«سورية معاصرة» في دبي
أكد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عبدالرحمن العويس، مكانة الإمارات وقدرتها على استقطاب المؤسسات العالمية المعنية بالفنون، وقال خلال جولته في معرض «سورية المعاصرة» الذي افتتح، أمس، في «أيام غاليري» بمشاركة 25 فناناً سورياً معاصراً: «تشهد الإمارات ازدهاراً ثقافياً، وتلعب دوراً محورياً مؤثراً من خلال اهتمامها بالثقافة والفنون على المستويين العربي والعالمي، لذلك استقطبت الدولة كبرى المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون، ويعد انضمام غاليري بمستوى «أيام»، إضافة نوعية للمشهد الثقافي في الامارات بصورة عامة، ودبي خصوصاً». وأشاد العويس بـ«خالد سماوي مؤسس الغاليري معتبراً اياه يشكل نقطة تحول في آليات تسويق الفن التشكيلي وهو من أشجع الذين أقدموا على تسويق الفن بشكل صحيح وبحرفية عالية تبشر بتحقيق الكثير من النجاح للحركة التشكيلية العربية». يضم المعرض 80 لوحة وعملاً فنياً تصل قيمتها الاجمالية الى 20 مليون درهم، تتوزع في اروقة الغاليري الذي يمتد على مساحة تصل إلى 800 متر مربع وتتألف من صالة رئيسة ذات سقف يبلغ ارتفاعه 10 أمتار مع صالة ثانية تقع في الطابق المتوسط «العلية»، إضافة الى غاليري خلفية مخصصة للمناسبات الاجتماعية، أما الجزء الداخلي فيحتوي على سلسلة من الجدران المتحرّكة يمكن إعادة تموضعها، ويعتزم كل من خالد وهشام سماوي، مؤسسي «أيام»، جعل المكان تجربة جديدة في كل عرض من العروض. مستويات عالمية رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، الأديب محمد المر، عبَّر من جهته عن سعادته بالمستوى الذي بدا عليه المعرض وطابعه العالمي قائلاً: «تقدم (أيام) الفن السوري في هذا المعرض وفق أرقى المستويات العالمية، من حيث التنظيم وإعداد المطبوعات والتعريف بالفنانين وطريقة العرض، ما يبشر بأن «أيام» التي انطلقت من دمشق قبل عامين، وتنطلق اليوم من دبي، تنتهج سياسة متطورة في التسويق، قادرة على الوصول بالفن السوري والعربي إلى متذوقي الفنون في العالم». لافتاً إلى أن الغاليري «أدرك المكانة التي تتمتع بها الإمارات في مجال الفنون، واستقطابها لكبرى دور المزادات العالمية، وقد حققت المعارض والمزادات التي نظمت نجاحاً كبيراً». وبدوه قال الفنان يوسف عبدلكي إن «افتتاح فرع لـ(أيام) في دبي يشير إلى مكانتها المتنامية في الحراك الثقافي والفني، وفي واحدة من وجوهها الايجابية تتحول إلى مختبر للارتقاء بالتجارب ولصهر الأفكار والرؤى»، معتبراً أنه من أبرز ايجابيات المعرض أنه «يقدم نماذج لأطياف التشكيل المعاصر في سورية، ويتمتع بقوس واسع من التجارب المتنوعة، ونماذج لفنانين سوريين نمت تجاربهم في بلدان العالم، وبالتالي حملوا في تجاربهم حساسية تلك البلدان التي عاشوا وعملوا فيها سنوات أو عقوداً من الزمن»، لافتاً إلى أن (أيام) «تسير في خطين متوازيين: الأول يتلخص في الاعتماد على تجارب لفنانين يتمتعون بخبرة طويلة، والثاني يبلور علاقة متميزة مع الفنانين الشباب الذين يتمتعون بموهبة عالية، فتتجرأ (أيام) على المغامرة معهم وتقديمهم إلى الجمهور العربي»، مشيراً الى حماسه لعدد من التجارب المشاركة منها تجربة الفنان عمران يونس. علاقة مبتكرة
