«أنا من هناكَ.. ولي ذكريات».. الفلسطينيون قبل أن يُسمّوا لاجئين

 

«انا من هناك ولي ذكريات»، معرض يضمّ صوراً لحياة الفلسطينيين قبل عام 1948 في حيفا والقدس، ويعكس حضارة شعب وحياته، تشتت في دول العالم، ليستمر حلمهم  بعد 60 عاما بالعودة إلى بيوتهم التي رحلوا أو أجبروا على الرحيل عنها.

وقبل افتتاح المعرض في رام الله بالضفة الغربية، الليلة قبل الماضية، قال نائب المفوض العام لوكالة «الأونروا»، التي تنظم المعرض، فيلبو غراندي «هدفنا من المعرض انساني، اضافة الى ان قضية اللاجئين قضية سياسية. نحن نريد القاء الضوء على حياة اللاجئين قبل ان يصبحوا لاجئين».
وأضاف «اردنا ان نشارك الفلسطينيين في إحيائهم الذكرى الستين للنكبة ونحن مع حق العودة للاجئين او ايجاد حل عادل لقضيتهم».

ويضمّ المعرض مجموعة من الصور لمدينة حيفا قبل عام 1948، منها صور لمنازل جميلة على شاطئ بحر حيفا وأخرى لرجال يجلسون في مقهى يدخنون النرجيلة. وتظهر صورة اخرى لمعبر كتب عليه باللغات العربية والانجليزية والعبرية «فلسطين»، مع وجود مدخل ومخرج منفـصلين في هذا المعبر لمرور السيارات.

وتُظهر الصور جانبا من الحياة الاجتماعية، ومنها صورة لعروسين يهمّان بالدخول الى منزلهما، وأخرى لأطفال يشاهدون أفلاما داخل «صندوق الدنيا»، وطفل آخر يركب دراجة هوائية، ونسوة في لباس البحر في بركة امامها مدرج كبير، اضافة الى صورة لمنظر عام لوسط حيفا تسير فيه سيارات وسط ابنية يظهر فيها فندق «رويال».

وعلق على جدار المعرض مقطع من كلمة بالعربية والانجليزية لكارين ابو زيد مفوضة الانروا جاء فيها «دعونا نعترف الآن ان هناك روايتين تداخلتا جغرافيا وتباعدتا بآرائهما طويلا... بالتأكيد قبول انسانية الآخر لهي الخطوة الاولى... اتمنى ان يشكل هذا المعرض جزءا ولو بسيطا منها»، كما جاء في الكلمة «وفيما أنتم تستعرضون كل صورة، فإنني أحثكم على تخصيص وقت للتفكير في الحياة والانسانية التي تكمن وراء كل صورة.. ان هؤلاء هم أناس حقيقيون.. أناس لا يمكن أن يتم فصلهم عن تراثهم... انهم أناس لهم ماض وتاريخ لن يتم انكاره».

ومن الشهادات المكتوبة الى جانب الصور في المعرض، تلك التي كتبتها اللاجئة سهيلة زيدان «كنت احب الحياة في حيفا. كانت عصرية جدا. لا أزال اشم عبق اشجار الزيتون واللوز والعنب والتين. كانت فلسطين جنة الله على الارض».

ويحتوي المعرض مجموعة من الصور لمدينة القدس قبل عام 1948، تظهر فيها البلدة القديمة وجنود عرب بزيّهم العسكري وأخرى لغرفة مستشفى فخم اضافة الى صور شخصية لنساء في غاية الاناقة.
وجميع صور المعرض لم يكتب اي شرح اسفلها يبين لمن التقطت ولمن تعود واكتفى المنظمون بالاشارة الى انها من حيفا والقدس قبل عام 1948 . ويضمّ المعرض الذي افتُـتح في كل من القدس ورام الله ويستمر اسبوعين مجموعة من الادوات والازياء التي كان الفلسطينيون يستخدمونها قبل عام 1948، اضافة الى مقاطع بالعربية والانجليزية من قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش «أنا من هناكَ ولي ذكرياتٌ، وُلدتُ كما يُولدُ الناسُ، لي والدةٌ، وبيتٌ كثيرُ النوافذ».
 
تويتر