هند صبري: الحياة لذيذة بعـد الــزواج


تحتفظ هند صبري برصيد خاص لدى المشاهد العربي؛ فهي ممثلة متمكنة من أدواتها، تنتقي أدوارها بعناية، واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تحتل مكاناً بارزاً بين أبناء جيلها، رغم أن بدايتها كانت مثيرة للجدل وتم تصنيفها كممثلة إغراء، وأخيراً ارتدت هند صبري فستان الزفاف «بعد علاقة قصيرة» كما قالت، لكنها تشعر الآن بالاستقرار، وبأن «الحياة صارت لذيذة أكثر».

 

ورداً على تذمر بعض المخرجين من عصبيتها الزائدة، قالت صبري ان سر تلك العصبية هو «عملي، لأنني أحبه وأخشى عليه» من الظهور بصورة سيئة، وهو أمر «يشغلني طوال التصوير ويدفعني إلى التوتر» لكن هذا لا يسفر عن خلافات مع أي من الزملاء، كما تقول، قبل ان تتساءل لماذا «غالبية المخرجين عصبيون ولا أحد يقول لهم شيئاً؟ فلماذا يُقبل هذا من المخرج، ولا يُقبل من الممثل؟».

 

وترى النجمة السينمائية الصاعدة بقوة، في حوار لـ«الإمارات اليوم»، انها تتصرف بطبيعتها منذ ان بدأت التمثيل وعرفت طريق الشهرة «التي لم تغيرني كإنسانة»، مضيفة ان «الذين يعرفونني قبل النجومية وبعدها، يعلمون جيداً أن النجومية لم تغيرني»، وتؤكد صبري أنها تعيش حياة بسيطة وتحاول قدر الإمكان ألا تقيد النجومية من حريتها الشخصية «وأن أعيش على طبيعتي ومن دون حسابات، لكوني مشهورة، فأنا أفعل ما أريد بكل حرية، طالما أنني لا أفعل شيئاً أخجل منه». 

 

وحول الجرأة التي تكاد تكون سمة واضحة لأفلامها، قالت صبري انها تفضل ان تقدم عملاً ساخناً يثير الجدل والنقاش، على أن تقدم عملاً يمر من دون أن يشعر به أحد، «وكنت أتمنى المشاركة في عمل مثل «بحب السيما» أو «الأبواب المغلقة» أو الأعمال التي يخرج المشاهد بعدها مرتوياً، ومن حق الجميع بعد ذلك أن يتفقوا أو يختلفوا على الموضوع» الذي يطرحه الفيلم، أو الطريقة التي طرح بها، فالفن برأي الفنانة التونسية «يخضع لوجهات النظر ويجب احترام كل وجهة نظر طالما كانت موضوعية وتستند إلى معايير فنية». 

 

«بعد الفراق»
وعن تجربتها التلفزيونية الأولى في مسلسل بعنوان «بعد الفراق» تأليف محمد أشرف وإخراج شيرين عادل، ويشاركها البطولة الفنان خالد صالح، ومن المقرر عرضه فى شهر رمضان المقبل؛ قالت هند صبري إن الأحداث تدور حول قصة حب مستحيلة بين صحافي وخادمة، في 30 حلقة، جمعت بينهما قصة حب بريئة منذ الطفولة، إذ كانا يسكنان فى حي واحد، وبمرور الوقت تحدث تطورات مذهلة يكبر خلالها «ناجي» ويصبح صحافياً كبيراً ومشهوراً في حين تتدهور الأمور برفيقته «سكرة»، وتصبح خادمة، ويفترقان عن بعضهما، لكن «سكرة» تتغلب على كل الظروف الصعبة التى تمر بها، وتغير من واقعها، وتصبح سيدة ثرية إلى أن تلتقي بناجي بعد سنوات من الفراق. 

 

«جنينة الأسماك»
وعن دورها في فيلم «جنينة الأسماك»، قالت صبري «أذهلتني الشخصية، فرغم رومانسيتها جرى تقديمها بتركيبة جديدة»، وهو الدور الذي تقدم فيه شخصية فتاة تبحث عن الحب وتعيش انفعالات مختلفة، تتغير بسرعة داخل السرد السينمائي، وهو أمر «أكسب الأحداث أسلوباً درامياً مبتكراً ومغايراً لمنهج السينما التقليدية» كما رأ ت النجمة السينمائية، قبل ان تضيف انه يمكن تصنيف هذا الفيلم «كعمل رومانسي يرصد التغييرات التي حدثت في المجتمع خلال السنوات الـ30 الأخيرة» من خلال «جنينة الأسماك» التي كان يلتقي العشاق فيها من دون خوف أو قلق، لكنها أصبحت الآن مكاناً مشبوهاً بعد أن أصبح الحب نفسه علاقة مشبوهة، وقد استمتعت بالعمل في هذا الفيلم بعد أن «أجبرني دوري على ممارسة رياضات ومهارات لم تكن عندي مثل ركوب الخيل والاسكواش وصيد الأسماك» وغيرها.

