سباق البيت الأبيض ينتهي بين الأسود.. والعجوز


أعلن السيناتور باراك اوباما، الليلة قبل الماضية، انه سيكون مرشح الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية الأميركية بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية لحزبه.

 

وقال اوباما بعد الانتخابات التمهيدية في ولايتي مونتانا وداكوتا الجنوبية  «استطيع هذا المساء ان اقف امامكم واقول لكم اني سأكون المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة».

وألقى اوباما خطابه في مدينة سان بول في ولايـة مينيسـوتا (شـمال) حيـث سيعقد في سبـتمبر المقـبل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي سيختار رسميا جون ماكين مرشحا له للاقتراع الرئاسي الذي سيُجرى في نوفمبر المقبل.

 

وقال  اوباما  ان «الجمهوريين سيأتون الى هذا المكان لتعيين جون ماكين (مرشحا رسميا)، الرجل الذي خدم بلده بشجاعة».

 

وأضاف «احيّي خدماته، واحترم نجاحاته مع انه اختار شخصيا انكار خدماتي ونجاحاتي»، مؤكدا ان الخلاف بينهما «ليس شخصيا، بل يتعلق بالسياسة».

 

واكد اوباما ان «الأمر لا يكون تغييرا عندما يختار جون ماكين الدفاع عن جورجبوش في 95% من الوقت، كما حدث العام الماضي في مجلس الشيوخ» .

 

كما اشاد باراك اوباما بمنافسته هيلاري كلينتون التي رفضت الاعتراف بهزيمتها، وقال اوباما ان «كلينتون صنعت التاريخ في هذه الحملة، ليس فقط لأنها امرأة قامت بإنجاز لم تحققه سيدة من قبل، بل لأنها زعيمة تلهم ملايين الأميركيين بقوتها وشجاعتها والتزامها القضايا التي قادتنا الى هذا المكان».

 

وعلقت السيناتور الديمقراطية عن مينيسوتا ايمي كلوبوشار، وهي تصافح عشرات الأشخاص في المركز المكتظ بالحشود في انتظار كلمة اوباما بعدما اصبح اول اسود رشح للرئاسة الأميركية «هذا امر هائل». وتابعت متحدثة لوكالة «فرانس برس» «سيصرخون بأعلى صوتهم الى حد ان الجمهوريين الذين سيصلون الى هنا في سبتمبر سيسمعون اصداءهم».

 

ورفضت هيلاري كلينتون الإقرار بهزيمتها امام اوباما، مؤكدة انها لا تريد اتخاذ اي قرار بشكل آني.

 

وقالت «لن اتخذ قرارا هذا المساء»، وذلك امام مناصريها المتجمعين في مانهاتن وهم يهتفون «لا تنسحبي، لا تنسحبي» ويلوحون بلافتات تحمل اسمها، في دعوة الى مواصلة المعركة حتى المؤتمر الديمقراطي.

 

ويرى سلافة سيمسا المهاجر السوداني البالغ من العمر 32 عاما في اوباما وعدا بالحلم الأميركي، ويقول«إن انتخاب رئيس اسود يعني ان هذا في متناول الجميع اذا ما ابدوا ما يكفي من التصميم»  في الولايات المتحدة.

 

 ودخلت حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد انتهاء الاقتراع التمهيدي الديمقراطي مرحلة جديدة يتواجه فيها مرشحان يختلفان على جميع الموضوعات، هما الديمقراطي باراك اوباما (46 عاما) والجمهوري جون ماكين (71 عاما).

 

 من جهته، أعطى جون ماكين اشارة الانطلاق لحملته على اوباما، واصفا اياه بأنه تجسيد «للتغيير السيئ»  و«التراجع».

 

ووعد ماكين بأن «هذه الانتخابات ستكون بالتأكيد انتخابات للتغيير. وايا يكن الفائز في هذه الانتخابات، فإن البلاد ستمضي في اتجاه مختلف»

 

لكن ماكين، الذي حرص على التمايز عن بوش، اكد ان الناخبين «سيختارون بين التغيير الجيد والتغيير السيئ، بين التقدم والتراجع»
 

 صورة وظلال

أوباما.. صانع تاريخ 
 
 

لم يبالغ السيناتور باراك أوباما كثيراً وهو يقول لمؤيديه في سانت بول، الليلة  قبل الماضية، إنهم يصنعون التاريخ، فالحقيقة أن السيناتور الديمقراطي الشاب هو الذي يصنع التاريخ عندما يصبح أول أميركي أسود يفوز بترشيح أحد الحزبين الكبيرين لمنصب الرئاسة.

