الحياة بالنظارة.. علاج وإكسسوار


لم تعد المشكلات المتعلقة بالعينين عائقاً كبيراً يواجه ضعاف النظر، إذ تعددت في العقد الأخير الحلول والطرق للتخلص من هذه المشكلة، لكن المفاجئ الذي توصلنا له في هذا التحقيق أن غالبية الذين يعانون من مشكلات النظر أجمعوا على أن النظارة الطبية لاتزال تحتل المرتبة الأولى على قائمة خياراتهم، حيث هي من وجهة نظرهم حل عملي لمشكلة النظر، فضلاً عن ذلك التأثير المميز الذي تعطيه النظارة لشخصية المرء، الأمر الذي حولها لواحدة من أهم أنواع الإكسسوارات أيضاً، فلايزال البعض يفضل النظر إلى الحياة بإطار ملون، رغم أن فكرة العدسات الملونة التي راجت أواخر السبعينات لم تعد رائجة الآن.

 

أحب نظارتي

كانت عبارة «أحب نظارتي» أول ما أعلنته شيماء سالم، 25 عاماً، عند سؤالها عن الموضوع، مشيرة إلى أنها بدأت تلبس النظارة الطبية منذ كانت في سن السابعة من العمر، وتقول: «أعاني من كسل في النظر في إحدى عينيّ، وهو ما يعني أن النظارة أو العدسات الطبية ليستا حلاً مثالياً لي، الأمر الذي جعلني أتوقف عن وضعهما خلال فترة الدراسة الثانوية، وذلك بعد أن أخبرني طبيبي بأنهما ليستا حلاً لي، إلا أنني عدت لهما خلال فترة الدراسة الجامعية بعد أن بدأت أشعر بالصداع»، مشيرة إلى أنه رغم أن النظارة لا تعالج ضعف عينها «إلا أنها تعينني على إراحة العين الضعيفة، ومنذ ذلك الحين والنظارة لا تفارق عيني».

 

وتضيف شيماء: «أضع النظارات الآن في كل الأوقات، وأحب شكلها عليّ، حيث أشعر بأنها تضيف إلى شخصيتي ومظهري الخارجي الكثير»، مبينة أنها حاولت تجربة العدسات اللاصقة، «وحاول الأخصائيون في متجر النظارات وضعها لي، إلا أنني كنت مصدر إزعاج كبير لهم، خصوصاً أنني كنت أبعد وجهي وأدفع أيديهم كلما حاولوا تقريب العدسة من عيني، حتى نجحت العملية بعد ربع ساعة من المحاولات، إلا أنني سرعان ما شعرت بالضيق وبحكة مزعجة، لأكتشف لاحقاً أنني قلعتها من كثرة الحك»، موضحة أنها لم تهتم بأمر العدسات اللاصقة كثيراً؛ «كوني أحب رفقة النظارة بشكل كبير، كما أنني مهووسة بشراء النظارات كهوس الأخريات بشراء الأحذية أو الحقائب».

 

حلٌّ ثالث وتعتقد ريما زيد، 22 عاماً، من الشارقة، أن النظارة الطبية لم تكن عائقاً بالنسبة لها، في ممارسة شؤون حياتها، وهو الحال أيضاً مع العدسات اللاصقة التي تضعها أحياناً بدلاً من النظارة، «إلا أنني وخلال رحلتي مع العائلة إلى تايلاند شعرت بحاجتي الشديدة للوصول إلى حل غير النظارة أو العدسات اللاصقة، وذلك سواء خلال هطول الأمطار التي تزعجني عند ارتداء النظارة، أو السباحة حيث عانيت من ضياع عدستي اللاصقة خلالها، الأمر الذي جعلني أفكر أخيرًا بالإقدام على عملية الليزك، التي انتشرت حديثاً».

