«كان».. سينما العالم بأجواء سياسية

 
انطلقت أول من أمس، فعاليات الدورة الـ 61 لمهرجان كان السينمائي الدولي بمشاركة عدد كبير من النجوم، وسط اجواء سياسية مع عرض فيلم «بلايندنس» (العمى) اول الأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية.

 

وتميزت سهرة الافتتاح  بحضور رمز  من رموز الموسيقى في  الستينات هو المغني ريتشي هافنز الذي غنى «فريدوم» على المسرح، كما حصل في مهرجان وودستوك الهيبي عام 1996 وألهب حماسة الحضور، وسبق الحفل صعود درجات المهرجان الشهيرة وخصوصاً مع فريق عمل «بلايندنس» ومن بينهم المخرج البرازيلي ميريلس والأميركيان جوليان مور وداني غلوفر والمكسيكي غايل غارسيا برنال، ليكونوا اول النجوم الذين وطأوا السجاد الأحمر لمهرجان كان.

 


وبعد ست سنوات على عرض فيلمه «مدينة الله» خارج المنافسة حول حرب العصابات في ريو، والذي حقق نجاحاً باهراً، يخوض ميريلس المنافسة لنيل السعفة الذهبية مع فيلمه المقتبس عن رواية «العمى»  التي تتحدث عن انتشار وباء غامض يصيب بالعمى، للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو الحائز   جائزة نوبل للآداب لعام 1998، وتبقى امرأة واحدة لا يصيبها الوباء تحتفظ بأخلاقياتها في عالم تنهار روابطه الاجتماعية والاخلاقية.

 

واكد ميريلس خلال مؤتمر صحافي، أمس، «إن قوة التاريخ تنبع من القراءات المختلفة الفلسفية والسياسية والأخلاقية لهذه الرواية التي تكشف «هشاشة الحضارة»، وقارن غلوفر، الممثل الملتزم،  بين العمى في الفيلم ولا مبالاة العالم إزاء المآسي التي تشهدها دول مختلفة. وقال «في هذا العالم لا نرى الآخرين.

 


الفيلم يتحدث عن مدى قدرتنا على رؤية ما يجري حولنا»، وهو شعور شاطره فيه رئيس لجنة التحكيم شون بين الذي اشار الى زلزال الصين الذي قال انه «سيؤثر في حكمه على الأفلام»، بالإضافة الى كارثة اعصار بورما. 

 

 وستمضي  فعاليات  هذه الدورة من المهرجان بوتيرة حثيثة، ويكشف عن مجموعة من الأفلام والتجارب السينمائية ليكشف عن فيلمين آخرين مرتقبين، هما «فالتس ويز بشير» للإسرائيلي اري فولمان الذي يفضح الوحشية الاسرائيلية ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني وخصوصاً مجزرة صبرا وشاتيلا، وفيلم «ليونورا» للأرجنتيني بابلو ترابيرو.

 

 كما يعرض النجم والمخرج السينمائي كلينت ايستوود، وهو بطل اسطوري آخر في عالم السينما، فيلمه الجديد «تشنجيلينغ» «تبادل» مع انجيلينا جولي، التي تعتبر من ألمع نجوم المهرجان، إضافة الى آخرين امثال بنيسيو دل تورو، الذي يجسد شخصية الثائر ارنستو غيفارا في فيلم «تشي» (ضمن المنافسة) للمخرج ستيفن سودربرغ، وسكارليت جوهانسون التي تلعب دوراً في آخر افلام وودي آلن.

 

كما سيستضيف المهرجان  بطلين اسطوريين في عالم الرياضة، الملاكم الأميركي مايك تايسون الذي شكلت حياته مادة فيلم يشارك في المهرجان ضمن فئة «نظرة ما»، إضافة الى لاعب كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي صور المخرج امير كوستوريتسا فيلماً وثائقياً عن حياته، لكن قوة مهرجان «كان» تكمن في عدم اكتفائه بكبار المشاهير كما يظهر من لائحة الأفلام الـ22 المتنافسة، بل هو يعطي حصة كبيرة لسينمائيين شبان ولوجوه جديدة امثال البرازيلي فرناندو ميريلس، والأرجنتينيين بابلو ترابيرو ولوكريسيا والصيني جيا جانغكي والفلبيني بريلانتي مندوزا، والأميركي تشارلي كوفمن كاتب السيناريو الشهير الذي انتقل الى الإخراج.

 


بعض المشاركين في المنافسة سبق ان فازوا بسعفة ذهبية امثال اتوم ايغويان مع فيلم «ادوريشن» (عبادة) وفيم فندرز مع فيلم «ذي باليرمو شوتينغ» (لقاء في باليرمو) والشقيقين داردين (فازا بالسعفة الذهبية في 1999 و2005) مع فيلم «صمت لورنا»، اما من الجانب الفرنسي فيسعى لوران كانتيه وارنو ديبلوشان وفيليب غاريل لإغراء هيئة التحكيم التي يترأسها الممثل والمخرج الأميركي شون بين، وسيعرض الجمعة اول الأفلام الفرنسية الثلاثة المتنافسة على السعفة الذهبية «ان كونت دو نويل» (قصة عيد الميلاد) للمخرج ارنو ديبلوشان.