كتبت «واشنطن بوست» على صفحتها الأولى، أمس، مقالاً بعنوان «رئيس أسود»  وتقول «كان من المستحيل أن تأتي هاتان الكلمتان في جملة واحدة، أو سياق واحد، في بلد واحد، من دون أن تتبعهما علامة الاستفهام، (إذ كيف يكون الرئيس الأميركي أسود )؟. لكن ذلك المستحيل أصبح ممكناً، بينما يسير السيناتور أوباما بخطى واسعة مرشحاً رئاسياً».

 

حضور أوباما القوي يبعث موجة كهربائية في الجسد الأميركي، وكأنه يفاجئ أميركا ببساطته وأحلامه، معيداً إليها صورة هي مزيج من الواقعية والرومانسية عما يمكن أن يحققه ابن مهاجر إفريقي في بلد يصف نفسه بأنه أرض الأحلام والفرص.

 

وهو حضور يؤكد أن صورة أميركا في تعاملها مع الأعراق المختلفة في تطور متواصل، بدءا من استعباد السود والتمييز ضدهم، مرورا بحركة الحقوق المدنية والبرامج التمييزية لمصلحتهم، وصولا بسعي أميركي أسود للحصول على أعلى منصب في الدولة، وهو تطور لم تحققه أي ديمقراطية غربية أخرى.

 

لكنه يضع في الوقت ذاته التجربة الأميركية على المحك بمن معه وبمن ضده. يقول عن نفسه إنه نتاج موجة الغضب التي عاشتها أميركا إبّان الستينات، عندما خرج جيل شاب متحدياً كل المؤسسات والأسس العتيقة والحرب على فيتنام، وقتها تزوج طالب كيني مسلم يدرس في هاواي بأميركية بيضاء قادمة من كنساس وأنجبا أوباما الذي يصف والدته بأنها «كانت مخلصة لقيمها الليبرالية، ولم تغيّرها حتى رحيلها».

 

وتصفه «نيويورك تايمز» (مدحا أو قدحا) بأنه نتاج «الأوفشور» ـ أو الأراضي البعيدة عن المركز ـ لأن والدته نقلته إلى إندونيسيا طفلاً ليعيش في بلد مسلم ومع زوج أمه المسلم، ولأنه تربى في هاواي الجزيرة البعيدة عن أرض قلب أميركا، لكن ربما موقعه البعيد هو ما سمح له برؤية أميركا بشكل أوضح، تقول الصحيفة، شعاره الأبرز في حملته الانتخابية «حان أوان التغيير» يتمسك بليبراليته على الطريقة الأميركية التي لا تمنعه من حضور القداس، والمشاركة في الأنشطة الكنسية، لكنه أيضا لا يخجل من ماضيه، إذ أقر بتعاطي الماريجوانا وقال إنه استنشق دخانها. يضع ليبراليته في مواجهة جيل الستينات الذين حولوا مواقفهم فصاروا محافظين جدداً أو ليبراليين بشروط مثل هيلاري كلينتون أو زوجها الرئيس السابق.

لندن ــ بي.بي.سي

 

أوباما: القدس يجب أن تبقى عاصمة موحدة لإسرائيل

أكد المرشح الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما، أمس، أن القدس يجب أن تبقى عاصمة «موحدة» لإسرائيل.

 

وقال أوباما، في خطاب ألقاه أمام الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية «إيباك»، أقوى منظمة مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة؛ «القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة».

 

كما أكد أوباما أنه سيعمل على «إلغاء» التهديد الذي تشكله إيران لمنطقة الشرق الأوسط وللأمن الدولي.

 

وقال «إن إيران تشكل أكبر تهديد لإسرائيل وللسلام والاستقرار في المنطقة»، وأضاف «هذا التهديد خطير وحقيقي، وهدفي سيكون إزالة هذا التهديد».

 

إلى ذلك اعتبر المتحدث الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري، تصريحات المرشح الديمقراطي حول إسرائيل دليلاً على «العداء» للعرب والمسلمين والشراكة في «العدوان» الإسرائيلي على الفلسطينيين.

 

وأضاف «تصريحات أوباما التي أكد فيها رفض تقسيم القدس، وأن القدس عاصمة ابدية لإسرائيل، تؤكد إجماع كلا الحزبين الأميركيين «الديمقراطي والجمهوري» على الدعم المطلق للاحتلال على حساب المصالح الفلسطينية والعربية».

واشار إلى أن ما جاء في خطاب أوباما «يلغي أي أمل في أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي».
عواصم ــ أ.ف.ب
 
تويتر