النشاط الثقافي في الأندية الرياضية
الأندية الرياضية في دولة الإمارات كانت في الماضي أندية رياضية اجتماعية فنية ثقافية، فقد ازدهرت حركة النشر الثقافية التابعة للأندية، ولو عدنا بالذاكرة إلى فترة السبعينات نجد أن تلك الأندية لها مساهمات ثقافية عديدة، وكانت تقوم بإصدار مجلات ثقافية فنية مصاحبة لأنشطتها الرياضية. وكذلك النشاط المسرحي والعمل المسرحي فيها ضمن الأنشطة الثقافية والفنية التي كانت تهتم بها تلك الأندية، وكانت وزارة الشباب والرياضة، آنذاك، تدعم هذه الأنشطة مادياً، هذا بالإضافة إلى الفن الشعبي، إلى أن تعرضت تلك الأنشطة منذ فترة أواسط الثمانينات إلى الإهمال، فأخذت الأندية التي كان لها دورها في الحياة الاجتماعية وتربية النشء تضمحل وأخذت أنشطتها الفنية والمسرحية والثقافية تتلاشى فانحصرت في الألعاب الرياضية، ثم أصابها كذلك الوهن فوجهت جلّ اهتمامها نحو كرة القدم، ثم بدأت الأندية الرياضية تواجه مشكلة قلة الدعم المادي، لكنها وجدت حلاً لتلك المشكلة عبر سلوكها طريق التجارة والدخول في مشروعات تجارية ناجحة كإقامة المراكز التجارية والترفيهية وغيرها من مشروعات أخرى.
النشاط الثقافي في الأندية الرياضية بحاجة إلى تغيير شامل، وكذلك بحاجة إلى جهة استشارية كالدوائر الحكومية الثقافية المعنية في كل إمارة، بحيث تساهم في إعداد وتنظيم الأنشطة الثقافية في الأندية الرياضية كالنشاط التشكيلي، والنشاط المسرحي، بالإضافة إلى تنظيم المعارض من خلال ميزانيات تتحملها تلك الدوائر. فمن الملاحظ أن الأندية الرياضية تعاني من غياب فعلي لأية أنشطة ثقافية، ربما باستثناء النادي الأهلي الذي يحتضن مسرح دبي الأهلي.
في بعض المواسم خصوصاً الصيفية تتحول المكتبات العامة في أكثر من مناسبة إلى مراكز ثقافية شاملة مع التركيز على أدب الطفل وإعطاء حضور واضح، كما تساهم المراكز الثقافية الأهلية في تنظيم الفعاليات الثقافية المختلفة واستقطاب عدد كبير من المهتمين في المجال الثقافي، أما الأندية الرياضية فلا تنظم أي نشاط ثقافي رغم مسماه. الأندية الرياضية بحاجة إلى هيكلة إدارية جديدة تُعنى بالشؤون الثقافية، يتم تعضيدها بكادر ثقافي يعيد للنادي ذكريات أيام السبعينات وبدايات الثمانينات، والمبادرة إلى التطبيق والتنفيذ الفعلي للأفكار أو المقترحات أو التوصيات التي من المفترض أن يتم التوصل إليها عبر التعاون بين الدوائر الثقافية المعنية والأندية الرياضية وإقرارها على المدى القريب والبعيد، خصوصاً أنه في الأندية الرياضية توجد شريحة الشباب الواسعة. ولأنه لا توجد جهة تشرف على النشاط الثقافي في الأندية الرياضية فبإمكان الدائرة الثقافية التعاون مع النادي لوضع الخطط والبرامج المناسبة للأندية.
salem.humaid@yahoo.com |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news