المنتخب كسر التوقعات.. وكسب الاحترام

خالف المنتخب الوطني لكرة القدم، توقعات المتشائمين وخطف تعادلاً بطعم الفوز على حساب ايران، على ملعب أزادي في طهران ضمن الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة الى مونديال كأس العالم 2010 .

وكشف لاعبو الأبيض وجهازهم الفني بقيادة الخبير برونو ميتسو، عن الوجه الحقيقي لكرة القدم الإماراتية التي تقدمت كثيرا باعتراف المراقبين، ليفرض على المراقبين خلع القبعات احتراماً للمرحلة الفنية التي وصل إليها.

وقدم المنتخب أداء رجولياً امتزجت فيه عناصر التفوق الفنية والتكتيكية بالروح المعنوية العالية وعزيمة الرجال التي تظهر في أوقات الشدة.

وعاد الأبيض بنقطة ثمينة وحافظ على صدارته للمجموعة الخامسة، برصيد خمس نقاط، وبفارق الأهداف عن سورية التي فازت على الكويت بهدف دون رد في دمشق. وفرض الأداء الجيد للمنتخب والمهارات الفنية الكبيرة التي يمتلكها اللاعبون على الجمهور الإيراني الذي قدر عدده في ملعب ازادي بطهران، بنحو 40 الف متفرج، أن يهتفوا لنجوم الأبيض ولجهازه الفني خلال الدقائق الأخيرة من المباراة، بعد ان كانوا يهتفون بقوة وبحماس الى لاعبيهم والمدير الفني علي دائي الذي يرتبط بقصة عشق مع الجماهير الإيرانية.

مستوى مطمئن

وخرج المنتخب الوطني من وراء هذه المواجهة بكثير من الفوائد يأتي في مقدمها الحفاظ على صدارة المجموعة الخامسة والحفاظ على قوة حظوظه في التأهل الى الدور الثاني. كما اطمأن الجهاز الفني بقيادة الفرنسي برونو ميتسو إلى مستوى جميع اللاعبين الذين شاركوا في المباراة، بعد ان كان القلق مسيطرا على الجهاز الفني، ومصدره هو الخوف من أن يكون اللاعبين يعانون من إرهاق شديد، بسبب عدم الحصول على أي فترة راحة بعد انتهاء الدوري والانتظام بشكل مباشر في معسكر المنتخب.

ويحسب للأبيض أنه لعب في مواجهة ايران دون ان يخوض أي مباراة ودية وهو الفريق الوحيد في المجموعة الخامسة الذي لم يلعب أي مباراة ودية قبل هذه الجولة حيث خاضت كل من ايران وسوريا والكويت مباريات تجريبية بينما اكتفى ميتسو بالمعسكر الداخلي الذي اقيم في العبن والذي ركز فيه على الجوانب الفنية فقط حيث ان اللياقة البدنية كانت مرتفعة عند اللاعبين بسبب مشاركتهم المستمرة مع فرقهم في مباريات الدوري.

ومن بين الفوائد الكثيرة التي حصل عليها الأبيض عودة الثقة الى الحارس الأمين ماجد ناصر الذي دافع عن شباكه وحافظ على نظافتها طوال المباراة، وتصدى للكثير من التسديدات القوية التي نفذها مهاجمو ايران، خصوصا مسعود شجاعي ورضا عنايتي وعلي رضا وحيدي وحسين كعبي.

كلهم نجوم

واذا كان من الصعوبة لأي مراقب لهذا المباراة، ان يختار لاعبا بعينه من المنتخب ليكون نجم المباراة، بسبب تألق غالبية لاعبي المنتخب فإن ماجد ناصر وعبدالرحيم جمعة وبشير سعيد وراشد عبدالرحمن وهلال سعيد وأحمدا دادا وإسماعيل مطر كانوا الأفضل، وقدموا اداء ثابتا وتألقوا في تأدية مهامهم، سواء كانت الهجومية او الدفاعية.

كما يحسب للجهاز الفني وبالتحديد ميتسو قدرته الفائقة على قراءة أوراق الخصم والتعامل معه بشكل منطقي وتوظيف لاعبيه في حدود إمكاناتهم وقدراتهم البدنية والفنية.

وعندما أدرك ميتسو أن قوة المنتخب الإيراني تكمن في قوة خط الوسط، إضافة الى لاعبي الأجناب الذين يتقدمون كثيرا الى الامام، لتشكيل هجمات خطرة وإرسال كرات عرضية الى المهاجمين قام يتثبت احمد دادا وسيف محمد على أجناب الملعب، حيث وجود احمد دادا في الجهة اليسرى وسيف محمد في الجهة اليمنى، وقدم اللاعبان مستوى راقيا وأجهدا ظهيري الجنب في المنتخب الايراني وأسهما في تشكيل هجمات خطرة على حارس الفريق المنافس وشكلا مع اسماعيل مطر مثلثا هجوميا جعل المنتخب يحافظ على اداء متوازن، وخفف الضغط كثيرا عن لاعبي الوسط والدفاع ومن خلفهم الحارس المتألق ماجد ناصر.

التهاون ممنوع

ويبقى على اللاعبين والجهاز الفني عدم المبالغة في النتيجة الايجابية التي عاد بها المنتخب من ايران،

والاستعداد بشكل متميز للمباراة القادمة التي ستجمع المنتخبين يوم السبت القادم في مدينة العين، ضمن الجولة الرابعة من المرحلة الثالثة للتصفيات المؤهلة الى مونديال .2010

وتشير نتائج المنتخب الإيراني الى ان فريقه يجيد اللعب خارج ملعبه ويحقق افضل نتائجه بعيدا عن طهران وعن الضغوط الجماهيرية والنفسية التي تحيط به، وهو الامر الذي يتطلب من اللاعبين والجهاز الفني التعامل بحذر، والاستعداد لهذه المواجهة بطريقة متوازنة وعدم التهاون، لأن هذا الامر سيفرض على الجميع نوعا من التراخي والاستهتار، وهو الأمر الذي سيصب في مصلحة الفريق المنافس الذي يبحث عن الفوز فقط ليبقي حظوظه في التأهل الى المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة للمونديال.

وسيكون للجمهور الاماراتي دور كبير في هذه المباراة، حيث يحتاج المنتخب الى حضور كثيف لعشاق الأبيض، من أجل منحهم الثقة في هذه المواجهة الصعبة التي لو فاز بها المنتخب، فسيرفع رصيده الى النقطة 8، وسيحافظ على صدارة المجموعة وسيقترب كثيرا من التأهل الى المرحلة الثانية.

ومن المتوقع ان توجد جماهير ايران المقيمة في الإمارات بأعداد كبيرة في ملعب القطارة بالعين الذي سيسـتضيف المـباراة، لتشجيع فريقـها، وهو الأمر الذي يتطـلب من روابط المشجعين في كل الأندية الإماراتية، التنسيق في ما بينها لضمان زحف الجماهير وبإعداد كبيرة الى المــلعب حتى لا يشعر اللاعبون بالغربة على ملعبهم.

الأكثر مشاركة