ماكين ينتقد استعداد أوباما للحوار مع إيران
|
|
شدَّد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية، جون ماكين، انتقاداته لباراك اوباما الطامح للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي، متهماً إياه بالتقليل من شأن التهديد الذي تشكله ايران ما استدعى رداً قاسياً من المرشح الديمقراطي، جاء ذلك في وقت يخوض أوباما ومنافسته هيلاري كلينتون اثنتين من آخر معاركهما لنيل ترشيح حزبهما للسباق خلال الانتخابات التمهيدية التي تنظم في ولايتي كنتاكي وأوريغون.
وتفصيلاً، وفي خطاب ألقاه ماكين في شيكاغو معقل اوباما، اتهم سيناتور اريزونا أول من أمس مرة جديدة اوباما بعدم فهم «الوقائع الاساسية للعلاقات الدولية».
وكان يشير الى خطاب اوباما خلال تجمع انتخابي قال فيه الاحد الماضي انه يجب عدم الخوف من الحوار مع ايران التي تشكل تهديداً «طفيفا» خلافاً للصين في السبعينات من القرن الماضي او الاتحاد السوفييتي في الثمانينات وقد خاضت الولايات المتحدة معهما حواراً رغم الحرب الباردة. وقال ماكين ان مثل هذه الاقوال «تكشف مدى انعدام خبرة اوباما، انها ثغرات خطيرة جداً لرئيس اميركي».
واعتبر ماكين ان «عقد قمة دون شروط مع الرئيس الاميركي المقبل سيعطي شرعية دولية للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ويقويه في بلاده، في حين ان شعبيته ليست كبيرة في صفوف الايرانيين». وتابع ماكين ان «اوباما يقول ان التهديد الذي تشكله ايران لامننا (طفيف) مقارنة مع ذلك الذي كان يشكله الاتحاد السوفييتي».
وأضاف المرشح الجمهوري «بالطبع ان ايران ليست قوة عظمى ولا تملك القوة العسكرية ذاتها مثل الاتحاد السوفييتي (السابق). لكن ذلك لا يعني ان التهديد الايراني ليس كبيراً، وإذا امتلكت ايران السلاح النووي فذلك سيشكل خطراً كبيراً».
من جهته، رد اوباما على ماكين خلال تجمع انتخابي في مونتانا (شمال-غرب) قائلاً «إنني مدرك للتهديد الذي تشكله ايران».
وأوضح «منذ سنوات، قلت بوضوح ان التهديد الذي تمثله ايران خطير لكن علينا ليس فقط التحاور مع اصدقائنا، وإنما يجب ان نكون مستعدين للتقارب ايضاً مع اعدائنا. هذه هي الدبلوماسية». وأضاف «بالتالي اذا كنا مستعدين للتحاور مع (ميخائيل) غورباتشيف و(نيكيتا) خروتشيف فليس هناك من سبب يدعونا لعدم التحاور مع ايران».
وتابع اوباما «بفضل سياسة جورج بوش (الرئيس الأميركي)، ايران تمثل اكبر تهديد للولايات المتحدة وإسرائيل والشرق الاوسط على مدى جيل. ان جون ماكين يريد مضاعفة الرهان على هذه السياسة».
إلى ذلك، خاض أوباما وكلينتون معركة جديدة لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية خلال الانتخابات التمهيدية في كنتاكي (وسط-شرق) وأوريغون (شمال-غرب)، حيث يجري التنافس على أصوات 51 مندوباً تمنح بحسب النظام النسبي في كنتاكي و52 مندوباً في اوريغون.
ويراهن أوباما على هذه الانتخابات لإحراز تقدم كبير لا يمكن لكلينتون أن تعادله لحسم معركة نيل ترشيح الحزب الديمقراطي، علماً بأن هذه الانتخابات ليست مفتوحة إلا أمام الناخبين المسجلين ديمقراطيين. وبحسب استطلاع نشرته اول من أمس جامعة «سوفولك»، فإن كلينتون تتقدم بفارق 26 نقطة في كنتاكي (51% مقابل 25% لأوباما) في حين ان سيناتور ايلينوي يتقدم بفارق أربع نقاط فقط في أوريغون (45% مقابل 41%).
ويأمل أوباما في أن يجتاز عتبة الغالبية المطلقة لأصوات المندوبين العاديين عبر نتيجة هذه الانتخابات التمهيدية. وبحسب موقع «ريل كلير بوليتيكس» المستقل فإن سيناتور ايلينوي يحظى حالياً بدعم 1610 مندوبين عاديين من أصل 3253 سيحضرون مؤتمر الحزب الديمقراطي في دنفر من 25 الى 28 أغسطس المقبل.
|