التلفزيون.. شريك الأهل في تربية الأولاد
![]() | |
يدخل التلفزيون حياة الأطفال كأول مشهد غير عائلي؛ ويدخل الممثلون إلى الوعي الطفولي كأول أبطال من خار ج أفراد البيت، والتلفزيون هو الذي يسهم في الصياغات الأولى للمخيّلة، وبتشكيل الانطباعات السلبية والإيجابية، عن المدينة والناس والحيوانات والأشجار والأخلاق، فيتفاعلون مع الصورة التي يتلقونها، مشغلين بذلك حواس لا تلبث ان تعمل لاحقاً على صقل شخصية تأثرت بما تلقته، وما يلبث ان يكبر الطفل شيئاً فشيئاً حتى يدفعه الفضول الى التعلّق بما يشاهد على التلفزيون؛ فيكتسب الكثير من المعرفة، وينفتح على مجتمعات جديدة، ويكتسب عادات مختلفة عن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه.
ولاشك في ان هناك كثير من الآثار الإيجابية والسلبية للتلفزيون في حياة الطفل، لكن المفارقة الحقيقية تكمن في كيفية الاستفادة من التلفزيون، ونوعية البرامج التي يتابعها الأطفال، وكيف يمكن ان يجعله الأهل وسيلة للتواصل وليس للتلقي فحسب.
التنشئة لا تراقب
الرقابة حصن منيع
المنع ليس سهلاً
وتضيف صالح «لفت نظري مشاهدة اولادي لبرامج تكبرهم سناً، خصوصاً برامج الواقع التي تجذب الأطفال كثيراً كستار اكاديمي، والتي تغرس في عقول الأطفال ما لا يتناسب مع مجتمعاتنا المحافظة، كإقامة الشباب والشابات في منزل واحد»، وتتابع صالح قائلة «أعلّق على جميع التفاصيل الصغيرة التي يشاهدون على التلفزيون لأشرح لهم كيف يمكن ان يكون الصواب والخطأ»، اما لجهة تحديد وقت معين للأطفال لمشاهدة التلفزيون، فتؤكد صالح «ان اولادي يشاهدون التلفزيون في اوقات الفراغ، ولكنهم في كثير من الأحيان يستخدمون وسائل ترفيهية اخرى، لذا لا اقلق عليهم من التأثير السلبي للتلفزيون».
خطورة الصورة
ولفت العثمان الى ان «الشعوب العربية هي من اكثر الشعوب مشاهدة للتلفزيون، وان ما يؤكد ذلك هو غياب ملاعب الأطفال عن القرب من منازلهم، رغم اهمية هذه الوسيلة الترفيهية في التربية وتنشئة الطفل».
قيم جديدة
لذا نوّه العثمان «بأهمية متابعة الأطفال لبعض البرامج التي تشمل الجانب العربي»، لافتاً في الوقت عينه الى «ان الخطورة تكمن في مشاهدة الأطفال لبرامج الكبار، اذ اننا نمر في مرحلة انتقالية ما بين المجتمعات القديمة والحديثة، وارى انه خلال السنوات العشر المقبلة سيرسم التلفزيون منظومة القيم الاجتماعية، لأن الأسرة تعيش حالة غياب عن الطفل».
اختيار البرامج
ولا يغفل العثمان الحديث عن الآثار الإيجابية للتلفزيون، ويقول «يزيد التلفزيون من خبرة وقدرة الأطفال على اللغة العربية او حتى الإنجليزية، وهناك الكثير من الفضائيات التي تتحدث على مستوى راقٍ، وتزيد من خبرة الأطفال في الحياة عموماً.
هذا بالإضافة الى بعض البرامج التي تعزّز قدرة الأولاد على التواصل وروح المنافسة، ومن شأن هذه البرامج تشجيع الطفل على اكتشاف قدراته العقلية وامكاناته، لذا ان هذه المرحلة الانتقالية تتطلب التواصل مع الأطفال، وليس ان نتركهم يتلقون من التلفزيون فحسب».
مكان التلفزيون
ولفت العثمان «الى وجوب التفات الأهل لضرورة عدم متابعة الأطفال لبرامج الترفيه المعدة للكبار، والتي هي مفتوحة في عالمنا العربي، ولا تقدم عبر الاشتراكات التي تتيح للأهل التحكم في ما يشاهد الأطفال، داعياً اياهم الى الانتباه للأطفال، ومناقشتهم في كل ما يشاهدون لأن دورهم في التربية هو الأساس».
تعزيز التواصل
وهذا ما اكده دكتور العثمان الذي لفت بدوره ايضاً الى اهمية مناقشة الأطفال في ما يشاهدون، كي لا يكون التلفزيون مجرد وسيلة يتلقون عبرها، وتمنعهم من التواصل.
ولفت ايضاً الى اهمية التركيز على البرامج الاجتماعية التي يمكن ان تفتح آفاق الأولاد على الكثير من القيم وتنمي قدراتهم العقلية. ومن جانب آخر، لفت العثمان الى وجوب عدم لجوء الأهل الى منع الأطفال من مشاهدة التلفزيون، لاسيما في مرحلة المراهقة التي يكون فيها المرء اكثر تحدياً لمن حوله».
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news