الفرنسي كانتيه يفوز بسعفة كان الذهبية


فازت فرنسا يوم أمس بسعفتها الذهبية الاولى منذ عام 1987 مع فيلم "انتر ليه مور" (بين الجدران) للمخرج لوران كانتيه الذي حصل على هذه الجائزة للدورة الحادية والستين لمهرجان كان باجماع اعضاء لجنة التحكيم.

 

كما قوبل اعلان فوز كانتيه بالسعفة بتصفيق طويل مؤثر من الجمهور بعيد كل البعد عن صيحات الاستهجان التي اثارها قبل 21 عاما اعلان فوز "سو لو سولي دو ساتان" (تحت شمس الشيطان) لموريس بيالا بهذه الجائزة.

 

واوضح رئيس لجنة التحكيم النجم الاميركي شون بين انه كان هناك "اجماع" على جدارة "هذا الفيلم المذهل الرائع الكتابة والغني بالسحر، كل شيء كان ساحرا فعلا".

 

وتلقى لوران كانتيه بتأثر شديد الجائزة محاطا بعدد من الشباب الصغار الذين شاركوا في فيلمه فيما وقف الحاضرون تحية له مصفقين بشدة.

 

يغوص هذا الفيلم الطويل الخامس للمخرج الفرنسي في الحياة اليومية لصف باحدى المدارس الباريسية حيث يسعى استاذ شاب للغة الفرنسية جاهدا لتلقين تلاميذه لغة مختلفة عن تلك التي يستخدمونها في مراسلاتهم الالكترونية.

 

وقال المخرج والممثل الاميركي شون بن "هذا الفيلم به كل ما نرجوه من السينما". كما شددت المخرجة مارجان ساترابي، العضو في لجنة التحكيم التي حصلت على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان 2007 عن "برسيبوليس"، على ان هذا الفيلم "الذي ياسر القلوب يتعدى اطار الضواحي ويطرح تساؤلات حقيقية عن الديموقراطية".

 

وعلى عكس الرد الشهير لبيالا عام 1987 عندما قال رافعا قبضته في الهواء اثر تعالي صيحات الاستهجان على فوزه بالجائزة "اذا كنتم لا تحبونني استطيع ان اقول لكم انني ايضا لا احبكم". تسلم لوران كانتيه الجائزة بتاثر وانفعال شديدين.

 

وقال كانتيه وهو يحمل السعفة بيده "هذا الفيلم كان يجب ان يكون على صورة المجتمع باسره، متعددا وغنيا ومعقدا. كان ينبغي ان تكون هناك احتكاكات لم يسع الفيلم الى ازالتها".

 

والفيلم وهو بين الوثائقي والتخيلي مستوحى من كتاب يحمل الاسم نفسه للاستاذ فرنسوا بيغودو بطل الفيلم، وقد لقي استحسانا كبيرا وترك اثرا كبيرا في نفوس النقاد من فرنسيين ودوليين.

 

برز كانتيه (46 عاما) عام 1999 من خلال فيلم اول كان له وقع كبير هو "موارد بشرية" الذي يعرض بشكل مقلق واقع عالم العمل والذي حصل على جائزتي سيزار.

 

من جهة اخرى منحت الجائزة الكبرى لمهرجان كان، ثاني جائزة بعد السعفة الذهبية، الى الايطالي ماتيو غاروني عن فيلمه "غومورا" الذي يرسم صورة حادة للمافيا في كالابريا.

 

وفي غياب غاروني، تسلم الجائزة بطل الفيلم توني سيرفيو المشارك ايضا في الفيلم الايطالي الاخر "ايل ديفو" الذي نال جائزة لجنة التحكيم والذي يتناول بقسوة شخصية رئيس الوزراء الايطالي السابق المثير للجدل جوليو اندريوتي.

 

وكما كان متوقعا فاز الممثل الاميركي البرتغالي الاصل بينيسيو ديل تورو بجائزة افضل ممثل عن "تشي" لستيفن سودربرغ الذي يؤدي فيه دور الثائر البوليفي الشهير ارنستو تشي غيفارا.

 

في المقابل كان من المفاجىء منح جائزة افضل ممثلة، الى البرازيلية ساندرا كورفيلوني عن اول دور لها في السينما في فيلم "لينها دو باش" للمخرجين والتر ساليس ودانييلا توماس الذي تجسد فيه شخصية ربة اسرة.

 

ولم تتمكن ساندرا من حضور المهرجان بسبب حزنها على طفلها الذي فقدته مؤخرا.

 

ومنحت جائزة السيناريو الى البلجيكيين جان بيار ولوك داردين عن فيلمهما "صمت لورنا" بعد ثلاث سنوات على سعفتهما الذهبية الثانية عن فيلم "لانفان" (الطفل). وعلق جان بيار داردين لدى تلقيه الجائزة "شكرا لشقيقي وللجنة التحكيم"، بعدما شكر شقيقه لوك "الفريق الفني" للفيلم. يروي هذا الفيلم قصة البانية تتزوج صوريا كي تحصل على اقامة في بلجيكا.


وفاز فيلم "هانغر" (الجوع) اخراج البريطاني ستيف ماكوين بجائزة الكاميرا الذهبية لافضل فيلم جديد وهو يروي قصة السجين الايرلندي الشمالي الشهير بوبي ساندز الذي قضى بعد اضراب عن الطعام دام 66 يوما.

 

واخيرا تلقت كل من الممثلة الفرنسية كاترين دونوف والممثل والمخرج الاميركي كلينت ايستوود جائزة خاصة لمهرجان كان تتويجا لمسيرتهما الفنية.

 

في المقابل لم يحصل فيلما "اكستشينج" (تبادل) لكلينت ايسوود و"رقصة فالس مع بشير" للاسرائيلي اري فولمان على اي جوائز رغم انها لقيا تقديرا كبيرا ولا سيما فيلم فولمان الذي كان يعتبر من الاوفر حظا لنيل السعفة الذهبية. الفيلم يعالج موضوع مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبت عام 1982 في بيروت،  ويحمل جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية وقوعها.

الأكثر مشاركة