سكان في الشارقة: مصاعد البنايات بلا رقابة
أفاد سكان في الشارقة بأن تكرار سقوط المصاعد ظاهرة تحتاج للعلاج، حرصاً على سلامة قاطني البنايات، مشيرين إلى أن «البلدية متفرغة لحل مشكلاتنا ولا تراقب سلامتنا، ومسؤولية سقوط المصاعد حائرة بين الصيانة والدفاع المدني، والسكان يتحملون التبعات» مطالبين البلدية بمراقبة توفّر إجراءات الأمن والسلامة في البنايات.
ومن جهته، أقر مساعد المدير العام للمشروعات الحكومية العامة في بلدية الشارقة سلطان المعلا بأن البلدية لا تراقب صيانة المصاعد في البنايات السكنية، إلا حال تلقي شكوى عن وجود عطل في المصاعد أو إهمال في صيانتها، مؤكداً على أن الصيانة عادةً ما تكون إجبارية على الاستشاري والمقاول والتأكد من توفّر اشتراطات الأمن والسلامة في المباني، موضحاً أن «الدفاع المدني هي الجهة المخولة بمراقبة توفّر مواصفات واشتراطات السلامة في البنايات، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة المصاعد، ويقتصر دور البلدية كجهة تنفيذية على حل شكاوى السكان».
من جهته، أكد مسؤول مكتب التدريب والتوعية في إدارة الدفاع المدني مساعد أول عبدالله سالم أن «صيانة المباني السكنية والتجارية يتحملها مالك البناية بصورة كاملة، ويتمثل دور الدفاع المدني في مراقبة اشتراطات السلامة والأمن في البنايات، خصوصاً المصاعد على اعتبار أنها أكثر الخدمات استخداماً في البنايات، خصوصاً البناية ذات الطوابق العالية، والتي تحتاج إلى صيانة دورية».
وأشار سالم إلى أن «الدفاع المدني باتت تتأكد من مطابقة المصاعد الموجودة في البنايات لمواصفات وشروط السلامة على عكس السابق، والمتمثلة في توفّر مكابح لتوقف المصعد ومنعه من السقوط، والهبوط الأوتوماتيكي، إضافة إلى جهاز تحكم يقفل المصعد في حال تعطله، وغالباً ما يكون في حوزة حارس البناية، إضافة إلى التأكد من تزويد البناية بمصاعد وفقاً للمواصفات العالمية، على أن تكون حمولة المصعد وعدد الأفراد المسموح لهم باستخدامه مكتوبة بصورة واضحة، وأن يتم تزويد المصعد بهاتف أو جرس إنذار في حالة توقف المصعد اضطرارياً» مؤكداً أن سبب توقف المصاعد عدم إجراء الصيانة اللازمة بصفة مستمرة والحمولة الزائدة عن الحد المسموح به أو انقطاع التيار الكهربائي أو كثرة الاستعمال.
وكان ثلاثة من قاطني إحدى البنايات السكنية في الشارقة تعرضوا لحادث سقوط مصعد، من الدور الرابع أثناء صعوده، ليعلق بين الدورين الثاني والأول، ويروي أحد المتضررين في الحادث محمد عبدالرؤوف التفاصيل قائلاً «كنت واثنان من سكان البناية نستقل المصعد، بالاتجاه إلى الدور الرابع، وتوقف المصعد فجأة وهوى بسرعة كبيرة بعد أن احدث ضجة ما أدى إلى سقوطه واستقراره بين الدورين الثاني والأول، وتمكنا من طلب المساعدة من الجيران الذين حاولوا فتح المصعد وإخراجنا من فتحة صغيرة بين الدورين بإصابات بسيطة وكدمات في مناطق مختلف من أجسامنا»، متابعاً «تبين بعد الحادث أن إحدى البكرات تعرضت للتلف ما أدى إلى سقوط المصعد، المشكلة أن البناية لا تخضع لصيانة دورية، خصـوصاً المصاعد».
وسبق أن تعرضت سيدة أردنية (أم محمد) وابنتها لحادث سقوط مصعد في البناية ذاتها، قبل أيام، أثناء استخدامها المصعد من الدور الـ16، تقول أم محمد «عند استخدامي وابنتي المصعد لم نلاحظ وجود خلل به، ومع وصولنا للدور الـ14 شعرت بهزه قوية في المصعد الذي هوى بسرعة من الطابق 14 ليستقر ما بين الطابق الأول والأرضي، وبقينا محتجزين في المصعد لمدة 20 دقيقة حتى أتى حارس البناية وأصيبت ابنتي بكدمات.
وأكد زوج أم محمد بسام زكي أن «الصيانة معدومة في البناية وأجهزة التكييف لا تعمل بصورة جيدة، والكهرباء تنقطع بشكل مستمر»، وأضاف أنه «لن يتقدم بطلب تعويض من صاحب البناية لما حصل لأسرته من أضرار، غير انه يطالب بصيانة البناية، خصوصاً المصاعد لمنع تكرار ما حصل لأسرته».
ومن جهته، أفاد مسؤول البناية التي سقط مصعدها بشير بأن «تلف إحدى البكرات تسبب في سقوط المصعد»، مؤكداً أنه «تم تغيير البكرة وإجراء الصيانة اللازمة للمصعد».
الصيانة على المالك
نص قانون تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر في المادة 19 بشأن صيانة العقار، «يلتزم المؤجر بإجراء الصيانة الضرورية للعين المؤجرة إلا إذا اتفق الطرفان على خلاف ذلك، فإذا لم يقم المؤجر بذلك، مما أدى إلى نقص منفعة العين جاز للمستأجر أن يطلب من لجنة فض المنازعات الايجارية فسخ العقد أو إنقاص الأجرة إذا استمر في إشغال العين المؤجرة على الرغم من ما لحقها من نقص».
و«يلتزم المستأجر بإجراء الصيانة التأجيرية الناتجة عن استعمال العين المؤجرة إلا إذا اتفق الطرفان على غير ذلك، ويجوز للمؤجر في حال عدم قيام المستأجر بذلك أن يطلب من لجنة فض المنازعات الايجارية الموافقة له بالقيام بذلك العمل على نفقة المستأجر».