رحيل فنان القماش.. إيف سان لوران
أعلنت مؤسسة بيير برجيه سان لوران عن وفاة مصمم الأزياء الفرنسي إيف سان لوران، أحد أشهر مصـممي الأزياء في العـالم في القرن الـ20، مساء اول من أمــس، في العاصـمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز 71 عاماً.
ورفض بيير برجيه صديق وشريك سان لوران الإدلاء بتفاصيل حول وفاة المصمم الشهير، رغم إشارته إلى أن رحيله جاء بعد صراع طويل مع المرض. وكان سان لوران بدأ رحلته مع عالم تصميم الأزياء في الـ17 من عمره، عندما فاز بأول جائزة لتصميم حلة «كوكتيل» سوداء. وفي الستينات اشتهر بتصميم السترة الرجالية الخاصة بالسهرات المعروفة باسم «توكسيدو» للنساء.
وفي يناير من عام 2002 انسحب سان لوران من الحياة العامة وأعلن اعتزاله عالم الازياء بعد أن شيد امبراطورية متفردة تحمل اسمه وتحولت ماركته الشهيرة حالياً الى شركة «بي بي أر» الفرنسية الفاخرة. ووصف سان لوران على الموقع الالكتروني للشركة بأنه «واحد من أبرز جيل المصممين والمبتكرين في القرن الـ20 فقد ترك بصمته في الشكل والتصميم وخلف وراءه ميراثاً من الازياء الراقية التي تعتبر ايقونة مثل التوكسيدو والبدلة النسائية وسترة السافاري والمعطف الواقي من المطر».
وكان إيف سان لوران هو أول مصمم في عام 1966 يطلق مفهوماً عصرياً لملابس النساء الفاخرة بمقاسات عامة في مجموعة أطلق عليها اسم «ريف جوش» والتي تمثل أول خطوة في طرح الماركات الفاخرة في سوق أوسع.
وينظر دائماً إلى إيف سان لوران على أنه آخر الباقين من جيل استثنائي عاشه عالم أزياء السيدات ضم إلى جواره مواطنيه كريستيان ديور وكوكو شانيل. وأكد برجيه أن «كوكو شانيل منح النساء الحرية وسان لوران أعطاهن السلطة»، وأضاف أنه وصل إلى ما هو أبعد من مفهوم الجمال، حيث أدخل نفسه إلى الاشكال الاجتماعية، وأضاف برجيه «كان أكثر من مجرد مستثير..
كان متحرراً حقيقياً غير المرأة». ومن جانبها، امتدحت مصممة الأزياء شانيل توماس عبقرية إيف سان لوران، الذي أبرزت قيامه بتجديد عالم أزياء المرأة، خصوصاً مع وضع السروال بين الملابس النسائية.
وأكدت توماس أن الراحل «كان السيد الأعظم»، الذي أبدع مجموعات أزياء مدهشة مستلهماً أعمال الرسامين الكبار.
وانتقل سان لوران إلى باريس لدراسة الازياء في مدرسة شامبر سينديكال للازياء الراقية بعد حصوله على أول جائزة في عالم تصميم الازياء ليحلق بعدها في آفاق الشهرة في عالم الموضة في عام 1955 بعد لقائه مع المصمم الفرنسي كريستيان ديور.
حيث أصبح سان لوران مساعده، وعندما توفي ديور اثر اصابته بسكتة قلبية في عام 1957 عين سان لوران كبير مصممي الازياء في عمر 21 عاماً. وعانى سان لوران طويلاً من الاكتئاب وتعاطي المخدرات خلال مشواره العملي ولكنه عرف عنه أنه سفير الموضة الفرنسية، وفي عام 1985 منح وسام جوقة الشرف الفرنسي من الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا ميتران.
سيرة المصمم الأهم
ولد ايف ماتيو سان لوران في الاول من اغسطس 1936 في وهران بالجزائر ووصل الى باريس وهو في الـ17 حاملاً في جعبته رسوم تصاميمه. وبعد سنة من ذلك اصبح مساعدا لكريستيان ديور، اشهر مصممي الازياء في تلك الآونة، وبسط اسمه ليصبح ايف سان لوران.
وأصبح المدير الفني لهذه الدار بعد وفاة كريستيان ديور المفاجئة. ومنذ عرضه الاول في 30 يناير 1958، نال المصمم الشاب المصاب بحسر النظر والخجول الذي يختبئ وراء نظارات كبيرة، اعجاب النساء والصحافة مع ابداعاته. ومجموعته «ترابيز» التي شكلت قطيعة مع القوام النحيل في تلك الفترة، لاقت نجاحاً باهراً.
وفي 1960، استدعي ايف سان لوران لخدمة العلم لكنه اعفي لأسباب صحية، وأصيب بانهيار عصبي. في هذه الاثناء، استبدلته الدار في جادة مونتينيه بمصمم آخر هو مارك بوان.
في 1960، فتح سان لوران داره الخاصة في 30 بيس شارع سبونتيني عند اطراف غابة لولونيه ثم في جادة مارسو الرقم خمسة بمساعدة بيار بيرجيه الذي لعب دوراً اساسياً في حياته الخاصة والمهنية، اذ تولى سان لوران تصميم الازياء وبرجيه الادارة، وبقيت دار الازياء الفاخرة التي تحمل توقيع سان لوران في جادة مارسو قبل وقف نشاطها في .2002