أقول لكم

 

عندما طالت جلسة التحقيق أمام ذلك الشخص المتجهم في السفارة الفرنسية، وقف المواطن الإماراتي فجأة ونظر في الأوراق المرصوصة أمامه وسألة «كم سؤالاً بقي لديك؟»، فرد المحقق «نحن انتهينا من نصف المطلوب»، ويقول الأخ وهو ليس شخصاً «عاديا»، يقول «مددت يدي إلى ذلك الرجل وقلت له سـلم لي على باريس وبرج إيفل، ولا تنس متحف اللوفر ونهر السين، وكل ما لديكم من جمال وثقافة، أليست عاصمتكم هي مدينة الجمال والثقافة؟، لايهم، فقد قررت أن أقاطع كل حسناتكم، وتكفيني هذه السيئة التى لقيتها منكم، وحفاظاً على وقتك الثمين ووقتي الذي أهدرت منه سـاعتين حتى الآن معك، والساعتين الأخريين اللتين تريدني أن أكمل فيهما الإجابة عما بقي لديك، سجّل عندك أنني لا أرغب في زيارة فرنسا، وأنني كنت مخطئاً عندما طلبت تأشيرة زيارة باعتباركم أصدقاء لنا، وما كنت أحسب أن الصداقة تعني سؤالك عن اسم أمي وجدتي وخالاتي وعماتي وبناتي وبنات جيراني، وعن إيصالات السحب من حسابي في البنك، وقيمة مشترياتي، وعدد الأرغفة التى آكلها مع عيالي، وأنني حتى أحصل على تأشيرة دخول الفردوس الفرنسي يجب أن أؤمّن على حياتي وحياة كل من سأحتك بهم هناك، وبعد كل هذا تريدني أن أنتظر أسبوعين أو أكثر، وقد لا تمنحني التأشيرة دون إبداء الأسباب، فيذهب جهدي وجهدك هدراً، فسجل عندك عدم التعامل معي إلى الأبد لأنني لن أتقدم ما حييت بطلب زيارة بلدكم، ومتحف اللوفر سيكون عندنا بعد سنوات قليلة، وإن كان لنا عمر رأيناه، أما برج إيفل فقد شبعنا من مشاهدته في الأفلام، ونهركم الشهير ليس أجمل من أصغر «خور» في بلادنا، وإن كانت لديّ رغبة في سماع اللغة الفرنسية ذهبت إلى دول شمال إفريقيا أو غربها، و(بونجور)».

 

تلك واقعة من مئات تقع مع أغلب سفارات أوروبا والولايات المتحدة، فهل سنتضرر إذا لم نزُر تلك الدول؟ أم أن كلام صاحبنا صحيح ؟

الأكثر مشاركة