القرصنه الرقمية تواكب التطور التقني

 

تزايدت أعداد مرتادي الشبكات الاجتماعية أو ما يعرف بمواقع التعارف، بشكل لافت العام الماضي، الأمر الذي أتاح لقراصنة الإنترنت فضاءً واسعاً سمح لهم بإبراز مهاراتهم من خلال انتهاك الخصوصية وإلحاق الضرر بالمستخدمين، خصوصاً الأطفال والمراهقين، الذين بات ارتيادهم تلك الشبكات أمراً يستدعي تحركاً عاجلاً. خصوصاً بعد تعرض عدد كبير من الأطفال دون 16، إلى احتيال واستغلال من طرف القراصنة. لذلك نصح خبراء في مجال الأمن الإلكتروني مستخدمي مواقع التعارف الاجتماعي بضرورة توخي الحذر عند تلقي رسائل تتضمن دعوات للانضمام إلى أماكن أخرى .

ورغم الإيجابيات التي تحملها الشبكات الاجتماعية، من خلال تقريب الشعوب من بعضها، وفتح آفاق جديدة أمام المستخدمين، إلا أن الخبراء يرون فيها وسيلة للتحكم عن بعد، في أجيال كاملة، ورصد طرق تفكيرها وتوجهاتها. إضافة إلى ذلك تعتبر المواقع الاجتماعية بمثابة فضاء افتراضي، لا يعرف أحد هوية الآخر وحقيقة نواياه. ومن ثم ينصح المختصون بعدم وضع صور خاصة أو عائلية على الشبكة، حيث يمكن استغلالها بطريقة سيئة. 

الاختراق السهل
يستطيع المحترفون الدخول إلى الحسابات الشخصية على مواقع التعارف بكل سهولة نظراً لتمكنهم من فك كلمات السر. ومن خلال مسح شمل آلاف المستخدمين في أوروبا تبين أن معظم رواد الشبكات لا يكترثون بتأمين حساباتهم، نظراً لقلة أهميتها، حسب رأيهم. ومن ثم كان من السهل اختراقها من طرف القراصنة. وينصح المسؤول في موقع «ستودي في زي» الألماني، ديرك هينسن، باختيار كلمات سرية صعبة ومعقدة لتفادي انتهاك الخصوصية.

والجدير بالذكر أن المواقع المذكورة تخضع لقوانين البلدان التي تطلق منها، أو الدول التي تمتلك فيها فروعاً. وموقع «فيس بوك» الشهير لا يمتلك فرعا في ألمانيا، مثلا، رغم وجود نسخـة ألمانيــة منه، وبالتالي فإن  أي ســوء استخــدام وانتهــاكات تخضع لقوانين ولاية ديلاوير في الولايــات المتحدة. ويتوقع الخبراء حالياً أن هذه المواقع، خصوصاً الشهيرة منها، ستصبح من أهم أهداف القراصنة في عام .2008

وتم وضع فيروسات في بعض صفحات موقع «ماي سبايس» مصممة لاستغلال إحدى الثغرات الأمنية في نظام «ويندوز» و«إنترنت إكسبلورر»، التي قامت مايكروسوفت بمعالجتها أخيراً وتبدأ عملية الاحتيال بعرض فيلم فلاش يتم تنصيبه في صفحتين من صفحات الموقع التي تقود المستخدمين إلى صفحة تسجيل دخول وهمية، وهذه الصفحة بدورها تقوم بتحميل فيروسات عدة خبيثة تحصل على كلمات السر وأسماء الدخول الخاصة بالزائرين.

حماية الصغار
ودعا مسؤولون بريطانيون إلى تشديد الرقابة على المواقع الاجتماعية، بعد شيوع ظاهرة ارتياد أطفال، مابين 10 و13 عاماً، بعض الشبكات المعروفة مثل «ماي سبايس». والخطير في المسألة تعليم الأطفال كيفية الكذب في ما يخص أعمارهم، لأن غالبية المواقع تفرض قيوداً معينة على المستخدمين، خصوصاً في ما يخص العمر.

 الخبير في الشبكات الاجتماعية، تشارلي ماغراث يوضح انه يتعين على «المستخدمين الصغار توخي الحذر عند إبحارهم في فضاء الشبكات الفسيح، لأنهم لايعرفون من سيلتقون في أول منعطف»، ويقول ماغراث «ان المواقع القوية والمعتمدة، لديها آلية لحماية المستخدمين من الهجمات».
 
كما تتيح بعض المواقع مثل «هوسبيتاليتي كلوب» تبادل أرقام وبيانات في غاية الأهمية مثل أرقام جوازات السفر. ومن جهة أخرى طالب مختصون في بريطانيا بتحديد عمر المستخدم بـ14 سنة، كأدنى حد. إلا أن خبراء أمن الإنترنت حذروا من الوقوع في شراك ما أطلقوا عليه «الجريمة المنظمة» عبر كشف معلومات مهمة وتبادل العناوين الصحيحة وحتى أرقام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية، لأن هذه المواقع سهلة الاختراق ويمكن أن تستخدم للابتزاز، خصوصاً ان التكنولوجيا المستخدمة فيها تسهل على العصابات استهداف بعض البسطاء وقد تُعرض حتى الأطفال للخطف، فليس مستخدم الانترنت العادي وحده من يحب المواقع الاجتماعية، بل القراصنة أو «مجرمو الشبكة» أيضا. 
 
وجهة مفضلة  
  أشارت دراسة بريطانية حديثة شملت 3000 طفل، ما بين الثامنة و11 من العمر، إلى أن معظمهم لديه حساب على أحد المواقع المشهورة. الأمر الذي يتنافى مع شروط تلك المواقع. وقال باحثون في مركز حماية الأطفال من الاستغلال الرقمي، إن غرف الدردشة وبرامج المراسلة الفورية، باتت وجهة مفضلة لدى كثير من الأطفال. وأشار المركز إلى أن حالات سوء المعاملة، التي تعرض إليها أطفال دون الـ16، تبقى محدودة حتى الآن.  
 
عن «سكاي نيوز» و«دوتشيه فيلله»  
 
تويتر