من المجالس
| |
لا تخرج الصرخة إلا عندما يشتد الألم. والصرخة التي خرجت أخيراً من حناجر الغيورين على قيم وأخلاق وتقاليد المجتمع إنما حدثت بعد أن طفح كيل التعريض بتلك القيم والأخلاق والتقاليد ووصل إلى حد التعدي حتى على الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحلال والحرام من خلال الحملة المنظمة التي تستهدف منظومة الأخلاق والثوابت الدينية والوطنية لمجتمع الإمارات، فتجاوزت التعديات أنواع السلوك الشائن المعروفة، كالمعاكسات والتبرج الفاضح والعلاقات المحرمة والتخلي عن اللبس الوطني إلى «الجينز» وأفراد عائلته، ووصلت إلى خطوط الفصل الحُمر التي لا تحتمل أي تفسير ولا تقبل أي تهاون. فالاعتداء مؤذ للغاية، ومؤلم بشدة، وبالتالي فإن تحمله دون التعبير عن الشعور بالألم يصبح أصلاً من أصول المشاركة في المنكر وليس ضرباً من ضروب البلادة واللامبالاة فحسب.
الإساءة وصلت إلى خلط الحابل بالنابل وإزالة كل الفواصل، والدعوة إلى إلغاء الأنواع البشرية التي فطر الله الناس عليها عبر الجهر بحرية التشبه بالنوع الآخر. شباب متأنثون، وفتيات متصابيات يُطلقن على أنفسهن وصف «بويات». والحالات تطورت إلى ظاهرة موجودة في المدارس والكليات، وتظهر في المراكز التجارية.. وما خفي أعظم. ودون تهويل ولا تهوين نقول إن المرض لم يصبح مستشيراً إلى درجة اليأس من علاجه، ولكنه ليس حالات معزولة، كما يمكن أن يدعي البعض، يمكن تجاهلها لزيادة عزلها. المرض موجود بوضوح، وأعراضه تجاوزت حدود الإيحاء إلى الإعلان والمجاهرة. والسكوت يعني الإقرار بشرعية هذا الانحراف، والتحرك المضاد يعني إصرار المجتمع ومؤسساته على التمسك بثوابته والرغبة في اجتثاث المرض من جذوره. لذلك جاءت الحملة الوطنية لحماية القيم والأخلاق الوطنية، وربطها بمسألة الهوية الوطنية المرتبطة أصلاً بالهوية الثقافية والدينية لتضغط بإبهام المجتمع على الجرح، وتؤكد العزم على وقف هذا النزف في القيم والأخلاق. وحتى تحقق الحملة أهدافها في إيجاد العلاج يجب ألا تبقى كمظاهرة تخص الأطراف التي أطلقتها دون غيرها من مؤسسات المجتمع المدني في الإمارات. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news