ميشال سليمان.. ابـن بلدة الثقافة والجمال المعماري
|
|
يقول أبناء عمشيت، تلك البلدة الواقعة على الساحل شمالي بيروت، إنه رجل يتميز بهدوء الطباع، قريب جداً من الناس، وبعيد كل البعد عن الغرور، وبيته مفتوح أمام الجميع، فكل من يمر أمام بيته تراوده نفسه بالدخول، ويمكنه الدخول، لكنه ايضاً يتميز بالحزم والعدل والصلابة، لا يراوغ وإنما ينفذ الى الموضوع مباشرة. معروف بتواضعه، ومواقفه الانسانية المشرفة، ويقال عنه إنه خلال أحداث نهر البارد التي قتل خلالها 175 من افراد الجيش، كان الناس يرونه كل مساء يحضر جنازة، أو يذهب لتقديم العزاء لأم مفجوعة في ولدها أو زوجة ثكلى، ونقلت صحيفة عن إحدى الأمهات التي فقدت ولدها ان «العماد ميشال سليمان فقد ولدي كما فقدته أنا»، هذه اللمحة السريعة قد تكشف قليلاً عن الجانب الانساني في هذا الرجل الذي يتمتع بعاطفة أبوية قوية وسط عائلته المكونة من زوجته وفاء سليمان، وأولادهما الثلاثة ريتا (طبيبة الأسنان) ولارا (المهندسة) وشربل الذي يدرس الطب. هذه البلدة الهادئة لها تاريخها، الذي يشمل ايضاً تاريخها المعماري، حيث يعتبر نحو 36 مبنى من مبانيها من التراث المعماري، ويتمثل تراثها البشري في البطريارك ارميا العمشيتي، الذي تلقى رسمياً، عام 1215، دعوة من البابا اينوتشانتي الثالث لزيارة روما وحضور مؤتمر «الاتران» ببعديه اللاهوتي والسياسي.
يتذكر أحد رفاق سليمان في عهد الصبا ان سليمان عندما كان في السادسة من عمره كان يأوي الى بئر قريبة من المنزل، ويسأل والد رفيقه «قل لي ياعمي هل أصلح للرئاسة» حيث كان يصبو في صغره لهذا المنصب. وتروي سهام خوري باعتزاز انها تصفف شعر وفاء زوجة الرئيس العتيد منذ 18 عاماً، ثم تهتف «الله يحميه، إنه انسان متواضع ومعتدل ولا يمكن ان تمر ولايته من دون إنجازات، لكننا نخاف ان يحرقه السياسيون».
تواضع عائلة سليمان ينعكس ايضاً في شقيقه، غطاس سليمان، أحد عقلاء عمشيت الثلاثة، حيث يستقبل غطاس زواره في مكتبه بابتسامة عريضة، مرحباً بهم، للتداول في شؤون البلدة والعمل على خدمتها. أنجبت هذه البلدة مشاهير لبنانيين من بينهم الفنان مارسيل خليفة، بطرس وشربل روحانا، ومنهم فارس افندي كرم واسعد بك لحود اللذان كانا عضوين في مجلس الادارة (قبل استحداث مجلس النواب)، أهم النواب: أنيس الخوري (مؤلف قانون الواجبات والعقود)، زخيا طوبيا، شهيد الخوري، روفايل لحود، نجيب الخوري، وميشال الخوري، وناظم الخوري، والنائب الحالي وليد الخوري كما أنجبت جوليا الصحافية والأديبة والناشطة النسوية عفيفة كرم صاحبة رواية «فتاة عمشيت» و«فاطمة البدوية» والتي اعتبرها نقاد أول روائية عربية (1883 - 1924). |