عائلات فلسطينية مزقتها الخصومات الحزبية
|
|
تنعكس ظاهرة الانتماء الحزبي التي تسود المجتمع الفلسطيني على حياة العائلات الداخلية، حيث ينتمي الأشقاء داخل العائلة إلى أكثر من حزب، فيوجد داخل البيت الواحد ابن ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وآخر لتنظيم فتح وثالث لحركة الجهاد الإسلامي أو الجبهة الشعبية. المواطن أبوأحمد الهسي من سكان مدينة غزة أكد أن مظاهر الانتماءات الحزبية بين أبنائه تقتحم حياتهم في المنزل.
وقال المواطن الهسي «بصراحة ابني الكبير ينتمي لحماس ويؤيد فكرها، وابني الأصغر منه ينتمي لفتح ويعمل معها، وهذه حريتهم الفكرية، ولكن دائماً تقتحم الحزبية حياتنا في المنزل، فيعلق كل واحد من أبنائي على الثاني ويطلق بعض العبارات التي تنم عن تعارضه للحزب الذي ينتمي له الآخر».
ولفت إلى أن أثر الحزبية في علاقة أبنائه الداخلية خفت حدته قليلاً عما كانت عليه فترة الاقتتال الداخلي وعقب سيطرة حماس على مقاليد الأمور في غزة، وقال لـ «الإمارات اليوم» على الرغم من تأثر أجواء بيتنا بالحزبية وحدوث خلافات بين أبنائي بسبب انتماءاتهم لأحزاب مختلفة، إلا أنها خفت قليلاً عما كانت عليه فترة الاقتتال الداخلي وسيطرة حماس على غزة، حيث وصلت الأمور إلى الشجارات، ودفاع كل ولد من أبنائي عن حزبه، وتحميل الحزب الآخر السبب وكأن أبنائي هم المسؤولون عما جرى».
وأوضح الهسي أن الحزبية بين أبنائه تؤثر في مزاجهم في مشاهدة التلفاز أو الاستماع إلى المذياع، وقال: «يوجد في بيتي تلفاز واحد، وعندما نجتمع لنشاهد الأخبار أو أي برنامج، يبدأ كل واحد من أبنائي يعترض على الفضائية التي نشاهدها، ويطلب كل واحد أن يشاهد الفضائية التي تعبر عن رأيه، ويرفض الآخر أن يستمع إلى الإذاعة التي تنتمي للحزب المعارض لانتمائه».
ونوه إلى أنه يحاول في كل مرة أن يمنع أبناوءه من القيام بالتصرفات التي يقومون بها، وأن يقنعهم بأن ذلك قد يتسبب بسلبيات كبيرة على حياتهم، مشيراً إلى أنهم يقتنعون بعض الوقت، ولكن مظاهر الحزبية لا تفارق حياتهم.
وينتمي أبناء المواطن أبوأشرف حلاوة إلى أحزاب فلسطينية مختلفة، حيث وجد ابن ينتمي لحركة حماس، والابن الآخر لحركة فتح، وابنه الثالث ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي وقال: «أبنائي يدركون تماماً خطورة الحزبية وأثرها في علاقتهم في ما بينهــم، رغم انتمائهم لأحزاب مختلفة، واقتناعهم بأفكارها»، مشيراً إلى أن أبناءه رغم انتمائهم إلى أحزاب، إلا أنهم حريصون على عدم اصطحابها داخل المنزل.
من جهته، أكد المواطن أحمد معروف أن العائلات الفلسطينية لا تكاد تخلو من انتماءات أبنائها إلى الأحزاب الفلسطينية التي تعمل على الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن تأثيرها يخف قليلاً في ظل الأوقات العصيبة التي يمر بها الشعب في ظل الحصار المفروض على القطاع، والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وذكر أن إحدى العائلات المجاورة لمنطقة سكنه تضم أشقاء ينتمون لفتح، وآخرين ينتمون لحماس، وفي فترة الاقتتال الداخلي بين حماس وفتح اشتبك الفريقان وأصيب أحد الأخوة.
وأضاف «ليس بالتحديد أن يكون الشقيق هو من أصاب شقيقه، ولكن ربما يشاء القدر أن يصاب أحدهم برصاص شقيقه، كما أن كل أبناء الشعب الفلسطيني سواء حماس أو فتح أو الجهاد الإسلامي أو أي فصيل هم أشقاء وأبناء وطن واحد وأصحاب قضية مشتركة. |