ارتياح الأدبي من «الرياضـيـات» وشكوى في العلمي

ت
جاوز طلبة الثانوية العامة، القسم الأدبي، عقبة اليوم الأول من الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الثاني بسلام، وفق تعبيرهم، مؤكدين أن امتحان الرياضيات جاء سلساً ومباشراً، ولم يجدوا أي مشكلة في التعامل معه، في حين تباينت آراء طلبة العلمي في امتحان الرياضيات، وعلى الرغم من اتفاقهم على أنه لم يخرج عن إطار المنهاج المقرر إلا أن عدداً منهم شعر بالارتباك من غموض الأسئلة، وطول الامتحان الذي جاء في 12 ورقة، بينما أشار طلبة آخرون إلى أن الامتحان كان أسهل من نظيره في نهاية الفصل الدراسي الأول، وإن وجدوا صعوبة فى الإجابة عن بعض الأسئلة الغامضة.

 

ولم يتفق مديرو مدارس على مستوى الامتحان، فقال فريق إن الطلبة تدربوا بما فيه الكفاية على الأسلوب الجديد للامتحان واستفادوا كثيراً من تجربة الفصل الدراسي الأول، وأشار فريق آخر إلى أن المشكلة لم تحل والطلبة لم يتعاملوا بشكل جيد مع الامتحان، بينما أفاد الموجه الأول للرياضيات في وزارة التربية والتعليم احمد أبو يوسف، بأن الامتحان راعى جميع المستويات، واستطاع كثير من الطلبة التعامل معه بطريق مثالية، لافتاً إلى أنه تلقى شكاوى محدودة من طول الورقة الامتحانية.

 

 وقال الطالب محمد عباس جمعة، من القسم الأدبي، في مدرسة محمد بن راشد في دبي، إن الامتحان جاء في ست ورقات، والأسئلة سهلة ومباشرة لا ترقى إلى مستوى الطالب المتوسط، موضحاً أنه، وغالبية زملائه، اجابوا عن كل الأسئلة قبل انتهاء الوقت المحدد، واتفق معه سعيد صادق وسيف مطر وأحمد سعد، مشيرين إلى أن معظم الطلبة أنهوا الإجابة خلال أقل من نصف ساعة.

 

 في المقابل، أبدى عدد من طلبة القسم العلمي انزعاجهم الشديد من مستوى الامتحان، وقال الطالب محمد عماد الامتحان كان طويلاً للغاية، وتضمّن أسئلة صعبة وغامضة، وتحتاج إلى وقت للتعامل معها، مشيراً إلى أن أسئلة الرسوم البيانية كانت سهلة، مقارنة ببقية الأسئلة التي اقتربت من الألغاز.

 

وأضاف أن الامتحان لم يخرج عن الكتاب، لكنه جاء مختلفاً ـ إلى حد كبير ـ في صياغة الأسئلة، ولم يكن له علاقة بالامتحان التجريبي الذي طبّقته الوزارة في المدارس خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن المنهاج كان طويلاً، ولم يستطيعوا الانتهاء  منه، مؤكداً ان الامتحان، بشكل عام، يناسب المدرسين، وليس الطلبة.

 

واتفق معه زميله احمد يوسف، قائلاً «لقد أضاعوا مجهود عام بأكمله في يوم واحد» موضحاً أنه من الطلبة المتفوقين، وعلى الرغم من ذلك لم يستطع التعامل مع أسئلة كاملة في الامتحان بسبب غموضها وتعقيدها، لافتاً إلى أن القوانين التي اعتمدت عليها المسائل والمعادلات موجودة في الكتاب، لكن من الصعب تطبيقها على هذه الأسئلة.

 

 وأشار احمد إلى أن مشكلته ليست في النجاح أو تجاوز هذه المادة، ولكنه حاول التركيز قدر استطاعته للحفاظ على الدرجات حتى يتمكن من الالتحاق في كلية الطب التي يحلم بها، مشيراً إلى أن 65% من الامتحان تناسب الطالب المتوسط، لكن 35% من الأسئلة لا يمكن حلها، وبالتالي خسر درجاتها، موضحاً أن توزيع الدرجات على الأسئلة لا يخدم الطلبة على الإطلاق، ويكفي عدم حل سؤال واحد لخسارة 15 درجة كاملة.

 
 وفي المقابل، قال الطالب علي سعيد إن الامتحان أسهل من نظيره في الفصل الدراسي الأول، وعلى الرغم من طول الأسئلة وغموض بعضها إلا أنه تعامل معها بشكل جيد، معرباً عن أمله بأن ينصفه التصحيح، ويحصل على الدرجات التي يتمناها. من جانبه، قال مدرس الرياضيات، اتحاد كمال، إن الامتحان دسم للغاية، وابتعد كلياً عن نماذج الوزارة، لكن لم يخرج عن المنهاج المقرر، وبشيء من التركيز يمكن للطلبة التعامل معه، موضحاً أن السؤال الموجود في الصفحة الـ 11 ليس له مثيل في الكتاب، وربما يلتبس على بعض الطلبة فهمه.

