معرض سنوي لآثار الإمارات


كشف المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بلال البدور، عزم الوزارة تحويل معرض «آثار الإمارات» المقام حاليا في قاعة المعارض في مقر «ندوة الثقافة والعلوم بدبي»، الى حدث سنوي تزامنا مع اليوم العالمي للمتاحف.

 

وأشار البدور إلى أن « هذا التجمع الأثري الكبير جاء بناء على تداعيات معرض الآثار الذي أقيم بالفجيرة عام 2006، والذي لم تتح الفرصة فيه لكل أبناء الإمارات الاطلاع على الآثار  التي عرضت فيه ومن هنا تم اختيار دبي لتكون منطقة وسطى للعرض حيث يستطيع الجميع زيارة المعرض والاطلاع على محتوياته».

 

مقتنيات متعددة
وعن عدد المقتنيات الموجودة في المعرض الذي يختتم فعالياته غدا، قال رئيس قسم التراث في الوزارة احمد الظنحاني: «ضم المعرض  160 قطعة أثرية موضوعة داخل 15  واجهة عرض اعدت خصيصا لهذه المناسبة»، وأضاف الظنحاني أن المعرض «تضمن عددا كبيرا من الآثار والتحف والمخطوطات التاريخية التي تحكي تاريخ حضارات متعاقبة استقرت على أرض الإمارات، وتعكس تراثاً حضارياً عريقاً وثقافة شعب يعتز بتراثه وحضارته ماضياً وحاضرا».

 

 وأوضح الظنحاني «حرص الوزارة على جمع عدد كبير من مقتنيات إدارات الآثار ومتاحف الدولة بصورة عامة، والتي قدمت مجموعة كبيرة من المكتشفات واللقى والأثريات القديمة التي تم اكتشافها في بعض المواقع الأثرية الاماراتية».

 

وأضاف الظنحاني أنه «تم تقسيم مقتنيات المعرض وفقا للحقب التاريخية، إضافة إلى التقسيم الداخلي لواجهات العرض والذي يقوم على التقسيم النوعي لهذه الآثار، من حيث كونها خزفا أو حجرا أو معدنا»، وأفاد الظنحاني أن «المعرض استقطب أكثر من 2200 زائر من العرب والأجانب». 

 

أقدم المعروضات
ومن جانبه أشار مراقب المسح والتنقيبات الأثرية بإدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وأحد منسّقي معرض الإمارات للآثار عيسى عباس إلى انه «تم اختيار توقيت المعرض تزامنا مع اليوم العالمي للمتاحف والذي يحتفل به هذا العام بمناسبة مرور 30 عاما على تخصيص يوم 18 مايو من كل عام ليكون يوما عالميا للمتاحف، بعنوان «المتاحف أداة للتغير الاجتماعي والتطور».

 

 وحول اختيار المعروضات قال «ان اقدم محتويات المعرض تتمثل في قطعتين من الحجر الصوان يعود تاريخهما إلى العصر الحجري القديم، ويصل عمر كل منهما إلى 125 ألف سنة، وقد تم اكتشافهما في منطقتي فاية بالشارقة وجبل براكا في أبوظبي». 

 

كتيّب للمعرض
وقامت وزارة الثقافة من منطلق حرصها على توثيق مثل هذه المعارض المهمة، بالتعاون مع «هيدرا العقارية» بإصدار كتيّب خاص بالمعرض تحت عنوان «معرض أثار الإمارات» ويتضمن الكتيب مقدمة عن حركة التنقيب الأثرية في الدولة، والتي بدأت عام 1959 بوصول أول بعثة دانماركية للتنقيب في جزيرة أم النار، ومجموعة من الخرائط المتنوعة للمواقع الأثرية في الإمارات، مثل العصر الحجري والبرونزي والحديدي والعصر الهلنستي (فترة ما قبل الإسلام) وخريطة للعصر الإسلامي.

 

كما يتضمن الكتيّب معلومات تاريخية مهمة عن هذه العصور، بدءا من العصر الحجري والذي ينقسم إلى فترة العصر الحجري القديم،وفترة العصر الحجري القديم الوسيط والعصر الحجري الحديث، يليها العصر البرونزي والذي تتضح آثاره بقوة في منطقة جبل حفيت، والتي أطلق عليها فترة حفيت، تليها فترة أم النار التي سمّيت حضارة أم النار نسبة إلى جزيرة أم النار التي اكتشفت فيها آثار تلك المرحلة الممتدة بين 2700 ق.م ولغاية  2000 ق.م، وأعقبت تلك المرحلة فترة وادي سوق التي امتدت من 2000 ق.م ولغاية  1300 ق.م. 

 

وطبقا لتسلسل العصور المتلاحقة يأتي العصر الحديدى في الفترة بين «1300 ق.م- 300 ق.م» والذي انقسم إلى ثلاث فترات متلاحقة، حيث تنتشر آثار هذا العصر في مختلف نواحي الإمارات.

 

 أما العصر الرابع فأطلق عليه «العصر الهلنستي» (فترة ما قبل الإسلام) والذي يقصد به عصر امتزاج الحضارة اليونانية الغربية بالحضارة الشرقية، والذي أعقبه العصر الإسلامي. كما تضمن الكتيب جدولا بالمواقع الأثرية المنقبة في الدولة طبقا للعصور التاريخية. و زيّن الكتاب بمجموعة من الصور المنتقاة لبعض المقتنيات الأثرية.

 

تعاون إماراتي - سعودي
من جانب آخر تم تشكيل لجنة برئاسة  البدور وعدد من مديري المتاحف والمهتمين بالآثار في الدولة، لاختيار 120 قطعة أثرية لتشارك في معرض الآثار في السعودية، حيث سيخضع الاختيار لعدة معايير، أهمها أن تتنوع القطع بتنوع الحقب التاريخية والتكامل فيما بينها، حيث ستقدم كل إمارة 18 قطعة على الأقل لتسافر إلى السعودية .   

الأكثر مشاركة