 

واشارت صبري إلى أن الفيلم «ليس تجارياً»، وهو حالة خاصة و«لا يحمل كغيره خطابات أو توجيهات، وهذه النوعية لها جمهور خاص»، مشيرة انه «لم يُطبع منه إلا سبع نسخ، في حين يطبع من أفلام أخرى 80 نسخة، وقد توقعنا ألا يستمر عرضه أكثر من أسبوعين» وهو الآن في أسبوعه الرابع. وعن حماسها لفيلم «الجزيرة»، الذي قبلت العمل فيه من دون أن تقرأ شيئا عن دورها فيه، قالت ان ذلك لأهمية طاقم العمل «فالفيلم لمخرج كبير هو شريف عرفة، ومع نجم له جماهيريته مثل احمد السقا، وبجوار فنان قدير مثل محمود يس، وهذه أول مرة اعمل فيها معهم، بالإضافة الى وجود شركة انتاج كبرى، ولهذا تحمست جداً للمشاركة فيه»، وتجسد  هند صبري في الفيلم شخصية طبيبة تقع في حب احمد السقا، وهو ابن احد كبار تجار المخدرات في صعيد مصر، وبين العائلتين عداوة وثأر.

 

 وحول تصنيف «الجزيرة» على انه جماهيري و«جنينة الأسماك» كفيلم مهرجانات، قالت صبري انها ضد تصنيف أي فيلم «فأنا اقبل الدور الجيد في أي فيلم سواء كان جماهيريا أو كانت له طبيعة خاصة، ربما تناسب المهرجانات اكثر»، ولا تنكر صبري أنها تحب الوجود في المهرجانات وتبحث عن الجوائز «خصوصاً أنني أكون مسؤولة كفنانة عن دوري وأدائي، وأي جائزة أحصدها أشعر بأنها تقدير لجهدي وموهبتي، أما شباك التذاكر فلا اتحكم فيه كممثلة لأن النجاح فيه يتوقف على عناصر كثيرة جداً» ورداً على الاتهامات التي تتناولها الصحافة حول علاقات زائفة تتبادلها النجمات الشابات خوفاً من الزوابع الإعلامية،  قالت صبري ان «من يقول هذا الكلام لا يعرف الوسط الفني جيداً»، مشيرة إلى ان صداقتها مع حنان ترك مثلا «لم تكن يوماً زائفة بل هى صداقة حقيقية، ونفس الشىء بين حنان ترك ومنى زكي ومنة شلبي»، مؤكدة انه حتى جيل «الشباب من الرجال تجمعهم صداقة فى الأفراح والأحزان»،

 

 طالبة من مروجي تلك المقولات «أن ينشغلوا بقضايا أخرى أكثر قيمة من الانشغال بعلاقات شخصية بين الأصدقاء». وتعليقاً على مقولة ان افلامها تقتصر غالباً على البطولات الجماعية، قالت صبري انها اكثر فنانة بين نجمات جيلها قدمت أدواراً تعتبر بطولات بدءاً من اول فيلم «مذكرات مراهقة» مع المخرجة ايناس الدغيدي، و«مواطن ومخبر وحرامي» مع داود عبدالسيد، وحتى الأفلام التي قدمتها مع نجوم رجال «كانت لي فيها البطولة النسائية المطلقة» مثل «ملك وكتابة» و«لعبة الحب»، وفي الوقت نفسه «أستمتع أيضا بالبطولات الجماعية» كما حدث في «أحلى الأوقات» و«بنات وسط البلد» و«ويجا» و«أنا راضية جداً عن خطواتي في ظل ازمة نعيشها كلنا كنجمات، وهي قلة الأفلام التي تكتب لنا بالمقارنة بأفلام النجوم الشباب». 


حب وزواج 
 وتكشف هند صبري في حوارها لـ«الإمارات اليوم»، تفاصيل قصة الحب التي توجت بالزواج أخيراً، فتقول «إن البداية كانت تقليدية جداً، ومن خلال صديقة مشتركة جمعتني معه  مصادفة، وقال لي في بداية التعارف إنهم قالوا لي إنك ممثلة، وبدأت الحكاية من هنا، لكني لاحظت بعد فترة من الارتباط أنه «اتخض» أو اندهش من شهرتي، وأدركت وقتها أنه لا يعرف شيئاً عن السينما المصرية من قريب أو بعيد، فاطمأنيت تجاهه وشعرت بارتياح شديد معه لأن هذا يعني أنه أحب هند صبري الإنسانة وليس الفنانة، وهذه النقطة في غاية الأهمية، لأن المشكلة التي تواجه الممثلات في علاقاتهن بالآخرين هي عدم إدراكهن السبب الحقيقي في الحب، هل لأنني فنانة مشهورة أم لأنني فتاة أحلامه، بعيداً عن الأضواء والشهرة، وعدم معرفته بي أعطاني شعوراً بالارتياح الشديد له من البداية، لأنه شخصية خاصة ظللت طوال عمري أبحث عنها، وقد تأكدت من ذلك عندما وجدته متمسكاً بمعرفتي وبحبي رغم أنه فوجئ بشهرتي».

 

وحول إقناعه باستمرارها في عملها، خصوصاً انه بعيد عن الفن، قالت صبري «عندما تحدثنا في هذا الموضوع لم أجد منه أي اعتراض»، مشيرة إلى ان رأيه كان «إنني جريئة بشخصيتي» بعيداً عن أي شيء آخر، وقال «عندما علمت انك فنانة لم أتأثر وبالتالي لا يوجد لدي أي رغبة في عدم استمرارك في الفن»، مضيفة انه اكد لها «لن اعيقك عن الفن الذي تعشقينه ولن اقلل من نجاحاتك ومشوارك الذي بذلت فيه مجهوداً كبيراً حتى تصلي الى هذا القدر من النجاح والشهرة، فأنا أحببتك كإنسانة بغض النظر عن أي شيء آخر». 

تويتر