 


ومن جانبه، قال مدير مدرسة محمد بن راشد الثانوية ورئيس لجنة توزيع الامتحانات في بر دبي، محمد حسن، إنه لم يتلقَ شكاوى من طلبة العلمي حول الامتحان، لافتاً إلى أنه حرص على المرور في كل اللجان للاطمئنان على سير الامتحانات، والتأكد من تجاوز الطلبة صدمة الفصل الدراسي الأول، مشيراً إلى أن الامتحان، حسب شهادات الطلبة، راعى الفروق بين المستويات، وكان متدرجاً من حيث درجة صعوبة الأسئلة.

 


وأضاف حسـن ان الشـكوى واردة، وربمـا تكون غالبة؛ لأن الطلبة دخلوا الامتحان وهم خائفون بسبب صدمتهم السابقة في الرياضيات، لافتاً إلى أنه حرص خلال الفصل الدراسي الثاني على تهيئة الطلبة نفسياً من خلال التدريبات المستمرة على الرياضيات حتى لا يتأثروا أثناء الامتحان.  وقالت مديرة مدرسة مارية القبطية (إحدى مدارس الغد) انتصار عيسى، إن الامتحان لم يكن مريحاً على الإطلاق، وشكت منه غالبية الطالبات، موضحة أنه كان طويلاً للغاية مقارنة بالوقت المخصص للإجابة، كما أن توزيع الدرجات على الأسئلة ظلم الطلبة كثيراً، مضيفة أنه كان من الأفضل تجريب المنهاح والأسلوب الجديدين للامتحان في سنة غير مصيرية يتحدد على أساسها مستقبل الطالب والكلية التي يلتحق بها.

 

 وأكد الموجّه الأول للرياضيات في وزارة التربية والتعليم، احمد ابو يوسف، أن الامتحان جاء متوازناً ومتدرجاً ومناسباً لكل المستويات، مشيراً إلى أنه تابع منذ الساعات الأولى مع جميع المناطق، وتلقى شكاوى محدودة من طول الأسئلة، لافتاً إلى أنه رفض تمديد وقت الإجابة لقناعته بأن الامتحان مناسب جداً للوقت المحدد له.

 

وأضاف أن الوزارة راعت في امتحان الفصل الدراسي الثاني كل الشكاوى والاستفسارات التي وردت بشأن امتحان الفصل الأول، مشيراً إلى أنه عقد لقاءات مع الطلبة والمعلمين والموجهين خلال الفترة الماضية، وشرح لهم تفصيلياً شكل الامتحان وطريقته، موضحاً أنه تلقى اتصالات تفيد باحتمالات حصول طالبات على الدرجة النهائية.

 

 وكشف أبو يوسف عن أن الورقة الامتحانية تضمنت للمرة الأولى رسومات تناسب الأمور الحياتية للطالب، حتى تقضي على رهبته، وحدة القلق التي تسيطر عليه، موضحاً ان من الخطأ مقارنة هذا الامتحان بالاختبار التجريبي الذي أداه الطلبة أخيراً، مشيراً إلى أن مؤسسة (ناشرون ـ لبنان) التي أعدت المنهاج وضعت الاختبار التجريبي وساعدتها الوزارة على المسائل التنظيمية فقط. وأشار إلى أن انزعاج الطلبة من امتحان الفصل الدراسي الثاني أقل بمراحل من امتحان الفصل الأول، موضحاً ان درجة الانزعاج ستقل خلال العام المقبل حينما يعتاد الطلبة أكثر النظام الجديد للمنهاج والامتحانات، حتى لو جاءت الأسئلة أكثر صعوبة. 

تأجيل «الإنجليزية» في مدارس الغد 
 قررت وزارة التربية والتعليم تأجيل امتحان اللغة الإنجليزية المقرر للصف الحادي عشر في مدارس الغد عن موعده المقرر في أيام مختلفة حسب كل منطقة تعليمية، وإجراءه يوم الأحد الموافق الأول من يونيو المقبل في جميع مدارس الغد. وأشارت مديرة مدرسة مارية القبطية، انتصار عيسى، إلى ان امتحان اللغة الإنجليزية في مدارس الغد مختلف عن الامتحانات المقررة في المدارس الأخرى، وكانت كل منطقة تحدد موعداً خاصاً بها لإجرائه، لكن في ظل توحيد الامتحان على المناطق كافة، قررت الوزارة إجراءه في موعد واحد حتى تفتح مظاريف الأسئلة في الوقت نفسه.

تويتر