«الأرصاد» تستعد لصيف ماطر «اصطناعياً»


كشف المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، عزمه إجراء عمليات استمطار خلال الصيف المقبل، في الأيام التي يكثر فيها انتشار السحب الركامية.

وصرح المدير التنفيذي للمركز عبدالله المندوس بأنه سيتم استخدام شبكة حديثة لتحديد السحب الركامية، تتكون من ستة رادارات، خمسة منها ثابتة وواحد متحرك، مضيفاً أن الرادارات تتوزع على مطار دبي والظفرة والعين وجزيرتي دلما ومزيرعة (لتغطية المنطقة الجنوبية الغربية). 

وتابع: «أدخلنا الى الخدمة طائرتين مجهزتين بتقنيات حديثة لتلقيح السحب واستمطارها «متوقعاً أن ينجم عن ذلك أمطار غزيرة، وتساقط حبات برد».

وحول سبب اللجوء الى عمليات الاستمطار في فترات الصيف، قال المندوس إن سبب ذلك هو تزايد فرص تكوّن السحب الركامية، بفضل زيادة حجم بخار الماء المحمل بالهواء، فضلاً عن وقوع الدولة تحت سيطرة امتداد المنخفض الموسمي الذي يدفع رياحاً جنوبية شرقية رطبة باتجاه السلاسل الجبلية الشرقية «ما يعني أن السحب الركامية التي تتسبب في سقوط الامطار بعد تلقيحها، تتركز في المناطق الشرقية صيفاً».

وكان المركز أجرى ثلاث عمليات استمطار للسحب الركامية خلال الشهر الجاري، نتج عنها هطول أمطار خفيفة ومتوسطة على مناطق متفرقة في البلاد. 

تمت العملية الأولى على بعد 40 كيلومتراً من البحر، امتداداً من أبوظبي الى دبي. والثانية في منطقتي السلع والغويفات والثالثة في منطقتي أبو الأبيض ودلما.  ووفقاً للمندوس، فإن عمليات الاستمطار تهدف إلى زيادة الحصاد السنوي من مياه الأمطار، ودعم الوضع المائي للدولة، وزيادة معدلات الجريان السطحي للأودية، فضلاً عن دعم المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية.

وتم إجراء عمليات استمطار خلال  فترتي الربيع والصيف من عام 2007، وتحديداً ما بين 20 من مارس - 31 من مايو و20 من يونيو - 20 من سبتمبر.  وتركز معظمها على المناطق الجبلية والشرقية لوجود السلاسل الجبلية التي تعمل على رفع الهواء إلى الأعلى وتساعد على تشكل السحب الركامية في تلك المناطق.
 

تقنيات حديثة

قال المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل عبدالله المندوس إن الإمارات من أوائل دول الخليج التي لجأت الى تقنية تلقيح السحب باستخدام شبكة رادارات جوية متطورة.
 
وأوضح أن هذه الرادارات ترصد أجواء الدولة وتراقب تكون السحب على مدار الساعة. 

ونوّه باستخدام طائرات خاصة لهذه المهمة، يتم تزويدها بشعلات ملحية مصنعة وفق معايير محددة لتتلاءم مع طبيعة السحب التي تتكون داخل الإمارات من الناحية الفيزيائية والكيميائية.  

السحب الركامية  

السحب الركامية هي التي تتراكم بعضها فوق بعض، وتكون ذات حمم رأسية على هيئة سلاسل. وهي تحتوي رياحاً عمودية، ترفع الاملاح التي تنثر فيها الى طبقات عدة داخل السحابة. 

وقد خضعت سحب الدولة لدراسات معمقة خلال السنوات الماضية قبل البدء في تنفيذ عمليات الاستمطار التي تستوجب دقة بالغة في التلقيح، حيث توجه الطائرة إلى الموقع المناسب من السحابة عند تكونها، لنثر مواد التلقيح في المكان المحدد منها حتى تبدأ تجميع قطيرات الماء لتصبح كبيرة الحجم ولا يعود الهواء قادراً على حملها.

 

الأكثر مشاركة