أزياء كفارنة.. احتشاد الفكر واللون


قد يجدها البعض مجموعة ذات أفكار قديمة ومحتشدة بعيدة عن أناقة المرأة العربية الفخمة المترفة، إلا أن مصمم الأزياء الأردني حمودة كفارنة، استطاع أن يحشد اللون والفكرة، وعدداً من الفنانات الإماراتيات اللاتي قدمن عرض أزيائه الذي اقيم في «ميناء السلام» في دبي يوم السبت الماضي، مفتقراً نوعاً ما إلى الجودة في التنفيذ، وإلى اختيار درجات أفضل من الألوان، مقدماً بذلك عرضاً قد يعتبر متأخراً ولو قليلاً عن ابتكارات عالم الموضة.

 

ومع احتساب ما ارتدته كل من المطربة الإماراتية سمر، التي قدمت عرضاً غنائياً بداية  الامسية التي فضل كفارنة أن تقدمها المذيعة الأردنية ديما سامي التي ارتدت أيضاً تصميماً له، وما ارتدته المطربة الإماراتية رويدا المحروقي في نهاية العرض برفقة المصمم، قدم كفارنة مجموعة من 24 فستاناً شملت ثمانية فساتين زفاف ذات درجة واحدة من الأبيض، بينما تنوعت ألوان التصاميم الباقية وخاماتها، وقصاتها، بطريقة كان يمكن تنفيذها بطريقة أفضل وأكثر جودة.

 

ألوان صارخة
لم تفتقر مجموعة كفارنة إلى تنوع الألوان، رغم فشله في اختيار درجات أفضل من الألوان، التي تنوعت بين الأزرق الفاتح المائل إلى البياض، والفيروزي، والأزرق الفاقع، والأزرق المخضر، إضافة إلى البرتقالي الفاقع، والوردي الشبيه بلون الحلوى، والأحمر الصارخ، والأسود، والأخضر الشاحب الأقرب إلى الرمادي، والبني، والأصفر الفاقع، إضافة إلى عدد من الأقمشة المطبعة البنية مع البيج، والبني مع البيج والأخضر، وهي الخامات التي استخدمت وحيدة في فساتين لم تشمل سواها، وبين أخرى حملت أكثر من لون، كان منه الأساسي والثانوي، مثل استخدام البني مع السماوي، والأخضر الشاحب مع الذهبي «المطفي»، أو الأسود مع الفضي، بينما تداخلت أنواع أخرى من المطرزات ذات الألوان الموحدة مثل الذهبي، أو الفضي في فساتين أخرى من أقمشة سادة.

 

كما تنوعت الخامات التي استخدمها المصمم في مجموعته، بين خامات رئيسة وأخرى ثانوية، بينما تلاعب في تصاميم معينة مستبدلاً الثانوية برئيسة والعكس، حيث تنوعت الخامات، بين الدانتيل، والتول، والشيفون، والساتان، والحرير، وشيفون الحرير، والموسلين، بالإضافة إلى القماش الهندي المطرز بالكامل بالشك الهندي المعروف، الأمر الذي جعل تصاميمه غير متماسكة تحت فكرة أو ثيمة محددة، لتحمل جميعها فكرة قابلية الارتداء في حفلات سهرة أو زفاف، مع بعد عن محور محدد للمجموعة.

 
 

تنانير من دون أكمام
ومثل تنوع الخامات والألوان، كان التنوع في القصات أيضاً، سواء في فكرة التنانير، التي كان منها الشبيه بشكل الحورية، أو الواسعة المنتفخة، أو الواسعة المتموجة، أو متفاوتة الأطوال، بينما كان بعضها على شكل مناديل وطبقات صغيرة وكثيفة، وأخرى على شكل طبقتين شبيهتين بالعباءة، وأخرى اعتيادية، تحتشد مجموعات شيفون طولية عند اجزاء منها كفكرة المناديل الطويلة، أو تلك المنسابة بعفوية، والأخرى المنسابة مع احتشادها في عقدة عفوية في أحد الجوانب، معطياً للتنورة شكلاً أنثوياً جذاباً، حيث غلب على تصاميم تنانير الفساتين فكرة احتشاد وتجمع الخامة في منطقة معينة لتنساب في أخرى، كما تفاوتت قصات الصدر بين تلك القلبية، أو عالية الرقبة، أو التي تزين الرقبة بينما تكشف عن منطقة الصدر، إضافة إلى التي على شكل رقم سبعة، أو المستديرة، والقلبية الكاشفة عن منطقة الصدر، بينما تنحدر زاوية الفتحة بشكل حاد حتى نهاية البطن.

