«الرجل الحديدي».. يفرق بين الشرق والغرب
أجمع غالبية مشاهدي فيلم «الرجل الحديدي»، المعروض حالياً في دور السينما المحلية، على أنه كان من الصعب عليهم تقبل فكرة ان يخترع البطل الخارق العالق في ذاكرتهم منذ الطفولة، عدواً جديداً له، هو «الاسلام»، وقال البعض ان هوليوود، في انتاجها لهذه النوعية من الافلام، التي تشاهدها جميع الفئات العمرية، ستزيد من الفجوة بين الشرق والغرب، والبعض الآخر قال إن العيب ليس في هوليوود بل في شركات الإنتاج العربية التي لم تنتج فيلماً واحداً يسهم في تحسين صورة العرب والمسلمين، والبعض الآخر اكد انه شعر بإهانة وهو يشاهد الفيلم، واستغرب عرضه في دور السينما العربية بشكل عام، ومن جهة اخرى أثنى البعض، فنياً، على الجرافيك المستخدم في الفيلم والذي طغى، حسب وصفهم، على أداء الممثلين.
وتدور أحداث الفيلم، وهو من بطولة روبيرت داوني الابن وجوينث بالترو وإخراج جون فافيرو، حول طوني ستارك، وهو ملياردير وعالم مخترع اميركي، وهو الذكي والطيب والمرح وزير النساء ايضا، اضافة الى قدرته الفذة على اختراع الأسلحة العسكرية الأميركية، حيث يقرر طوني أن يذهب الى افغانستان لعقد صفقة لبيع الأسلحة، لكن جماعة أفغانية تقوم بخطفه واجباره على تصنيع اسلحة فتاكة لأجلهم، ولأنه الأميركي «الذكي» الذي سيستغل «غباء» الأفغانيين، يقوم بصناعة نموذج لرجل حديدي فتاك، ويستطيع ان يهرب منهم في الصحراء الى ان تجده طائرة اميركية وتعيده للوطن، ويتم الاحتفاء به، ويكون طلبه الأول شطيرة همبرغر ويصر عليها، لتتسارع وتيرة احداث الفيلم ويشعر طوني بأن مؤامرة تدور حول شخصه من قبل مساعده الخاص، المتعاون مع الأفغانيين، الى أن تأتي لحظة مشاهدته للأخبار ورؤية الأفغان وهم يقتلون المدنيين، ليقرر العودة الى افغانستان ويرتدي درعه لمحاربة «الإرهابيين» حسب وصف الفيلم، ويقضي عليهم نهائياً، ويلقب في النهاية بالرجل الحديدي.
النتائج التي منحها المشاهدون للفيلم، والتي تراوحت بين صفر وست درجات، كانت نتيجة مشاعرهم التي جُرحت، على حد تعبير معظمهم، بغض النظر عن طريقة الإخراج وأداء الممثلين والمؤثرات التي استخدمت في صناعته.
سلاح السينما لم يحتمل مصطفى العيسوي ان يشاهد ما وصفه بـ«إهانة الإسلام في هذا الفيلم، وتجسيده على انه سبب دمار العالم»، وأضاف «للأسف أن جميع الأطفال في العالم، الذين سيشاهدون الفيلم سيكرهون الإسلام ويأخذون انطباعات سيئة عنه»، مانحاً إياه علامة صفر. راشد المنهالي قال من جهته «إن اميركا تعتقد ان كل من اطلق لحية هو ارهابي بالضرورة، واللحى عندهم مقترنة دائماً بالإساءة للعرب والمسلمين»، وأضاف «من المؤسف ان يصل بهم ظلمهم الى اظهار الإسلام بهذه الصورة المؤلمة لكل عربي ومسلم شريف»، مانحاً الفيلم علامة صفر. وبدوره استهجن يزن الصاوي مقولة الفيلم «وكأن العرب والمسلمين تنقصهم اسلحة توجه إليهم»، مشيراً إلى أن «السينما اصبحت سلاحاً يستخدمه المخرجون ضد العرب والمسلمين ليكسبوا جماهيرية في الغرب»، مؤكداً ان الفيلم «لم يقدم جديداً فدائماً تصور الأفلام الأميركية العرب والمسلمين على أنهم وحوش واغبياء ومرتزقة وهذا ليس غريباً عليهم»، مضيفاً «على الرغم من عدم انشغالي بالسياسة الا انه لم يهن علي ان ارى ان عدو الرجل الحديدي لهذا العام هو الإسلام»، مانحاً الفيلم خمس درجات «لأنه مصنوع فنياً بشكل محترف، اذا تغاضينا قليلا عن رسالته».