 


ويروي هذا الفيلم قصة عائلية مضطربة من بطولة كاترين دونوف التي تجسد دور والدة ماتيو امالريك الذي يؤدي دور ابن يعاني من حرمان عاطفي يمحور حوله الخلافات الاسرية. وقال المخرج كلود لانزمان 28 عاما «كما انه ليس هناك الا انسانية واحدة، فليس هناك الا سينما واحدة» معتبرا ان عظمة مهرجان كان تكمن في انه يصل بين «طرفي الطيف» من «جاكي براون» الى تارنتينو.

 

وكان رئيس لجنة الحكام الأميركي شون بين اطلق «نداء الى موزعي الأفلام من اجل دعم الأفلام التي لا تحصل على جوائز»، و«بين»، الذي يعتبر من ابرز وجوه هوليوود الملتزمين على الساحة السياسية الدولية، ذكر أنه لطالما كانت مهمة مهرجان كان «دعم وتشجيع» الأفلام السينمائية على مستوى العالم.


شون بين: بوش بلا عقل  ولا قلب 
  وجه رئيس لجنة تحكيم المهرجان الممثل والمخرج  «شون بين»، أمس، نقداً لاذعاً الى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش معتبراً إياه بلا عقل ولا قلب ، وحذر المرشح الرئاسي باراك اوباما الذي يأمل في الوصول الى البيت الأبيض من خيبة الأمل المحتملة التي قد يتعرض لها في حال حصوله على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة.

 

وفي الوقت الذي تتكثف فيه حملة الانتخابات الرئاسية ، قال «بين» خلال مؤتمر صحافي عقد بمناسبة افتتاح المهرجان «تعد هذه اهم انتخابات عاصرتها في حياتي وربما في تاريخنا كله»، وبينما يبتعد «بين» عن تأييد أي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية ، اعرب المخرج الأميركي عن تأييده الأمل الذي احدثته الحملة الانتخابية لأوباما في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في نوفمبر المقبل.

 

 وذكر «بين» (47 عاما) - الحائز جائزة اوسكار - للمراسلين ان السياسات ينبغي ان تركز على مساعدة الشعب. ويترأس «بين» لجنة التحكيم المؤلفة من تسعة اعضاء بارزين لمنح الجوائز الرئيسة هذا العام في مهرجان كان الذي يعد اكبر مهرجان سينمائي في العالم. وفى معرض رده على سؤال حول السبب وراء كراهية الكثيرين لبوش ، قال «بين» ان هذه هي حال من يعمل «بلا عقل ولا قلب» ويقتل الآلاف من خلال الحروب.

 

ولم تكن هذه اول مرة ينتقد فيها «بين» - الشهير بأنه صاحب موقف سياسي صريح - بشدة البيت الأبيض. وفي الأعوام الأخيرة ، زار «بين» ايران ونشر اعلانا في صحيفة «واشنطن بوست» يهاجم فيه ادارة بوش وسياستها بشأن العراق الى جانب ما اسمته واشنطن بالحرب على الإرهاب.

 

وفي الوقت الذي اقر فيه المخرج الأميركي بتنامي شعور الطموحات السياسية الذي احدثه اوباما في الولايات المتحدة نتيجة لسعيه وراء منصب الرئاسة ، حذر «بين» اوباما من «خيبة الأمل الخطيرة» التي قد يتعرض لها اذا ما نجح في ضمان الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي. 


أفلام تتنافس على الجائزة
 21 فيلمـاً تتنافس على جوائز المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وهي على الشكل التالي:    ف «بلايندنس» (العمى) للمخرج فرناندو ميريلس    بل«انتر ليه مور» (بين الجدران) للمخرج لوران كانتيه.   نت «القرود الثلاثة» لنوري بيلج سيلان.   ال «ان كونت دو نويل» (قصة عيد الميلاد) لارنو ديبليوشان. 

 

 ان «تشينجلينغ» (تبادل) لكلينت ايستوود.   تش «ادوريشن»(عبادة) لاتوم ايغويان.   اد«فالتس ويز بشير» (رقصة فالس مع بشير) للمخرج آري فولمان.   ال «لا فرونتيير دو لوب» (حدود الفجر) لفيليب غاريل.   لا«غومورا» لماتيو غارون.   وم «تو لافرز» (عاشقان) لجيمس غراي.   تو «24 سيتي»  (24 مدينة) لجيا جانغكي.   24 «سانكدوش، نيويورك» لتشارلي كوفمان.

  سا «ماي ماجيك» (سحري) لاريك كو.   ما «امرأة بلا رأس» للوكريشيا مارتيل.   ام «سربيس» لبريلانتي مندوزا.   سر «دلتا» لكورنل موندروتشو.   دل «لينا دو باش» لوالتر ساليس ودانييلا توماس.   لي «تشي»لستيفن سودربرغ.   تش «ايل ديفو» لباولو سورنتينو.   اي «ليونير» لبابلو ترابيرو.   لي «ذي باليرمو شوتينغ» (لقاء في باليرمو) لفيلم وندرز.  


أفلام خارج المسابقة
   5{ «فيكي كريستينا برشلونا» لوودي آلن.   في «ذي غود، ذي باد، ذي ويرد» (الطيب والشرير والغريب الأطوار) لجي وون كيم.   ذي «كونغ فو باندا» لمارك اوسبورن وجون ستيفنسون.   كو «انديانا جونز اند ذي كينغدوم اوف كريستال سكال» (انديانا جونز ومملكة الجمجمة البلور» لستيفن سبيلبيرغ.   ان «وات جاست هابيند» (ما حدث للتو) لباري ليفنسون (يعرض في ختام المهرجان).  

الأكثر مشاركة