زلزال الصين: 12 ألف قتيل و18 ألفاً تحت الأنقاض


عطَّلت العواصف العاتية والطرق المدمرة جهود الإغاثة، أمس، للوصول إلى أكثر المناطق تأثراً بأسوأ زلزال يهز الصين منذ 32 عاماً مع ارتفاع عدد القتلى إلى 12 ألفاً، وبقاء أكثر من 18 ألف شخص تحت الأنقاض، في وقت هز زلزال ارتدادي بلغت شدته 6.1 درجات على مقياس ريختر مدينة تشينغدو عاصمة إقليم سيشوان جنوب غرب البلاد ليزيد توتر السكان.  وفي التفاصيل، قال مسؤول بارز في إدارة الإغاثة من الكوارث إن عدد قتلى زلزال أول من أمس ارتفع إلى أكثر من 12 ألف قتيل. وذكرت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) أن 18645 شخصاً دفنوا تحت الأنقاض في مدينة ميان يانغ المجاورة لمقاطعة وينتشوان مركز الزلزال.

وأفادت الوكالة بأن رجال الانقاذ وصلوا للمرة الأولى إلى مقاطعة وينتشوان في إقليم سيشوان. وأعلنت السلطات الصينية أن 37 سائحاً على الأقل فقدوا بعدما دفنت حافلتهم في انهيار أرضي إثر وقوع الزلزال، غير أن (شينخوا) لم تدل بمعلومات حول جنسيات السياح ومن بينهم 15 بريطانياً. ونقلت الوكالة عن مركز الطوارئ في إقليم سيشوان أن ما يقرب من 2000 سائح تقطعت بهم السبل في مقاطعة أبا بالإقليم عقب الزلزال. جاء ذلك بينما دخل الجيش الصيني العملاق عمليات الإنقاذ والمساعدة في الاهتمام بالناجين، حيث استنفرت الحكومة الصينية أكثر من 50 ألف جندي من قواتها المسلحة، فضلاً عن عشرات الآلاف من الأطقم المدنية.

وتجاهد قوات الجيش وفرق الإنقاذ عبر الجو والبر والبحر للوصول إلى المناطق المنكوبة التي تضررت في إقليم سيشوان والتي لايزال متعذراً الوصول إلى بعضها. ونقلت (شينخوا) عن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو قوله إن فرق الإنقاذ تواجه عقبات ضخمة في الوصول إلى المناطق المنكوبة.
وقد أعطى جياباو الذي يزور سيشوان أوامره للقوات بتنظيف الطرق المؤدية إلى وينتشوان، وهي منطقة جبلية تقع على بعد نحو 100 كيلومتر من العاصمة الإقليمية تشنغدو. وتسببت الأضرار الناجمة عن الزلزال بقطع الطرق المؤدية إلى المنطقة الواقعة على بعد نحو 1600 كيلومتر جنوب غرب بكين. لكن الأمطار والسحب الكثيفة فوق الإقليم حالتا دون هبوط طائرات الهليكوبتر العسكرية التي أرسلت إلى المنطقة.  وذكرت وكالة «شينخوا» أن قوات المظلات التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ألغت عملية انزال من جراء العواصف.

وعرض التلفزيون لقطات توضح الدمار الذي لحق بطرق سريعة ولقطات لانهيارات أرضية تسد الطرق. وكان رجال الانقاذ عملوا طول الليلة قبل الماضية في انتشال الجثث من تحت أنقاض منازل ومدارس ومصانع ومستشفيات دمرها الزلزال الذي شعر به السكان في بانكوك وهانوي. وقال مكتب رصد الزلازل الحكومي الصيني إن زلزالاً ارتدادياً هز أمس تشنغدو، وعلى أثره خرج موظفون في وسط المدينة إلى الشوارع ثانية.

وفي دوجيانغ يان الواقعة بمنتصف الطريق بين تشنغدو كان هناك دمار مع تحول مبان إلى حطام وانتشار الجثث في الشوارع.

ودفن 900 تلميذ تحت أنقاض مدرسة منهارة مؤلفة من ثلاثة طوابق. وقالت وكالة (شينخوا) إن رئيس الوزراء انحنى ثلاث مرات مبدياً حزنه قبل انتشال بعض من أول 50 جثة يجرى انتشالها من تحت الأنقاض. وقال وين «لا يمكن إضاعة دقيقة واحدة.. دقيقة واحدة بل ثانية واحدة قد تعني حياة طفل».
وحاول أقارب مذعورون شقَّ طريقهم وسط صف من الجنود الذين يطوقون المدرسة لمعرفة معلومات عن أبنائهم.

ووقف العديد من السكان بجوار منازلهم المحطمة وهم يحملون ممتلكاتهم بين أذرعهم، في حين توجه آخرون إلى الخيام وسط هطول أمطار غزيرة. وقالت عاملة في مستشفى وهي تشير إلى مبان تحولت إلى حطام: «كان بين 60 و70 شخصاً على الأقل يقيمون هناك إضافة إلى أطفال».
 
مساعدات أميركية 
أعلن البيت الابيض، امس، ان الولايات المتحدة تعتزم المساهمة بمبلغ 500 الف  دولار لمساعدة جهود انقاذ ضحايا الزلزال في الصين، مستبقة بذلك نداء متوقعاً من «الصليب الاحمر الدولي» لتقديم المعونات.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض، دانا بيرينو: «انها مساهمة أولية استجابة للحدث»، مضيفة ان إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش «ستبحث اي عمليات تمويل اضافية اذا كانت هناك حاجة اليها».
وأضافت بيرينو ان بوش تحدث الى نظيره الصيني هو جينتاو في وقت سابق امس لتقديم التعازي وعرض المساعدة الاميركية، مشيرة إلى أنهما ناقشا ايضاً القضايا المتعلقة بالتبت وجهود اغاثة ضحايا الاعصار في ميانمار.
 

 

تويتر