 

وتضيف أنه ورغم حاجتها إلى حل ثالث عدا النظارة أو العدسة اللاصقة، «إلا أنني لاأزال أستمتع باستعمال النظارة التي تعطي شكلاً جميلاً للوجه، كما أنني وفي أحيان عديدة أعتبرها بديلاً سريعاً عن الماكياج، حيث تعطيني مظهراً أنيقاً، دون الحاجة لوضع الماكياج، بينما أشعر بأنني أبدو شاحبة دونها»، مشيرة إلى أن أهم ما يجب القيام به خلال وضع الماكياج عند الرغبة في ارتداء النظارة «هو تبييض منطقة ما تحت العين، ووضع ماكياج عين أنيق، فهي المنطقة الأكثر لفتاً للنظر، وهو ما رأيته في إحدى برامج الأناقة والأزياء على التلفاز».

 

بينما تفضل نايلة علي، 27 عاماً، من الشارقة النظارة؛ «كونها تعتبر حلاً سريعاً لتصحيح النظر، والذي يتم بمجرد وضعها، بينما أعاني عند تركيب العدسات اللاصقة من الحاجة إلى تنظيفها جيداً، والشعور بحرقة عند ارتدائها، والمعاناة من جفاف العين بعد فترة من ارتدائها، بينما يمكنني خلعها أو وضعها بكل سهولة كلما أردت ذلك».

 

العدسات اليومية

وتشير خبيرة قياس البصر وتصحيحه، ريتشيل بابلو، من مركز الخليج للعيون في دبي إلى أن هناك الكثير من العناصر التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار النظارة الطبية المناسبة، منها تصميم النظارة وتناسبها مع استدارة الوجه، لون البشرة، لون الشعر، ولون العينين، حيث يفترض في تصميم النظارة ان تتناسب واستدارة الوجه، فمستديرو الوجه على سبيل المثال يفترض بهم اختيار النظارات ذات الشكل المربع، بينما يفترض بمربعي الوجه اختيار النظارات ذات الشكل البيضاوي أو المستدير»، مضيفة أن على قياس إطار النظارة أن يكون متوازناً مع قياس الوجه، «وألا تكون النظارة صغيرة جداً بينما يكون الوجه كبيراً أو العكس، بالإضافة إلى أهمية أن يعزز تصميم النظارة أو لونها أفضل مميزات وجهك، سواء كان ذلك يعني لون البشرة أو لون الشعر أو العيون»، مشيرة إلى أن هناك مواصفات أخرى يمكن اختيارها في النظارة، مثل العدسات المضادة للخدوش، أو المضادة للانعكاس، أو المضادة للضباب، أو تلك المضادة للأشعة فوق البنفسجية.

  

وفي ما يخص العدسات اللاصقة، نصحت بابلو مستخدميها باللجوء إلى العدسات اللاصقة اليومية، «حيث تعتبر الأكثر نظافة وصحية بين بقية الأنواع الأسبوعية أو الشهرية أو الدائمة، فلا تحتاج إلى التنظيف، حيث يتم التخلص منها مع نهاية اليوم، ولا تحتاج إلى علبة للاحتفاظ بها، أو سائل لغسلها، بينما تحتاج الأنواع الأخرى إلى الاهتمام بنظافتها لتفادي التعرض لأي نوع من الالتهابات أو الحساسية، بالإضافة إلى أن مناخ دولة الإمارات المغبر غالب الوقت يجعل من العدسات اليومية الحل الأفضل».

 

وفي ما يخص الذين يعانون من نقص النظر والانحراف، بينت بابلو أن هناك أنواعاً معينة من العدسات تعمل على علاج الانحراف، والمسماة بـ «توريك»، مشيرة إلى أنها عدسات تعالج الانحراف الذي يبلغ 0.75 فما فوق وليس أقل من ذلك، «وهي عدسة ذات علامة صغيرة جداً، وهي العلامة التي تعين مرتديها في أن يضع العدسة بطريقة تجعل العلامة بشكل رأسي في أسفل العدسة وهي فعالة، إلا أن من يعاني من درجة انحراف تزيد على ثلاثة فهناك نوع أخير يسمى بالعدسة القاسية أو القوية، وهي نوع من العدسات غير لين ولا يعتبر مريحاً كنظيره من العدسات اللينة الاعتيادية، إلا أنها فعالة في ما يخص وضوح الرؤية».


