استراتيجية فضفاضة
عرضت بعض الوزارات الاتحادية والدوائر والهيئات المحلية، استراتيجيتها على الرأي العام، لتؤكد الانتقال من مرحلة العمل الآني ومتابعة وملاحقة عجلة العمل اليومي إلى مرحلة العمل المخطط والبرامج المحددة. وهذه، من حيث الشكل، نقلة نوعية تستوجبها إدارة الشأن العام وتسيير أمور الدول. فبدلاً من رد الفعل يكون التخطيط، وبدلاً من اللهث والملاحقة يكون الاستباق والتحضير، وهذا هو شأن المؤسسة الحية. ولكن الملاحظ أن معظم الاستراتيجيات التي أعلنت تضمنت ما يسمى بالمبادرات، وعرضت «أولويات» تم تقديمها في جمل تعبيرية غلب عليها الإنشاء أكثر من الإشارة إلى المشروعات، وشاب بعضها التشابه والتكرار في صياغات تعبيرية اختلفت في مفردات اللغة وتطابقت إلى حد كبير في المعاني. بمعنى أن الإعلان عن الاستراتيجيات تم بالحديث عن عموميات دون الوقوف أمام الخصوصيات التي تقدم للمجتمع قائمة واضحة من البرامج والمشروعات، والمحددة بجدول زمني واضح.
وإذا كانت الخطط الاستراتيجية تعني التأكيد على المبادئ، والتعبير عن الفكر الإداري، وإبراز الطموحات فإنها فيالوقت نفسه تعني الكشف عن حزمة البرامج والمشروعات التي تتفق مع الرؤية الموضوعة وتحقق الأهداف المنصوص عليها. وفي ذلك عون لمؤسسات المجتمع وقطاع الأعمال وعموم الناس لتوجيه خططهم واهتماماتهم في ظل هذه الاستراتيجيات. وحتى لا تتوه الأمور وتتشتت المسؤوليات فإن الخطط الاستراتيجية بحاجة لأن تخضع للتقييم، وأدوات تنفيذها بحاجة إلى المتابعة لقياس حجم الإنجاز ومستوى التنفيذ، لكي لا تبقى هذه الاستراتيجيات وكأنها إعلان مبادئ فضفاض صالح لكل زمان ومكان، وقابل للاختلاف في التفسير والتأويل، وتعود مؤسساتنا العامة إلى حالة العمل بسياسة رد الفعل والملاحقة اليومية وانتظار الأوامر والتوجيهات ليس إلا. adel.m.alrashed@gmail.com
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news