ريما الزعبي.. بشر وإيحاءات أمكنة


عناصر عدة تجتمع في أعمال الفنانة ريما الزعبي لتشكل في النهاية شخصية العمل الفني لديها، هذه الشخصية التي بدت واضحة في معرضها الذي تستضيفه حالياً «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» تحت عنوان «انطباعات إيحائية».

 

ضم المعرض الذي افتتحه، أول من أمس، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، 46 لوحة، تنوعت في الحجم بين المتوسط والصغير، كما حملت عناوين وموضوعات مختلفة، وإن سيطرت عليها ثلاثة عناصر أساسية، كما توضح ريما الزعبي، هي الإنسان، والمكان إضافة إلى القصة. كما تضمن المعرض لوحة خاصة تم الكشف عنها في ختام جولة الشيخ نهيان في المعرض، وتمثل «بورتري» له، اعتبرتها ريما من اللوحات الصعبة التي عملت عليها لاهتمامها بتجسيد الملامح الإنسانية في تعبيرات الوجه.

 

اللوحات حكايات 
وأوضحت الزعبي إنجازها للوحات تحكي قصة ما من خلال العلاقات التي تقوم بإنشائها بين الألوان وبياض اللوحة، لتتحول إلى قصة تحمل العديد من المعاني، مشيرة إلى لوحة «يا رايح عكفر حالا» التي استمدتها من أغنية للسيدة فيروز  بالاسم ذاته، تبدو فيها بيوت قديمة متجاورة في حميمية تفردت بها الكفور والقرى السورية والعربية بشكل عام بعيداً عن زحام المدن وضجيجها، وتعلق ريما قائلة: «عندما بدأت العمل على تجسيد أغنية فيروز وجدت نفسي أنجز هذا المشهد، فهذا هو ما أوحته لي كلمات الأغنية، وهو أمر ذاتي تماماً، ويختلف من فنان لآخر».

 

حضور المكان
المكان كذلك كان له حضور بارز في معرض الزعبي، خصوصاً المباني وهو ما قد يرتبط بشكل أو بآخر بدراستها وعملها فهي حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من موسكو، وتعمل مهندسة معمارية في قطر، من هنا عكست اللوحات ارتباط الفنانة وجدانياً بالمباني القديمة والأثرية في دمشق بشكل خاص حيث قدمت أعمالاً عدة استوحتها من المناطق الأثرية في هذه المدينة العريقة مثل«بوابة دمشقية» و«دمشق في يوم ماطر» التي تصوّر سوق الحميدية الشهير، ولم يقتصر المكان لدى الزعبي على دمشق فقط فتضمن المعرض لوحات للاذقية و«القاهرة في الثالثة والنصف» التي جسدت مشهداً من حارة في مصر القديمة، و«تدمر» التي تعد من الأعمال المتميزة في المعرض والتي تميزت بجمال وجاذبية استمدتها من الرؤية الخاصة التي جسدت من خلالها الفنانة المكان، فرغم احتفاظها بتفاصيله المعمارية
 
إلا أنها أضفت عليه سمات تجريدية خرجت به من إطار التصوير المباشر، ليبدو كحلم أو فكرة تطل من الذاكرة وتتماهى مع الزمان والوقت، وهي سمة تكررت في عدد غير قليل من الأعمال المعروضة، لتخرج بها من الأطر التقليدية والصورة الحسية السطحية، وتغوص بالمشاهد إلى الأعماق حيث العديد من المعاني والمشاعر والعلاقات التي تراوح بين الشفافية والغموض، متنقلة بين المدارس الحديثة في الرسم، ولتمنح المعرض عنوانه «انطباعات إيحائية».

 

ألوان وتجريد
برزت النزعة التجريدية لدى الفنانة في تجسيدها للشخوص والمشاعر الإنسانية التي شكلت المحور الثالث الذي تناولته الأعمال إلى جانب المكان والحكاية.   

 

أيضاً برزت الألوان كعنصر مهم من عناصر تكوين اللوحة لدى الزعبي، التي أبدت انفتاحاً مدروساً على الألوان كافة التي تعددت في اللوحة الواحدة في تناسق مميز لتضفي على المشهد الكثير من الحيوية والحياة في غالبية اللوحات، في حين سيطر اللون الأصفر الرملي على مشاهد البيوت والحارات القديمة. 


سيرة لونية 
ريما الزعبي حاصلة على بكالوريوس في الفنون الجميلة والهندسة المعمارية (موسكو) 1991، وشهادة ماجستير في الهندسة المعمارية (موسكو) .1993  شاركت في عدد من المعارض والمسابقات في روسيا وقطر وسورية والكويت وهنغاريا وقبرص، ولها مقتنيات من أعمالها في عدد من الأماكن العربية والدولية، ومنها:   سورية، مجموعة خاصة، في قبرص، القصر الرئاسي، الوزارات، وهيلتون، والبنوك العامة، ومستشفى بيريسداتيف.
 
تويتر