«السركال الثقافية» تنطلق بـ«مــراحل» الشامي
|
|
وكأن خور دبي هو همزة الوصل بين المؤسسات الثقافية الجديدة في دبي، حيث انضمت، أول من أمس، «مؤسسة السركال الثقافية» انطلاقاً من بيت التراث في منطقة الشندغة التراثية، لتشارك في نهضة دبي الثقافية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .
الخور الذي شهد سابقاً انطلاقة مجلس دبي الثقافي، قبل أن تشهد ضفته الأخرى انطلاقة مشروع «خور دبي الثقافي» الذي يستهدف تحويل الإمارة إلى ريادة الوجهات الثقافية عالمياً عبر نحو 80 متحفاً عالمياً، مروراً بتدشين المقر الجديد لـ«ندوة الثقافة والعلوم» على شاطئ الممزر شهد أيضاً انطلاقة مؤسسة السركال الثقافية التي تجيء بمثابة بادرة سريعة من عالم رجال المال والأعمال للمشاركة في النهوض بالحياة الثقافية في دبي. وقال المدير التنفيذي لمؤسسة السركال الثقافية أحمد بن عيسى السركال لـ«الإمارات اليوم»: إن مجلس إدارة مجموعة شركات السركال أقر تخصيص ميزانية مفتوحة لتنفيذ خطط ومشروعات تهدف إلى دعم الحياة الثقافية بالدولة بعيداً عن حسابات الربح والخسارة بمفهومها الاقتصادي المتبع في عالم المال والاقتصاد. مشيراً إلى أنه «تم تكليف فريق كبير من موظفي المجموعة من أجل العمل على متابعة تنفيذ تلك المشروعات». وأضاف السركال أن «مجلس الإدارة أصر على استئجار بيت التراث في منطقة الشندغة القديمة بغض النظر عن المقابل المادي لاستئجار هذا الموقع، إيماناً بخصوصيته الشديدة وقدرته على أن يكون مقراً مثالياً وجذاباً للمؤسسة الجديدة». وستسعى المؤسسة الجديدة إلى استقطاب أعمال نخبة من إبداعات عدد كبير من التشكيليين العالميين في إحدى مشروعاتها الثقافية عبر معرض دولي للفنون جارٍ الإعداد لاستضافته في «دبي فيستفال سيتي» في الوقت الذي ستولي فيه أهمية خاصة لدورات وورش رعاية إبداع النشء على اختلاف مجالاته الشعرية والأدبية، والرسم والموسيقى والتمثيل وغير ذلك. وأكد السركال أن «المؤسسة تسعى للإسهام في تنفيذ خطة دبي الاستراتيجية التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث ركز فيها سموه على البعد الثقافي وضرورة تحويل الطفرة التي تشهدها الدولة إلى نهضة شاملة لاتقتصر على القطاعات الاقتصادية فقط، إنما تركز على القضايا الثقافية وتعميق الإحساس بالهوية العربية والإسلامية». مشيراً إلى أن «المؤسسة الجديدة ستعمل بالتعاون والتنسيق مع كل المؤسسات الحكومية والخاصة المهتمة بالعمل الثقافي والفني، وفي مقدمتها «هيئة دبي للثقافة الفنون»، و«مؤسسة محمد بن راشد للتواصل الحضاري» وغيرها، وأنها ستضع إمكاناتها وإمكانات مجموعة السركال بكاملها في خدمة خطة دبي الاستراتيجية. بداية تشكيلية جاء الافتتاح الرسمي عبر المعرض التشكيلي الأول في دبي للفنان السوري وليد الشامي، الذي عاد ريع لوحاته لصالح دعم «مركز دبي للتوحد»، الذي شكل «بيت التراث» في منطقة البستكية التاريخية في دبي خلفية نموذجية لعرض أعماله التي حملت عنوان «مراحل»، محيلاً، عبر ألوانه الزيتية، إلى تضادات لونية حاولت التماهي مع صراعات نفسية سعت ريشة الشامي إلى عكسها، لينتقل الشامي من رصد «الوجوه» إلى «الخطوط» وانتهاء بما يعكسه «مزاج» الإنسان من حالات تفيض بها عبر لوحات تنبض رغم ذلك بالحياة . وفي هذا الإطار، أشاد نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون محمد المر بفكرة إقامة المؤسسة، مشيراً إلى أن «وجود مثل هذه المؤسسة سيدعم نشر الفنون والثقافة وسيسهم في التوعية بأهمية تكاتف المؤسسات الرسمية وذات النفع العام لتحقيق النهضة الثقافية الشاملة». وأكد دعم الهيئة للمؤسسة وما تقوم به من أعمال لتحقيق هذا الهدف. على صعيد ذي صلة أشاد المدير العام للاتصال المؤسسي وخدمة المجتمع في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني سليمان المزروعي بتواتر إقامة الفعاليات الثقافية على أرض الإمارات، مؤكداً دعم البنك باعتباره أكبر مؤسسة مصرفية في الدولة لمثل تلك الأنشطة. وقال «إن قطاعات الأعمال عليها واجب تجاه مجتمعها بضرورة دعم الأعمال الخيرية من جهة والمساهمة في نشر الثقافة والفنون