«متمارضون» يطلبون الإسعـــاف لعلاج الكلاب والقطط
تحركت سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات والتقنيات الطبية، وبداخلها مسعفان مؤهلان للتعامل مع الحالات المرضية الطارئة، واخترقت شوارع دبي بأقصى سرعة ممكنـــة، بعد تلقيها بلاغا يفيد بوجود مريض في فيلا في منطقــة الجميرا. وعندما وصل المسعفان إلى المنزل المقصود، اكتشفا أن المريض كلب صغير.
وهذه الواقعة ليست الأولى التي يتعرض لها مركز خدمات الاسعاف في دبي، فهناك عشرات الحالات المشابهة التي تعامل فيها أشخاص باستخفاف مع خدمة الاسعاف، ويطلبون علاج كلاب وقطط، وفق المدير التنفيذي للمركز خليفة بن دراي. وبحسب بن دراي، أيضا، فإن تكرار هذه الحالات، دفع مركز خدمات الاسعاف الى مخاطبة جهات عدة، لوضع تشريع يعاقب كل من يتعامل باستهانة مع هذه الخــدمة.
وأبلغ مدير المركز «الامارات اليوم» أن «المركز يسعى إلى تطبيق عقوبات على المستهترين بخدمات الاسعاف على غرار المطبق في الولايات المتحدة الاميركية، حيث تصل الغرامة فيها الى 500 دولار». وفي التفاصيل، قال بن دراي إن «مركز الاسعاف تلقى خلال الفترة الاخيرة عشرات البلاغات التي تستهين بالخدمة، حتى تحول الامر الى ظاهرة».
ومن أبرز هذه البلاغات «سيدة طلبت الاسعاف بدعوى أنها مريضة، فتحركت السيارة على الفور بكل تجهيزاتها الى المنزل الذي تم تحديده في الاتصال. وعندما وصل اليه المسعفان، فوجئا بأنها ليست مريضة، وأنها تريد فقط توصيلها لزيارة شقيقتها المريضة في مستشفى في دبي، لأنها لم تجد سيارة تاكسي».
ويضيف «تلقى المركز قبل أيام اتصالا من شخص اميركي الجنسية، أبلغ عن وجود حالة طارئة تستدعي علاجا عاجلا، فانتقلت السيارة الى فيلا المبلّغ في الجميرا، ليكتشف المسعفون ان المريض كلب صغير يريد صاحبه علاجه في سيارة الاسعاف، أو نقله الى عيادة بيطرية». ووفق بن دراي، فإن بعض الشركات تتلاعب بسيارات الاسعاف، إذ تبلغ عن وجود مصابين من موظفيها وعمالها.
وعندما تنتقل سيارة الاسعاف يكتشف المسعفون ان الموظف يعاني من آلام باطنية عادية، ويمكن نقله بأي سيارة، لكن الشركة تريد نقله بسيارة الاسعاف لتضمن دخوله مستشفى حكوميا منخفض النفقات». وروى ان «بعض الموظفين يتأخرون عن موعد بدء الدوام، فيتصلون بالاسعاف مدعين المرض، ليتم نقلهم الى المستشفى.
وبعد فحصهم يتبين انهم غير مرضى، لكنهم يقدمون تقرير نقلهم بالاسعاف الى جهة العمل لتبرير التأخير». وهناك حالات أخرى ـ يضيف بن دراي ـ تستغل خدمات الاسعاف باعتبارها خدمة مجانية، إذ يستدعي البعض الاسعاف، فتهرع إليه على عجل، ليكتشف المسعف أن المتصل يريد الحصول منها على دواء، أو إجراء فحص قياس نسبة السكري في الدم، أو ضغط الدم.
وهي أمور يمكن أن يحصل عليها من أي صيدلية. وحدث ان اتصل شخص بسيارة اسعاف، وطلب إلى المسعف أن يبدل له رباطا على جرح بسيط. ويتابع: «ســيارة الاسعاف تصل الى متصلين لتجـد أنهـــم يريدون منها توصيلهم إلى عيادات طبية خاصة لإجراء فحص طبي عادي غير عاجل، أو لإعادة زيارة طبيب».
ولفت الى ان «بعض الحالات تطلب نقلها بسيارة الاسعاف لأنها مريضة بالبرد، أو تطلب نقلها إلى عيادة الاسنان، على الرغم من ان المريض يستطيع التحرك بسيارته الخاصة». واعتبر بن دراي تلك الحالات «تشكل سوء استخدام لخدمات الاسعاف، التي أنشئت لإنقاذ الحالات الطارئة مثل إصابات حوادث الطرق والسقوط والغرق، وإنقاذ الحالات المرضية الحرجة أو البليغة».
وأوضح ان «سيارة الاسعاف ليس من اختصاصها نقل شخص مصاب بألم في الاسنان، وزيارة شخص في منزله لقياس ضغط الدم والسكري، لكنها خدمة إنقاذ لشخص بين الحياة والموت، والحالات البليغة التي تستدعي إدخالا عاجلا في أقسام الطوارئ في المستشفيات». وحذر من «الاستهانة بهذه الخدمة الانسانية، لأن الدقائق التي تضيع بسبب استهتار البعض يمكن أن تنقذ حياة مصاب في حادث».
وأشار الى أن مركز الاسعاف في دبي قرر أمام تكرار حالات الاستخفاف بالخدمة، مخاطبة الجهات المعنية لإصدار تشريع يردع المتلاعبين بها. وذكر ان «دولا متقدمة عدة، تطبق غرامة مالية على هذه الفئة تصل الى 500 دولار في الولايات المتحدة الاميركية» لافتا الى أن «المركز يبحث تطبيق هذه الغرامات على أي شخص في الدولة يسيء استخدام خدمة الاسعاف». دعا مركز خدمات الاسعاف في دبي الى الاستفادة من خدمة إسعاف المرضى في منازلهم. وقال المدير التنفيذي للمركز خليفة بن دراي «إن الخدمة الجديدة تتيح لأي مريض الاتصال بمركز خدمات الاسعاف عند وجود أي حالة مرضية أو طارئة. ويستقبل المكالمة مسعفون ومتخصصون في طب الطوارئ من المواطنين».
مضيفا «يوجه المسعفون المريض أو من معه لكيفية العلاج واتخاذ الاجراءات الاسعافية اللازمة، وإذا كانت حالته طارئة تنتقل اليه سيارة الاسعاف حالا».
وأشار إلى أن«المركز وفر هذه الخدمة بكل اللغات المتداولة في دبي، لضمان سهولة التخاطب، ووصول المعلومة الصحيحة للمستفيد منها». مشيرا إلى أنها «متوافرة على الهاتف رقم 046095777، أو رقم الحالات الطارئة 999». 25 سيارة رفع مركز خدمات الإسعاف عدد سياراته العاملة في الإمارة إلى 53 سيارة، تعمل على مدار الساعة.
يقدم الخدمة 12 مسعفًا مدرّبًا على أحدث علاجات الحواداث والطوارئ وإنقاذ الحالات الحرجة.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news