أسئلة العنف
جُثث مجهولة.. خلافات تُفضي إلى قتل.. سفك دماء دون مبرر..
صور شتى للعنف تتنامى في مجتمعنا بشكل غريب ما يستدعي الالتفات والتساؤل.. لماذا؟ هل هي العمالة الوافدة التي جاءت بثقافتها وفكرها العنيف وأفرزته لنا في مجتمع كان مسالماً إلى أبعد الحدود؟! أم هي السينما؟ وكما تقول بعض الأدبيّات إن انتشار السينما في مجتمع ما يكون مرادفاً لسطوة محققة للجريمة. أم هو الزحام المروري والاختناق الذي يقول المحللون النفسيون إنه سبب مهم للأمراض النفسية ومن ضمنها ما يسمى «غضب الطريق»، أم أن تردي الأحوال المعيشية والغلاء اللذين تسببا في ضيق وكفاف يستدعيان التناحر في سبيل المال، خصوصاً عندما تتبخر الأحلام الوردية في الثراء السريع لأولئك القادمين على بساط الأمل إلى الأرض الموعودة.
ولربما كان غياب الوازع الديني هو المرد، والذي يزداد غياباً في ظل هذا السيل الجارف من فضائيات وترفيه وقيم تعزز السلوك العنيف.
كلها تكهنات لا تجيب تحديداً عن تساؤل يطرق أبواب القلق على مزيدٍ من كل هذه الأعمال المروّعة.. فالصورة اليوم تنبئ بعنف أصبح ظاهرة مجتمعية يندرج ضمنها المواطنون في ما بينهم والآخرون، كل ضمن جنسيته، ثم تتقاطع الجنسيات في ما بينها، ولم يقف الأمر عند الجنسية بل تعداه إلى عنف في الشارع وعنف ضد الصغار من قبل أهليهم.. كل ذلك عنف غريب النكهة والأثر، لم تعتده حواسنا ونكاد لا نصدّق ونحن نقرأ أرقامه وتفاصيله كل يوم.
بالتأكيد أن أحداً لا يملك أجوبة سحرية لتفسير هذه الظاهرة، لكن على أقل تقدير هناك دلالات تعكس أسباب مثل هذا العنف.
نحتاج إلى نضج ووعي يبعدان الإنسان عن الانزلاق نحو سلوك عنيف وموغل في إقصاء الآخر، نحتاج إلى تقبل كل منا للآخر من أجل اتزان أكثر وفهم لقسوة الحياة وظروفها حتى نستطيع العيش بعقلانية وهدوء يتيحان لنا الاستمتاع بالحياة في أدق تفاصيلها، كما نحتاج إلى قراءة فاحصة قد تقلل من أرقام العنف وقد تسهم في أن يعود الهدوء إلى مجتمع كانت أهم سماته أنه مجتمع لم يعرف العنف ذات يوم.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news