غلب على المجموعة كشف منطقة اليد، حيث افتقرت إلى فكرة الأكمام، والتي عادة ما تميز جودة الفساتين بتنفيذها، حيث يعرف مدى جودة التصاميم من تنفيذ الأكمام، وتنوعت التصاميم بين التي تحتوي حمالات للكتف تنوعت في أشكالها بين المزدوجة، والفردية المزينة لكتف واحدة، وبين الرباعية التي تزين الكتف والرقبة بطريقة زوجية، إضافة إلى التصاميم التي لم تحمل أي نوع من الحمالات، وهي التصاميم الغالبة، والتي كشفت على صدر وكتف عاريين.
 
 

عرائس بلونٍ موحد
اختار كفارنة في مجموعته الأخيرة أن يوحد درجة لون فساتين العرس الثمانية البيضاء بميل إلى اللون الحليبي أو السكري، حيث غطت طبقة من التول الفستان الأول، والذي زينته أجزاء مقطعة من قماش التول المزينة بحبات كبيرة ومنتشرة من الكريستال الملون، بينما زينت طرحة التول بحاشية أمامية من الكريستال والتطريز، وتميز الفستان الثاني ذو الدرجة المشابهة في اللون باستخدام المصمم لخامة الشانتون أو الحرير الهندي، التي أعطت فخامة للفستان، بينما مزج معها قماش التول، الذي استخدم بطريقة الزم والتجميع، سواء في منطقة الصدر، أو عند أجزاء متفرقة من التنورة التي اجتمع عندها التول، بينما تحرر في مجموعات مكوناً انتفاخاً عالياً زينت كل زاوية منه بحبة كريستال كبيرة.

 

لم يغب التول عن الفستان الثالث في المجموعة والذي استخدم فيه خامة الساتان المزينة بتموجات كريستالية، غطيت جميعها بطبقة خفيفة وموارية من التول الأبيض، بينما استخدم التول ذاته بطريقة الزم والتجميع عند الصدر ذي الشكل القلبي، وزينت المنطقة الوسطى بحبات كريستال متفاوتة الأحجام، و تم تزيين منطقة البطن بدمعة كريستالية، إلا أن طريقة إيصال التنورة بالقالب افتقرت إلى الجودة في التنفيذ حيث بدت درزات الخياطة بوضوح الأمر الذي لا يفترض أن يظهر.

 
 

وفي فستان زفاف آخر مزج كفارنة بين الخامات والتطريزات، من الشيفون المكبوس، والتول المشغول بعدد مختلف من التطريزات، وجمعت التنورة بين فكرة الطبقات على الجوانب والخامة الملساء في المنتصف، إضافة إلى استخدامه الفكرة ذاتها في تنوع الخامات المشغولة في فستان آخر جمع بين الساتان، والتول المشغول، بالإضافة إلى استخدامه حبات كريستال نحاسية مطرزة لم تتماش مع درجة الأبيض المستخدمة في الفستان، وهي الفكرة ذاتها التي استخدمت بطريقة التطريزات المتموجة في التنورة والمزينة بأحجار كريستال، وأخرى زينت بحبات اللؤلؤ، التي عادة ما تعطي فخامة ورقياً لفساتين الزفاف، بينما تميز الفستان الأخير بتنورة من شرائط متعاكسة ومتداخلة من الكريستال، وخطوط طولية منه على قالب الجذع، بينما استدارت خطوط الكريستال عند منطقة ما تحت الصدر مكونة حمالة علقت على رقبة العارضة، بينما حملت العارضة طرحتها وتاجها في يدها كما لو كان حقيبة.

 

واختتم كفارنة عرضه محيياً الجمهور ترافقه المطربة الإماراتية رويدا المحروقي التي ارتدت أحد تصميماته باللون الوردي الفاتح الأقرب بدرجته إلى البنفسجي، والمطرز بتطريزات وكريستالات بنفسجية عند منطقة الكتف والأكمام التي استخدم في تنفيذها خامة لامعة.
 
 
 
تويتر