موهبة دوبروشي تتفجر قبلات في «كان»
من يشاهد فيلم الأخوين ديردين «لي سيلانس دو لورنا» (صمت لورنا) يعرف ما الذي يدفعهما ليطبعا قبلة مشتركة على خدي بطلة الفيلم آرتا دوبروشي أمام المصورين المحتشدين عند مسرح «لومير» في العرض الأول للفيلم. ومن يستعيد مع شون بين ذكرياته الأولى عن «كان»، وكيف حضره للمرة الأولى منذ ما يزيد على 20 سنة، ومن ثم حصوله على جائزة أفضل ممثل عام 1997 عن دوره في فيلم «ميستك ريفر» إخراج كلينت ايستوود، سيعرف من أين يأتي إصرار ايستوود على تقديم جديده في مسابقة «كان»، وكيف ستكون عليه لجنة التحكيم هذه السنة بقيادة بن، كون ايستوود قد سبق وكان رئيس لجنة التحكيم، وله أيضاً أن يرى الحضور الأميركي المتزايد في هذا المهرجان، عبر المسابقة الرسمية، كون الحديث سيأخنا أيضا إلى فيلم أميركي آخر عرض ضمن المسابقة الرسمية حمل عنوان «تو لافرز» (عاشقان) أخرجه جيمس غاري، هذا الفيلم الذي سيتبع بفيلم طويل جداً (أكثر من أربع ساعات ونصف) لمخرج أميركي شهير هو ستيفن سودربورف يحمل عنوان «تشي» أي ارنستو تشي غيفارا عبر مقاربة لما يبقي هذا الرمز حياً وخالداً بعد مرور أكثر من 40 سنة على مقتله. ولمن لا يعرف الأخوين ديردين فله أن يعود سنتين إلى الوراء ليعرف أنهما توجا بسعفة «كان» الذهبية عن فيلهما «الطفل»، ولهما في هذه الدورة أن يقدما فيلماً جديداً يقترب من عالم قائم بذاته، له أخلاقياته وعلاقاته.
دوبروشي قبل الاقتراب من الفيلم، أذكر رواية علاقة الأخوين بالممثلة البوسنية دوبروشي والتي وقع عليها اختيارهما بعد مقابلة ما يزيد على 100 ممثلة بوسنية محترفة أو غير محترفة، وليقع خيارهما عليها بعد أن شاهدا فيلمين لها، فقاما بدعوتها إلى بلجييكا وتصويرها تغني وتمشي وترقص وما إلى هنالك، وليجدا في النهاية أنها الأفضل والأقدر، خصوصاً إن سمعتم ما يحكي جان بير دردين عن وجهها الجميل والعفوي في لقائه الصحافي، وهذا تماماً كان حاضراً بقوة بالفيلم، فلورنا التي جسدتها دوبروشي، امرأة جاهزة للرقة، وللانقلاب على قسوة ما تعيشه، وبطريقة دراماتيكية لمجرد اكتشافها أن ما تعيشه على النقيض من ما تشعر به، فهي تعمل كزوجة وهمية لطالبي الحصول على جنسية أوروبية، كونها حاملة للجنسية البلغارية، الأمر الذي يتم من خلال وسيط يبدو في البداية راعياً لها ومدبراً لحياتها.
مع بداية الفيلم نشاهدها تعيش مع رجل مدمن اسمه كلودي، يحاول التخلص من إدمانه بوسائل شتى، ولا نعرف ما الذي يمثله بالنسبة لها، فهو يعيش في بيتها، إلا أنها توصد غرفة نومها وتتركه وحيداً في الصالون، وتتعامل معه بقسوة بعض الشيء، وهو يسألها أن تساعده في التخلص من إدمانه، بينما نجدها على علاقة حب مع رجل يسافر من بلد أوروبي إلى آخر، ولنعرف بعد ذلك أنها متزوجة من كلودي على الورق فقط وليحصل هذا الأخير على جنسيتها.
