة كاملة أسوة بكل المؤسسات البريدية في العالم. ففي جميع دول العالم، المتخلف والنامي والمتقدم، يوجد شيء اسمه ساعي بريد.
وتوجد خدمات توصيل الرسائل إلى المنازل وأماكن الإقامة وأماكن العمل. وفي أغلب هذه الدول يقطع ساعي البريد مسافات تخترق الأرياف والمناطق النائية، فيمرّ على الناس في مساكنهم، ويرمي بالرسائل أمام أبوابهم أو في الصناديق الخاصة التي صنعوها لأنفسهم، دون أن يضطر هؤلاء إلى دفع رسوم سنوية أو فصلية تُجاري موجات الغلاء في المواد الاستهلاكية، وتتنافس مع وكلاء المواد الغذائية. ساعي البريد هذا لم نعرفه إلا في الأفلام الأجنبية، أو الأفلام العربية التي تسميه «البوسطجي».
أما نحن .. في مدننا الكبرى وقرانا ومحاضرنا البعيدة فإننا نضطر إلى استئجار صندوق بريد قد يبعد عن أماكن سكننا عدة كيلومترات، وندفع في مقابل هذا العناء رسوما قابلة للمطّ حسب «الخطة الاستراتيجية» التي تهدف إلى زيادة الإيرادات ورفع الأرباح. كبرت مدننا، واتسعت رقعتها، واتضحت خطوط عرضها وطولها، وتحسنت طرقها وشوارعها، وأصبحت الحركة فيها أكثر انسيابا وسهولة ووضوحا من الكثير من المدن العريقة في العالم، فلماذا تتوقف الخدمة البريدية عند حدود إقامة أكشاك صغيرة لا يتعدى حجم الواحد منها خمسة أمتار مربعة يتم تقسيمها إلى عشرات الصناديق البريدية بمقابل مادي يفوق حجم الخدمة بكثير؟
لماذا استثناؤنا من بين بلاد الدنيا من ساعي البريد، وخدمة توصيل الرسائل والطرود؟ هل يكون مطعم «كنتاكي» أو كافتيريا «نجم البحر» أقدر من هيئة البريد في توصيل الخدمة إلى المنازل؟ أم أن «الخطة الاستراتيجية» تقتضي أن يكون لكل واحد من الخمسة ملايين نسمة صندوق بريد خاص به بعد أن أصبح من الواجب على كل رخصة تجارية استصدار صندوق بريد مستقل؟! adel.m.alrashed@gmail.com |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news