«التربيـة» تدرس إقرار نظـام جــديد للثانوية العامة
كشفت مديرة إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم، خلود القاسمي، عن دراسة نظام جديد لإعادة هيكلة الثانوية العامة، يطبق بدءاً من العام الدراسي المقبل. وأوضحت أن «الوزارة شكلت أخيراً لجنة استشارية وطنية، لدراسة مقترحين لتطبيق أحدهما نظاماً للثانوية العامة في الدولة، وهما تطبيق نظام المسار الواحد أو المسارين، وما يترتب عليهما من إعادة توزيع بعض المناهج الدراسية المقررة على الطلبة، خصوصاً ممن يدرسون في القسم الأدبي».
وتابعت: «تدرس اللجنة حاليا خيارين، الأول توحيد نظام الثانوية العامة على جميع الطلبة، بحيث تكون المناهج الدراسية موحدة ومتنوعة بين الأدبية والعلمية وفق رؤية تربوية وتعليمية متطورة. والثاني الإبقاء على نظام «التشعيب»، أدبي وعلمي، المعمول به حاليا مع الأخذ في الاعتبار إلغاء المواد العلمية المقررة على طلبة القسم الأدبي وهي «الأحياء والفيزياء والكيمياء والرياضيات» واستبدال بها مادة واحدة تحوي معلومات عامة لتنمية الثقافة العلمية لدى طالب الأدبي». ولفتت إلى أن «اللجنة لم تنته حتى الآن من دراستها، والمتوقع الانتهاء منها قريباً خلال هذا العام، إذ سيتم بناء على النتائج التي تتوصل إليها الإعلان عن نظام الثانوية العامة الجديد، وما يتطلبه من تطوير المناهج الدراسية للعمل به العام الدراسي المقبل». وأشارت إلى أن «مشروع إلغاء «التشعيب» في الثانوية العامة، وتوحيد النظام الدراسي على جميع الطلبة كان مقترحاً منذ ست سنوات بناء على توجه الوزارة في ذلك الوقت، واقترح حينها إعطاء طلبة القسم الأدبي المواد العلمية بصورة غير مكثفة، من منطلق تعويد طالب الأدبي على المواد العلمية قبل عملية «توحيد» النظام، لكن المشـروع لم يستكمل، وبقيت المواد العلمية مقررة على طلبة القسم الأدبي حتى وقتنا هذا». ومن جانبه قال موجه مادة الفيزياء في منطقة أبوظبي التعليمية محمد المدور، إن «طلبة الثانوية العامة في القسم الأدبي يعانون بالفعل من عبء دراسة المواد العلمية، إضافة إلى المواد الأدبية المقررة عليهم، ويمتد هذا العبء إلى المعلم والتوجيه نفسه الذي يضـطر إلى بذل جهد مضاعف موزعـا بــين طـلبة القسمين العلمي والأدبي لشرح المـادة العلمية إلى جمــيع الطلبة بصورة مبســطة». وأيد «توجه الوزارة إلى عملية تطوير نظام الثانوية العامة، بما يزيح عن كاهل طلبة القسم الأدبي المواد العلمية المقررة عليهم واستبدال بها مادة «علوم» ليست متخصصة وإنما تحوي معلومات عامة حول أهمية العلوم في حياتنا وتنمي الثقافة العلمية التي تفيد الطالب في حياته المستقبلية». ويتفق معه في الرأي موجه مادة الكيمياء في المنطقة التعليمية عادل الجيار، قائلاً إنه «يؤيد إلغاء المواد العلمية المقررة على طلبة القسم الأدبي، باستثناء الرياضيات لأهمية معرفة الطالب بأسس هذا العلم للاستفادة منه في باقي العلوم». وأضاف أن «الطالب الذي اختار دراسة الأدبي يميل بطبيعته إلى المواد الأدبية وينفر من المواد العلمية، لكنه وجد أنه مجبر أيضا على دراسة الكيمياء والفيزياء والأحياء، إضافة إلى المواد الأدبية المقررة عليه، ما يصعّب الأمر عليه، ويضيف على كاهله عبئاً كان يهرب منه». وتقول ولية أمر طالبة في الثانوية العامة شروق أحمد، إن «أبناءنا في القسم الأدبي يعانون من الضغط النفسـي، من كثرة المواد الدراسية المقررة عليهم والمحددة بـ 10 مواد للصف ال12، مقابل ثماني مواد للقسم العلمي، و12 مادة دراسية للصف الـ11 أدبي، مقابل تسع مواد للقسم العلمي»، متسائلة «كيف ينظم الطلبة أوقاتهم لمذاكرة ومراجعة كل هذه المواد»، مشيرة إلى أنه «لو رجعنا للثانوية العامة كما تعودنا في السابق، لوجدنا أنها كانت سنة دراسية تعامل معاملة خاصة كونها مصيرية ومستقبلية للدارس فيها، لكنها اليوم لم تعد كذلك، فأبناؤنا منذ بداية السنة يعانون من ثقل المنهج وطوله، إضافة إلى عبء دراسة المواد العلمية المتخصصة مثل الأحياء والكيمياء والفيزياء». وأضافت أنه «لم يكن هناك وقت لمذاكرة جميع هذه المواد كما ينبغي، إضافة إلى معاناة الطلبة من الإرهاق بسبب عدم وجود يوم إجازة قبل كل امتحان، مما يضطرهم إلى السهر ليلاً للاستذكار في سباق مع الوقت لإنهاء المنهج حتى صباح اليوم التالي دون نوم». وشكـا بعض طلبة القسم الأدبي من عبء دراسـة المواد العلمية وصعوبة التعامل مع منـاهجها، مشيرين إلى أن «اختيارهم للشعـبة الأدبيـة للدراسة كان في الأصل هـروباً من دراسة المـواد العلمية المتـخصصة التي لا يقدرون على التعاطي معـها أو فهمها بصورة جيدة». وتسـاءل الطلبة عبدالرحـمن سيـف، سعـد الدين ماجد، أحـمد جمـال حـول «جـدوى دراسة طلبة القسم الأدبـي مواد علميـة لن تفـيدهم في حياتهم العمليـة»، معربين عن أملهم في أن «تبادر وزارة التربية بإلغاء تلك المواد عن القسم الأدبي». وأكدوا أنهم واجهوا «صعوبة في الإجابة عن أسئلة امتحاني الفيزياء والأحياء والرياضيات، خلال امتحانات نهاية العام، وكنا نسابق الوقت قبل الامتحان لتحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات في ظل هذا الكم من المواد المقررة». سنة واحدة
أكد المدير العام لوزارة التربية عبدالله مصبح أنه «لا يوجد مقترح في الوقت الراهن بشأن تطبيق نظام جديد للثانوية العامة، بأن تكون تراكمية على ثلاث سنوات أو بنظام السنتين» ، مؤكدا أن «الوزارة لم تتطرق إلى هذا الموضوع بالنقاش ومن ثم تبقى الثانوية العامة بنظام السنة الواحدة قائمة كما هي».
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news