لكن الأمور تنقلب درامياً، ويطرأ على لورنا تغير عاصف تكون طيلة الفيلم تحاول تجاهله، فتكتشف في لحظة أنها تحب كلودي، بينما تكون تسارع في إجراءات طلاقها منه، لتتمكن من زواج رجل روسي يسعى للحصول على الجنسية، هذا التغيير ومن ثم وفاة كلودي إثر جرعة زائدة من الهرويين يمضي بلورنا إلى مصير يكشف حقيقة كل الرجال المحيطين بها.
أعود إلى حكاية بين مع «كان»، فهو كما يقول ذهب إلى «كان» للمرة الأولى برفقة صديق كان يجالسه في حانة، فقال له أنا ذاهب إلى مهرجان كان، فسأله بين إن كانت غرفة الفندق تتسع لأن يكون معه، وينام على الأريكة، وفعلاً ذهب وكانت هذه المرة الأولى التي يزور فيها بلداً أوروبياً.
وبما أنه حصل على جائزة أفضل ممثل عام 1997 فإنه ما زال طامحاً إلى الحصول على ما يرضي «بين» المخرج، ولعل أكثر ما يستعيده من جائزته تلك هي قبلة كاترين دونوف لدى تسليمه الجائزة، والتي تقول بدورها إنه وفي هذه الدورة يحافظ على مسافة معها، كونها مشاركة في المسابقة الرسمية عبر فيلم «حكاية عيد الميلاد» لأرنوند ديسبلاشين، وبين رئيس لجنة التحكيم.
كلينت إيستوود هذا ينتقل الحديث بنا إلى جديد كلينت ايستوود الذي عرض أول من أمس، وكان الجميع في ترقب لجديده، كونه يزداد ألقاً كلما تقدم في العمر أكثر، وأوغل أكثر في تجربته الإخراجية، وليقدم هذه المرة عبر بطولة مطلقة لأنجلينا جولي فيلماً حمل عنوان «شينجلينغ» قصة تدور أحداثها في عشرينات القرن الماضي، عبر سرد حياة امرأة اسمها كريستين تنتمي للطبقة العاملة تعيش مع ابنها الذي لم يتجاوز التاسعة، بحيث تكون حياتها متمركزة حوله، ولا شيء آخر سوى عملها وهذا الطفل، والذي فجأة يختفي من حياتها بعد اضطرارها في يوم عطلتها للذهاب إلى عملها، لتعود ويختفي ابنها تماماً.
من هذا الحدث، وقصة بحث الأم عن ابنها الضائع، يسلط الضوء على فساد شرطة لوس انجلوس في تلك الفترة، والتي تعتبر الأكثر إظلاماً في التاريخ الأميركي، حيث يكون رئيس مجموعة دينية (جون مالكوفيتش) في خضم حملة ضد الفساد، إلى أن تعثر الشرطة على والتر ابن كريستين، لكنه يكون طفلاً آخر يصر ضابط الشرطة على أنه ابنها، في مسعى لتلميع صورة شرطة لوس انجلوس، هذا الاصرار يؤدي إلى صدام الأم مع هذه الشرطة الفاسدة، واستفحال الأمر لحد وضع الأم في مصح عقلي، لتعود الأمور وبعد صراع مرير إلى نصابها لكن دون أن تعثر كريستين على ابنها أبداً.
لن يكون شيئاً جديداً القول إن فيلم ايستوود محكم، مليء بالانعطافات الدرامية التصاعدية، هذا عدا الدور الاستثنائي الذي قدمته جولي في هذا الفيلم وإلى جانبها جون مالكوفيتش، لكن يبقى فيلم «شينجلينغ» في مساحة تتحرك بها السينما الأميركية كثيراً، ألا وهو نبش التاريخ الأميركي وتسليط الضوء على قضية بعينها لها من الواقعية ما يجعلها مفصلية في التكوين الاجتماعي والسياسي للولايات المتحدة.
