أقول لكم

محمد يوسف

 
تجمّعنا في دبا الفجيرة، عشرات الصحافيات والصحافيين من صحف الدولة ومدنها كافة، واكتشفنا أننا نكتشف منطقة جديدة علينا، ونحن الذين لو سألنا أحد عن شوارع مدن أوروبية وآسيوية وإفريقية وضواحيها، لوصفناها أفضل من أهلها، غالبيتنا العظمى أضاعت الطريق، وهي نعمة على «اتصالات» ونقمة على من كان الهاتف هو دليله ووسيلة وصوله إلى مقصده، وبالنسبة لي لم يكن التوقف مرة أو مرتين للتأكد من أنني في المكان الصحيح، فلا المعالم هي تلك المعالم التي خبرتها من قبل، ولا الطرقات هي نفسها، ولا العلامات موجودة عبر بضعة بيوت ومزارع وبحر وصخور داخل البحر وحوله؛ دبا ليست هي دبا، فهذه مدينة كبيرة شوارعها تتزيّن بالأسماء، وبناياتها تنتشر في الأجناب، ولم نعرف أين اختفت القرية القديمة.

الأجانب يعرفون التفاصيل أكثر منا، لا أقصد أبناء الإمارات بل العرب أيضاً، وخصوصا أننا نتحدث عن أهل الصحافة والإعلام الذين يبحثون عن الجديد دوماً، ربما أخذتنا طاحونة الجري خلف تطورات المدن الكبيرة ومشاريعها العملاقة، وربما اكتفت العائلات بالمجمّعات التجارية التي اختصرت كل الطرق والمسافات، وجمعت في داخلها الآلاف السائرين دون هدف أو مقصد محددين ، وربما لأننا تخلصنا منذ زمن بعيد من تبعات إجازات نهايات الأسـابيع، فهي ليست للنزهة بالنسبة لنا، وليست للحركة والانتقال، أما عند الأجانب فهي الأيام الأكثر انشغالاً، ولكن ليس في هموم الشغل والوظيفة والالتزامات المنزلية، صحوهم في إجازة نهاية الأسبوع أبكر من الأيام الأخرى، ويقطعون الكيلومترات شرقاً وغرباً دون كلل أو ملل، ويعشقون البحر والبر، ويتسلقون الجبال، ونحن فقط نستغرب، إذا رأينا جبلاً اكتفينا بالإشارة إليه، أما هم فيجمعون حجارته. وعند الشاطئ ننبهر بزرقة البحر، وهم مازالوا يجمعون الأصداف والقواقع، ولا نصدق وجود منتجعات مثل التي رأيناها على شاطئ دبا وهم يزورونها ويقيمون فيها منذ أن افتتحت.

غير دبا اكتشفنا مناطق أخرى كانت تقع في قلب الصحراء، وكانت تسمّى قرى وأصبحت بحجم المدن، قد نتحدث عنها في مناسبة أخرى.
 

myousef_1@yahoo.com  

تويتر