أقول لكم

محمد يوسف


ظن كثيرون بأنني كتبت عن التأشيرات للدول الغربية بعد معاناة شخصية مع إحدى السفارات أو القنصليات، ولو كان ذلك صحيحاً لقلته في لحظتها، فنحن نكتب معاناتنا كما نكتب عن معاناة الآخرين، فكلنا سواء، وكلنا نتعرض للمواقف نفسها، وخصوصاً عند الظواهر، وما يحدث من سوء معاملة للمواطنين في السفارات الغربية هي ظاهرة عامة وليست خاصة، وأما بالنسبة لي فالكل يعلم بأنني قد أحصل على أي تأشيرة من دون أن أتجشّم عناء الذهاب إلى مكتب سفير أو قنصل أو حتى موظف تسلّم التأشيرات، وقد قلت لكم عند مناقشتي للقضية إن مسؤولينا لا يشعرون بمعاناة الناس لأن التأشيرات تصلهم من دون أن يغادروا مكاتبهم واحسبوني من هؤلاء، فقد ذهب جواز سفري في يوم وعاد إلي مختوماً بتأشـــيرة كل أوروبا  في صباح اليوم التالي، وعندما كتبت ما كتبت كنــت أجلس في أحد مقاهي بروكسل القديمة، وبعد يوم كنت أتفرّج على حديد برج إيفل الصدئ في الوقت نفسه الذي كانت فيه وزيرة خارجية إسرائيل ليفني تلقي خطــاباً بالــقرب منه في احتـــفال جماهيري بمناسبة إقامة الكيان الإســـرائيلي، وتنقــّلت ثلاث مـــرات ما بين بلجيكا وفرنسا بعدها، وخلال تلك التحرّكات إطّلعت على الرسالة الإلكترونية التي بعثت بها إلي القنصــلية العامة الفرنسية في دبي، فهي أيضاً ظنت أنني أتحدث عن معاناة شخــصية، وحيث إنني لا أعرف كيفية التعامل مع الدبلوماســيين، ولا أحب أساساً هذه المهنة لأنها تقوم على مبدأ المجاملة وإظهار مشاعر تخالف الحقيقة دوماً، لذلك تردّدت في الردّ على صاحبة السعادة حتى لا أدخل في أزمة سأكون الخاسـر فيها بلا شك، نظراً لمنطق القوة، ولكن، بما أنها بادرت لابد أن أردّ بشيء من الحرص في اختيار العبارات والألفاظ، وليس بدبلوماسية.
 

myousef_1@yahoo.com 

تويتر