والارتقاء بالأذواق والتأكد من أن تحقيق الربح ليس وحده الهدف». دعم مجتمعي وأضاف المزروعي «على رجال الأعمال من مختلف القطاعات المساهمة في تحقيق تلك الأهداف النبيلة التي تعود في النهاية عليهم بالفائدة من خلال خلق مجتمع راق ومثقف وواع بقضاياه وقضايا العالم من حوله، وليس مجتمعا استهلاكيا نمطيا لايعرف ما يدور حوله». وأعلن المزروعي أن «بنك الإمارات دبي الوطني يقوم برعاية الحدث الأول لمؤسسة السركال الثقافية بالكامل حتى يوفر فرصة جيدة لمركز دبي للتوحد بالحصول على عائدات مجزية تدعم مسيرته في رعاية المصابين بهذا المرض ومواصلة مسيرته». وأكد المزروعي أن «خطة دبي الاستراتيجية تتميز بأنها خطة شاملة متعددة الوجوه تأخذ في اعتبارها نمو العقار والبنية التحتية والرياضة والفنون وغيرها ضمن مراحل محددة في إطار خطة محكمة»، مشيرا، على سبيل المثال، إلى مشروع تحويل خور دبي إلى مركز ثقافي عالمي ضمن المشروع الذي أعلنه أخيرًا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وأشار السركال إلى أن قرار إطلاق مؤسسة تهتم بالأعمال الثقافية ليس وليد الصدفة ولكن بعد دراسة وتخطيط، كما أنه يعبر عن قناعات واهتمامات مجموعة السركال ورئيسها عيسى بن ناصر بن عبد اللطيف السركال، الذي يهتم بالفنون ويحول مقار شركاته إلى أعمال فنية من البنايات ذات الطرز العربية الأصيلة إلى جمع التحف واستقطاب الفنانين من كل أنحاء العالم العربي. وقال «إن المؤسسة الجديدة تضع ضمن أولوياتها نشر الاهتمام بالثقافة والفنون بين أبناء الوطن وبين كل المقيمين على أرض الدولة». ورش فنية وكشف السركال عن خطة المؤسسة الوليدة للقيام بدور تعليمي إلى جانب دورها في احتضان الفعاليات الفنية والثقافية من خلال إقامة ورش تعليمية للراغبين من الطلاب خلال فترة الإجازة الصيفية.
وقررت المؤسسة هذه السنة البدء بست ورش فنية تعليمية سيقوم خلالها عدد من أهم الفنانين العرب في مختلف التخصصات بتعليم الطلاب. وتضم خطة العمل الصيفية تلك ورشاً فنية في الخط العربي، والنحت على الخشب، والرسم على السيراميك، والموزاييك، والزجاج. وستكون مدة كل ورشة من هذه الورش أسبوعين تقريبا لإفساح المجال أمام أكبر عدد ممكن من الطلاب للاستفادة.
كما ستكون مجانية بالكامل حيث ستتحمل المؤسسة نفقاتها كاملة. كما كشف عن استعدادات تقوم بها المؤسسة حالياً لإقامة مهرجان عالمي للفنون والتصميم يجمع نخبة من أهم «الغاليريات» الفنية في العالم في إطار مهرجان متكامل لعرض ما لديها. ومن المقرر إقامة المهرجان في مدينة دبي فيستفال سيتي. وأكد السركال أن المؤسسة ستضع كل إمكاناتها في خدمة خطة دبي الاستراتيجية بالتعاون مع المؤسسات المختصة والتنسيق معها. من جهته، قال الفنان وليد الشامي «إن اهتمام دبي بالجوانب الثقافية يضيف بعدا حضارياً لنهضتها التي يشهد بها العالم كله».
وأشاد بإطلاق «مؤسسة السركال الثقافية واهتمامها بالتراث وإقامة المعرض في هذه المكان التاريخي وهو «بيت التراث». يذكر أن الفنان وليد الشامي أقام عشرات المعارض الفنية في عدد من دول العالم، منها فرنسا ولبنان وسورية، فضلاً عن دولة الإمارات العربية المتحدة.
جَسر الهوة
انطلاق مؤسسة السركال الثقافية، منبثقة عن مجموعة شركات السركال، خطوة تؤطر لواقع جديد بين عالمين لم يعدا على حافتي النقيض بعد مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المتتالية، الهادفة إلى النهوض بالحياة الثقافية في دبي، التي يراد لها أن تكون الوجهة الثقافية الأولى في العالم، بعد الانتهاء من تنفيذ مشروع «خور دبي الثقافي».
وبميزانية مفتوحة، حسب تصريح المدير التنفيذي لمؤسسة السركال الثقافية أحمد بن عيسى السركال، لـ«الإمارات اليوم» دخلت المجموعة التجارية مجال العمل الثقافي منطلقة من موقع شديد الخصوصية تحملت نفقة استئجاره الباهظة مادياً هو «بيت التراث»، بعين أيضاً على الربح وتجنب الخسارة، لكنه ربح مجتمعي هذه المرة، تهدف من خلاله إطلاق عدد من المشروعات الثقافية الكبرى لجسر الهوة التي ازدادت اتساعاً بين عالمي المال والأعمال من جهة وتبني ودعم مشروعات ثقافية مهمة من جهة أخرى.
|