فيلم أميركي آخر عرض أول من أمس حمل عنوان (عاشقان)، له أن يكون متمركزاً بشكل أو آخر على شخصية ليونارد القلق لدرجة محاولة الانتحار لمرات، والكيفية التي يبني بها علاقات حبه مع جارته الشقراء (غوينث بالترو) من جهة، وساندرا (فينسا شو) من جهة أخرى، وليجري كل ذلك وليونارد ما زال يعيش في كنف عائلته، وعلى ارتباط اقتصادي وحياتي معها، الأمر الذي يجعله مراقباً من والديه اليهوديين واللذين يفضلان أن يرتبط بامرأة من الدين نفسه أي ساندرا الذي يجري تعارفه معها في اطار المعرفة العائلية المتبادلة، وهكذا يمضي ليونارد في علاقتين، الأولى يكون أميل إليها لكون جارته الشقراء جانحة ومجنونة، لكنها على علاقة برجل متزوج، يظن لفترة قصيرة أنه فاز بها، إلى أنها تهجره بمجرد أن يعود عشيقها السابق إليها ويقرر أن يهجر زوجته لأجلها، ما يعيده إلى ساندرا المتيمة به.
فيلم «عاشقان» على شيء من الهدوء، والمضي خلف شخصية ليونارد إلى آخرها، ومدى الوطأة الشديدة لأن يكون الفرد مرتبطاً بعائلته في مدينة مثل نيويورك.
95 ألف تذكرة وبما أن الحديث في البداية عاد بنا إلى سنوات سابقة من مهرجان كان، فإن من المهم استعادة المخرج الروماني كريستيان مانغيو صاحب السعفة الذهبية للعام الماضي عن فيلمه «3 أشهر، 4 أسابيع، ويومان»، الذي قال وبتصريح خاطف إنه بصدد عدد من المشروعات التي لم يحدد طبيعتها، وإنه سيبدأ تصوير فيلمه الجديد هذا الصيف «إن توفر لدي الوقت، كوني على ارتباط بالكثير من الالتزمات الاجتماعية بعد فوزي بالسعفة»، مانغيو سعيد ببيع فيلمه 95 ألف تذكرة، ويبقى السؤال الأكثر تردداً مع اقتراب الدورة الـ66 من نهايتها، من سيتوج بالسعفة لهذا العام، لدينا اجابة واحدة في هذا الخصوص يطالعنا بها تصويت النقاد الذي ما زال يتصدره الفيلم التركي «ثلاثة قرود»، الأمر الذي لا يلغي أن تكون نتائج لجنة التحكيم أمراً معلقاً بالغيب.
مارادونا: أقطع يدي من أجل عيون جوليا روبرتس
كان «فرنسا» ــ د.ب.أ
استقبل مهرجان كان السينمائي الفرنسي أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو آرماندو مارادونا الذي لقبه الكثيرون بـ« سيد الكرة»، حيث قال: « أنا على أتم استعداد لقطع يدي من أجل عيون جوليا روبرتس»، وذلك على شاطئ مدينة كان الفرنسية. وحضر مارادونا إلى مهرجان كان للمشاركة في تقديم فيلم تسجيلي عن حياته من إخراج البوسني أمير كوستاريكا. وبدا مارادونا في حالة صحية جيدة وبدأ يومه وهو يمارس الرياضة أمام المصورين على الشاطئ وبجواره المخرج صاحب فيلم «تحت الأرض»، حيث تبادلا العناق والنكات.
وأمام المصورين والمعجبين قام مارادونا بعمل بعض الحركات الاستعراضية بالكرة وهو يرتدي الملابس السوداء وصليباً فضياً كبيراً على صدره وأساور زرقاء حول معصمه.
ورافقت مارادونا ابنته الكبرى دالما ومن المقرر وصول ابنته الصغرى جيانينا في غضون ساعات.
ومع ذلك بدا مارادونا الذي يعد من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم خجولاً أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس، رغم احتفاظه بعفويته المعتادة.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news