اعتبر الفنان عبدالله مراد أن «أيام» أوجدت طريقة مبتكرة لصياغة العلاقة بين الفنان والغاليري والمتلقي أيضاً، وفتحت آفاقاً جديدة خصوصاً أمام الشباب منهم، وقال: «الغاليري يبدو أقرب إلى صالة متحف، منه إلى صالة عرض، ورغم مساحة المكان يكاد لا يتسع لهذا العدد الكبير من الحضور، ما يعني أن الوصول إلى متذوقي الفنون أمر ليس مستحيلاً، ومثل هذا الحفل الاستثنائي والمعرض المميز سيكون لهما كبير الأثر على مستقبل تسويق التشكيل والتشكيليين». أما الفنان حسام بلان فاعتبر أن انضمامه إلى أسرة «أيام» وضعه في مواجهة مع جمهور عريض ينتمي إلى جنسيات عدة، مشيراً إلى أن المعرض هو الأكبر الذي يشارك فيه، من حيث عدد الفنانين وعدد الحضور، وقال: «أشارك مع (أيام) منذ عام تقريباً، وأتاحت لي الاطلاع على تجارب لفنانين ينتمون لأجيال ولمدارس عدة، ما حفزني ودفعني إلى مضاعفة جهودي في سبيل تطوير أدواتي الفنية». الفنان يوسف الدويك قال: «تشير الفكرة التي أقيم على أساسها الغاليري إلى إمكانية السير وفق عدد من الخطوط، منها بلورة عدد من التجارب والوصول بالتشكيل العربي إلى المتذوقين في العالم وفق معايير متطورة»، منوهاً بمستوى احترام الذائقة البصرية التي تتعامل بها الغاليري، وقال: «يهتم الغاليري بتقديم التجارب الأكثر تميزاً بصورة لائقة وحضارية، ما يعني الإسهام في نجاح الحركة الفنية على المستويين العربي والعالمي»، مؤكداً أن «هذا المعرض مقارنة بغيره من حفلات المعارض سيعلق في ذاكرة الفنان والمتلقي». وعبّر الفنان مطيع مراد عن دهشته وسعادته لما شاهده خلال حفل الافتتاح، قائلاً: «الحقيقة أن هذا الحفل غير عادي، وهي المرة الأولى التي أرى فيها هذا العدد من الحضور لمعرض تشكيلي، خصوصاً أن الحضور ينتمون إلى جنسيات عدة». مبيناً أنه «ومنذ انضمامه إلى (أيام) في دمشق، شعر بأهمية الأسرة التي ينتمي إليها من الفنانين والقائمين على الغاليري». اعتزاز
أكد التشكيلي عبدالقادر الريـس بعد جولة له في المعرض أن كـثرة المعارض تسهم في الارتقاء بالحـركة التشـكيلية، وتسهم أيضاً في إفساح المجال للفنانين الشباب لتطوير تجاربهم، مشيراً إلى أن وجود أعمال فنان عرب وعالميين في الدولة من خلال غاليري بحجم «أيام»، يُشعر الفنان الإماراتي بالاعتزاز.
فنانون مشاركون يوسف عبدلكي، عبدالكريم مجدل البيك، عمّار البيك، منير الشعراني، نهاد الترك، أسعد عرابي، تمام عزام، حسام بلان، نصير شورى، صفوان داحول، يوسف دويك، وليد المصري، مصطفى فتحي، أسماء فيومي، سامية حلبي، عمر حمدي، محمود حماد، أدهم اسماعيل، ثائر هلال، لؤي كيّالي، فاتح المدرّس، عبدالله مراد، مطيع مراد، ليلى نصير، مهند عرابي، قيس سلمان، غسان سباعي، خالد تكريتي، فادي يازجي وعمران يونس.
احتفالية تليق بالفن
شهد حفل معرض «سورية المعاصرة»، في «أيام غاليري»، التي أطلقت أعمال فرعها في دبي، حضور عدد من المسؤولين والفنانين ومتذوقي الفنون من جنسيات عدة، زاد عددهم على 500 ضيف. وكانت «أيام غاليري» أطلقت في دمشق عام 2006 بهدف الترويج لأفضل إبداعات الفن السوري الحديث والمعاصر في العالم من خلال تمثيل عدد من أبرز الفنانين السوريين المعروفين والناشئين. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news