|
يحرص طلبة في الثانوية على أداء طقوس غريبة، يتفاؤلون بها قبل الامتحانات، من بينهم عمار محمد، من القسم العلمي في الثانوية العامة، الذي يحرص على ارتداء بنطال واحد طوال أيام امتحانات الفصل الثاني، لأنه يتفاءل به، ويشعر بأنه لن يؤدي جيداً، إذا قام بتغييره، موضحاً أنه «ارتدى البنطال في اليوم الثاني من الامتحانات النهائية، بالفصل الدراسي الأول، ومرت بقية الامتحانات على خير، لذا يحافظ عليه جيداً، ويتمنى أن يستمر معه في المرحلة الجامعية».
وقال عمار إن «غالبية زملائه من طلبة الثانوية العامة معتادون ممارسة طقوس معينة أثناء الامتحانات، كثير منها يكون غريباً وغير مألوف، ويقومون بها في الغالب على سبيل التفاؤل أو التبرّك، ويرتاحون نفسياً إذا فعلوا ذلك»، مشيراً إلى أن «هذه الطقوس تمتد إلى علاقتهم سوياً فمنهم من يتفاءل بالذهاب مع زميل معيّن، أو المراجعة قبل الامتحانات مع آخر».
وأشار زميله في القسم العلمي سمير علي، إلى إنه «اعتاد خلال الامتحانات تحويل ليله إلى نهار، فيبتعد كلياً عن الاختلاط بالآخرين خلال النهار، ويبدأ المذاكرة أثناء الامتحانات في وقت متأخر من المساء، وتزيد قدرته على التركيز حينما ينام الجميع»، لافتا إلى أنه «لا يفعل ذلك في الأيام العادية، لكن يشعر بأنه لن يستطيع الإجابة جيدا في الامتحان إذا جرّب طريقة أخرى في المذاكرة».
أما الطالب أحمد الكعبي، فاعتاد طقساً مختلفاً، ولكن أثناء الامتحان، وهو قراءة الورقة الامتحانية من نهايتها، حيث يقرأ السؤال الأخير، حتى يصل إلى الأول، مشيرا إلى أنه «يبدأ بإجابة السؤال الأسهل لكن لا يتفاءل إذا نسي وقرأ الأسئلة حسب ترتيبها الطبيعي»، موضحا أنه «اعتاد ذلك منذ امتحانات نهاية العام الدراسي الماضي، ويتفاءل بهذه الطقوس، على الرغم من أنها لم تجد مع امتحانات معينة مثل امتحانات الرياضيات في الفصل الدراسي الأول».
في السياق ذاته، يتفاءل الطالبان أيوب صالح، وأمين سيف، ببعضهما بعضاً، خلال الامتحانات فيراجعان معاً في الليلة التي تسبق الامتحان، سواء بالجلوس في منزل أحدهما أو من خلال الاتصال الهاتفي، ويحرصان على الدخول معاً إلى اللجنة والخروج أيضا في التوقيت نفسه، ويأملان بالالتحاق بالكلية ذاتها.
وفي المقابل، تحرص فتيات على ممارسة طقوس خاصة، مثل الطالبتين صفا عقيل، وريم عماد، اللتين تحرصان على ارتداء «توكة» من النوع نفسه، واللون في غطاء الرأس، وأشارتا إلى أنهما «تتفاءلان بذلك، وتعتادان كذلك ارتداء ملابس متشابهة، لارتباطهما بعلاقات صداقة قوية».
أما الطالبة فاطمة اسماعيل، فلها أسلوب خاص، تحرص على اتباعه بمجرد تسلم ورقة الأسئلة، حيث تقوم بقلب الورقة على ظهرها، ثم تقرأ آيات قرآنية وتدعو لنفسها بالتوفيق، ثم تبدأ بالإجابة بعد ذلك، لافتة إلى أنها «تشعر بنوع من صفاء النفس والذهن، بعد ذلك، موضحة أنها نصحت عددا من صديقاتها بذلك، ووجدن نتيجة جيدة لطريقتها».
من جانبه، قال موجّه الرعاية النفسية في وزارة التربية والتعليم، أحمد عيد سيد أحمد، إن «هذه العادات أو الطقوس فردية، يمارسها بعض الطلبة، وليس جميعهم، وبعضها يكون سيئاً مثل قيام بعضهم بتمزيق الكتاب أو رميه بعد الانتهاء من الامتحانات، وكأن الكتاب كان يمثل همّاً، أو عبئا نفسيا عليه، ومنها كذلك ما يسمى (برشام الغش) وهي تصغير نماذج إجابة للغش منها».
وأشار إلى أن «الظاهرة الأخيرة قلت إلى درجة ما، ولكن اعتاد بعض الطلبة القيام بها حتى لو لم يستخدموها».
وأضاف أن «هناك بلا شك عادات جيدة، مثل مراجعة المادة قبل الامتحان، أو قراءة القرآن». ولفت إلى أن «هذه الطقوس أصبحت قليلة، لأن الضغوط النفسية قلت عند الطلبة ولم يصبح امتحان الثانوية العامة يمثّل العبء نفسه الذي كان يمثله سابقاً، في ظل تدريب الطلبة على نماذج طوال العام، وإجراء اختبارات تقويم لهم».
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App