وحذرت بابلو من استخدام العدسات اللاصقة لفترة أطول من المدة المحددة لها، «فعدسات الشهر الواحدلا يجب ارتداؤها لثلاثة أشهر، وعدسات الأشهر الثلاثة لا تعني قابلية استخدامها لمدة ستة أشهر، فهذه معلومة خاطئة شائعة ومنتشرة بشكل كبير بين الناس، وتتسبب في نهاية المطاف بمعاناة البعض من الحساسية والتهابات العين، وظهور الحبوب والنتوءات في الطبقة الداخلية من الجفن»، بينما نصحت باقتناء قطرات مرطبة للعين خلال ارتداء العدسات اللاصقة، «والتي يفضل استخدامها بين فترة وأخرى خصوصاً لمستخدمي جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة، فيجب وضع قطرة واحدة كل ساعتين لترطيب العين وتفادي جفافها»، كما شددت على أهمية إراحة العين من العدسات اللاصقة بين فترة وأخرى والاحتفاظ بنظارة طبية للاحتياط، «وذلك للحاجة الماسة لإراحة العين من العدسات، وجعلها تتنفس».

وجوه.. ونظارات

الوجه الدائري: يحتاج الوجه الدائري إلى نظارة تُطيل وتنحف شكله، ويجب البحث عن نظارة ضيقة العدسة وذات زوايا حادة، مع أهمية اختيار حجم مناسب لحجم الوجه، حيث يكون إطارها عريضاً، والتي عادة ما تشبه الشكل المستطيل

الوجه البيضاوي: والذي عادة ما يعتبر المثالي للتوازن بين طول الوجه وعرضه، وللاحتفاظ بهذا التوازن، يفترض البحث عن نظارات ذات عرض مساوٍ لأعرض منطقة في الوجه، أو الإطارات ذات شكل الجوزة.
 

الوجه المستطيل: والذي يكون طوله أكثر من عرضه بحدود للخط مستقيمة، وعادة ما يكون الأنف يميل إلى الطول، ما يعني الحاجة لنظارة تعزز قصر الوجه وعرضه لإضافة التوازن، ما يعني الحاجة لإطارات عريضة من فوق إلى تحت بإطارات واضحة تكون أضلاعها متباينة التصميم.


الوجه المثلث بعرض سفلي: وهو ذو جبهة ضيقة وخدود وفك عريضين، ما يعني الحاجة لإضـافة عرض على منطقة الجبهة والأصداغ، عبر إطارات مزينة وملونة بشكل كثيف في المنطقة العليا، أو القصة الشبيهة بشكل عين القطة.
 

 الوجه المثلث: بعرض علوي: وهو بنصف علوي عريض جداً، ونصف سفلي ضيق جداً، ما يعني مية تقليل العرض العلوي عبر نظارات ذات إطارات عريضة في الأسفل بألوان فاتحة وغير لافتة، أو تلك التي لا تحتوي على إطارات بل مناطق التثبيت فقط.

 
الوجه الماسي: وهو الضيق عند منطقة الجبهة والأصداغ ومنطقة الفك، وعريض عند منطقة الخدود، وهو الأندر، ويحتاج إلى نظارة بإطار علوي مزخرف أو تلك غير المؤطرة.

 

الوجه المربع: ذو خطـوط الـفك الحادة والواضحة والجبهة العريضة، ما يحتاج إلى تعزيز طوله وتخفيف حدة زواياه، عبر إطار ضيق بيـضاوي، أو إطارات كبيرة وغير عريضة.
 
تويتر