طفولة وذاكرة ومن المحزن حسب سهاد المري «ان نرى الرجل الحديدي الذي كان جزءا من طفولتنا، والذي عرفناه يحارب الظلم اينما كان، يصبح ظالماً وغير منصف»، موضحة «الذي كان يحارب الشر، الآن اصبح هو الشرير، والذي يريد القضاء علينا» مانحة الفيلم علامة صفر. ويبدو انه «اصبح كل شيء سهلاً ان يسحق حسب المعادلة الأميركية»، هذا ما قاله ابراهيم ياسين، وأضاف «الذاكرة الطفولية الجميلة التي كانت تتعلق بالرجل الحديدي الشريف سحقت واصبحت هباء منثوراً، وانقلبت الى حزن عميق لن يندمل بسهولة» رافضاً اعطاء اي نتيجة.
وبدوره اكد محمد محمد «ان نوعية هذه الأعمال الموجهة الى جميع الأعمار ستغير المعنى الحقيقي للشخصيات التي تعلقنا بها منذ الطفولة»، مشيرا الى ان «المسلم سيصبح في ذاكرة اجيال الأطفال المقبلة هو الوحش مثلما كان الهوليووديين قبل 15 عاماً تقريباً يجسدون الاتحاد السوفييتي على انه وحش، حتى ترسخ ذلك في ذهن الاطفال»، مانحاً الفيلم علامة صفر.
شركات عربية وتساءل مروان حزين «اين شركات الإنتاج العربية المشغولة فقط في صناعة افلام تجارية لا شكل لها ومضمون فيها»، وأضاف «يجب ان يشعروا بجزء من المسؤولية فنحن حالياً في مواجهة الصورة بالصورة، وهي مواجهة صعبة مع الغرب ولن ينقذنا الا السينما والاعلام»، مانحاً الفيلم درجة صفر. والأمر ليس بمختلف مع طارق البدر «مللنا افلاماً تجارية لا قيمة لها، وحان الوقت لإنتاج فيلم عربي يدافع عن العرب والمسلمين ويترجم الى جميع لغات العالم»، مانحا الفيلم علامة صفر.
جرافيك مميز يوسف الحمادي اشاد بالجرافيك المستخدم في الفيلم والمؤثرات الصوتية والبصرية قائلاً «الفيلم جيد من الناحية الاخراجية لكن رسالته سيئة»،مانحاً إياه ست درجات، ووافقه الرأي حسين الحمادي «المؤثرات السمعية والبصرية والجرافيك الخاص بالرجل الحديدي مذهلة» مانحاً إياه ست درجات.
أشارت تقديرات صناعة السينما الأميركية إلى أن فيلم «ايرون مان»، الرجل الحديدي، المأخوذ عن رواية كوميدية، حقق أعلى الإيرادات لأحدث فيلم، حيث بلغت مبيعات التذاكر خلال ثلاثة أيام 100.8 مليون دولار. وبدورها قالت الفنانة جونيث بالترو عن شعورها ازاء التمثيل في الفيلم «لقد كنت الفتاة الوحيدة طوال وقت تصوير الفيلم، باستثناء النساء اللاتي يعملن في أقسام المكياج والملابس، وعندما كانوا يصورون مشاهد تفجيرات كنت أستريح بعيدا عن موقع التصوير، وعند عودتي ورؤيتهم لي يقيمون لي احتفالاً، لقد كانوا كأنهم ينسون أن هناك نساء في العالم». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news