ينتخب النواب اللبنانيون، اليوم، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، رئيساً للجمهورية، بحضور عربي ودولي واسع، يتقدمه ممثلو الدول التي قامت بوساطات لحل الأزمة اللبنانية التي استمرت اكثر من 18 شهرا، في الوقت الذي أكد سليمان فيه ان عهده سيكون «عهد تكريس المصالحة والتفاهم».
وتفصيلاً، نظمت وزارة الدفاع اللبنانية، أمس، في مقرها في اليرزة، حفلا وداعيا للعماد سليمان، عشية انتخابه رئيسا للبنان. وأكد سليمان، خلال الحفل، أن «الشهداء الأبطال قد صنعوا بعظمة شهادتهم شرف الجيش، وان أي تفريط في دمائهم هو تفريط في وحدة الوطن».
وأشاد سليمان بدور وزير الدفاع إلياس المر في تحييد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية، وتعاونه الثابت مع كل قرارات القيادة. كما أثنى على كفاءة العسكريين وولائهم وتمسكهم بوحدتهم وعقيدتهم العسكرية، مثمنا جهودهم وتضحياتهم. وأشار إلى تطلعه لبناء جيش قوي بعدة وعتاد كافيين، ليتمكن من أداء مهامه الوطنية على أكمل وجه. ومن المقرر ان ينتخب نحو 127 عضوا برلمانيا سليمان (59 عاما) رئيسا في جلسة برلمانية، سوف يحضرها 200 شخصية كبيرة، من بينهم وزراء خارجية سورية وليد المعلم، وايران منوشهر متقي، بالإضافة الى وفد من «الكونغرس» الاميركي . والشخصيات الأجنبية الأخرى التي من المتوقع حضورها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووزراء خارجية فرنسا وايطاليا واسبانيا، والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، وامين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، وكل السفراء الأجانب والعرب في لبنان. وامتلأت الشوارع بالأعلام اللبنانية ذات اللونين الأحمر والأبيض، بالإضافة الى صور الرئيس المقبل. وفي بلدة عمشيت (40 كيلومترا شمال بيروت) مسقط رأس الرئيس الجديد غطت البالونات الحمراء والبيضاء شوارع البلدة، كما تم وضع صور الرئيس الجديد في كل شرفة في المنطقة. وصرح علي حمدان ، المتحدث باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، انه تم دعوة نحو 200 من كبار الشخصيات لحضور جلسة الانتخاب. كما وجهت الدعوة لرئيس الوزراء فؤاد السنيورة. واضاف حمدان أن بري يريد ان يكون انتخاب الرئيس «عرسا للوحدة والمصالحة في لبنان». وبعد انتهاء عملية الانتخاب يغادر بري القاعة ليعود برفقة سليمان الذي سيؤدي القسم الدستورية، ثم يلقي خطابا يعرض فيه ابرز خطوط عهده الذي يستمر ست سنوات. وأكد مصدر حكومي ان وزيري خارجية السعودية ومصر (داعمتا الأكثرية) سعود الفيصل واحمدابو الغيط سيحضران الانتخاب. وتشكل مشاركة المعلم اول زيارة علنية الى لبنان يقوم بها مسؤول سوري رفيع منذ انسحاب القوات السورية في ابريل عام 2005 في اعقاب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
رؤساء لبنان ما قبل سليمان
يعد قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان، الذي سينتخبه النواب اللبنانيون اليوم، الرئيس الـ12 للبنان منذ استقلاله في عام 1943.
تولى رئاسة لبنان منذ استقلاله 11 رئيسا للجمهورية جرى اغتيال اثنين منهم، ومددت ولاية ثلاثة آخرين ثلاث سنوات اضافية على المدة الأصلية المحددة بست سنوات. وفي ما يلي اسماء الرؤساء مع تاريخ انتخابهم ونهاية ولايتهم: - بشارة الخوري: من 21 من سبتمبر 1943 الى 18 من سبتمبر 1952 (تسع سنوات) - كميل شمعون: من 23 من سبتمبر 1952 الى 23 من سبتمبر 1958 (ست سنوات) - فؤاد شهاب: من 31 من يوليو 1958 الى 23 من سبتمبر 1964 (ست سنوات) - شارل حلو: من 18 من اغسطس 1964 الى 23 من سبتمبر 1970 (ست سنوات) - سليمان فرنجية: من17 من اغسطس 1970 الى 23 من سبتمبر 1976 (ست سنوات) - إلياس سركيس: من الثامن من مايو 1976 الى 23 من سبتمبر 1982 (ست سنوات) (الرئيس الوحيد الذي انتخب قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق بأشهر عدة لكنه تسلم مهامه في موعده). - بشير الجميل: من 23 من اغسطس 1982 الى 14 من سبتمبر 1982 (اغتيل قبل تسلمه مهامه). - أمين الجميل: من 21 من سبتمبر 1982 الى 23 من سبتمبر 1988 (ست سنوات). وعند انتهاء ولايته، لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية فعين الجميل بالنيابة قائد الجيش ميشال عون رئيسا لحكومة عسكرية انتقالية. وبقي عون في هذا المنصب حتى طرد منه بعملية عسكرية سورية لبنانية في 13 من اكتوبر 1990 . في الوقت نفسه تابع رئيس الحكومة سليم الحص مهامه وفق الدستورالذي يقضي بتسلم الحكومة مهام الرئاسة بانتظار انتخاب رئيس جديد. - رينيه معوض: من الخامس من نوفمبر 1989 الى 22 من نوفمبر 1989 اغتيل بعد 17 يوماً من تسلمه مهامه. - الياس الهراوي: من 24 من نوفمبر1989 الى24 من نوفمبر 1998 (تسع سنوات). مددت ولايته ثلاث سنوات. - إميل لحود: من 17 من اكتوبر 1998 الى 24 من نوفمبر2007 (تسع سنوات)، مددت ولايته ثلاث سنوات. بيروت ــ أ.ف.ب |