«ليلة البيبي دول».. احتفالية مرتبكة لآخر أفلام عبدالحي أديب

 

حالة من الغياب غير المبرر للنجوم، كانت السمة الواضحة للعرض الأول لفيلم شركة «جود نيوز» الأحدث «ليلة البيبي دول» أخيراً، في مصر، ورغم الدعاية الكبيرة التي سبقت العرض حضر من أبطال الفيلم النجم محمود عبدالعزيز، والسورية سلاف فواخرجي، ومحمود حميدة، وجميل راتب، ومحمود الجندي، وأحمد مكي، ونيكول سابا، ونور الشريف، وغاب عن الحضور جمال سليمان، وغادة عبدالرازق، وعزت أبو عوف، في حين حضرت النجمة ليلى علوي متأخرة جداً، وانصرفت فور انتهاء الفيلم، ولم تحضر الحفل الذي أقيم بعده.

 

ورغم أن عرض الفيلم لم يكن مخصصاً للصحافيين والإعلاميين إلا أنه شهد حشداً منهم، خصوصاً القنوات الفضائية التي تجمعت حول النجوم القليلين الذين حضروا العرض، وبينهم نادية الجندي التي كانت أول النجوم حضوراً، والتي استأثرت باهتمام معظم وسائل الإعلام، إلى جانب محمود ياسين، وزوجته الفنانة شهيرة، والنجوم صابرين، ولبلبة، وأحمد السقا، والتونسية هند صبري.

 

كما حضر عدد من المثقفين والكتاب، بينهم وحيد حامد، ويوسف القعيد، في حين غاب الوزراء والمسؤولون الحكوميون الذين كانوا يحضرون عادة عروض أفلام «جود نيوز»، وتم تبرير غيابهم بأن قاعة العرض السينمائي لا تتناسب معهم، بعكس العروض السابقة التي كانت تقام بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

 

ومثلما غاب معظم نجوم السينما المصرية، على غير العادة، عن عروض أفلام «جود نيوز» غاب أيضاً مالك الشركة الإعلامي عماد الدين أديب وسط تعجب كل الحاضرين، بينما انصرف النجم محمود عبدالعزيز فور انتهاء الفيلم، وبقيت سلاف فواخرجي وحدها وسط العشرات من مندوبي وسائل الإعلام.

 

الشركةحشدت امكاناتها لخروج العرض بالشكل اللائق، لاسيما أنه آخر ما كتب والد مالكها الراحل عبدالحي أديب، والذي تم عرضه أخيراً في سوق مهرجان «كان» السينمائي الدولي، إلا أن العرض لم يكن موفقا بالشكل المعتاد من الشركة، حيث اتسم بازدحام غريب استدعى الكثير من التوتر من جانب المخرج عادل أديب الذي ظل أكثر من 20 دقيقة يطلب من الحاضرين الجلوس في أماكنهم، والتزام الهدوء استعدادا لعرض الفيلم.

 

لكن الأمر تطور خلال تلك الفترة بشكل سريع بسبب تجاهل مندوبي القنوات الفضائية والمصورين الفوتوغرافيين نداءات المخرج المتكررة للخروج من القاعة المكتظة بكاميراتهم ليسود الهدوء، حتى إن بطل الفيلم محمود عبدالعزيز خرج عن طوره، وقام بإخراج الكاميرات التلفزيونية بنفسه في مشهد استاء منه الكثيرون، حتى إن أحد مندوبي الفضائيات علّق قائلا «كيف يتعامل هكذا مع الكاميرات التي تعد سبب شهرته؟».

 

افتتح العرض مخرج الفيلم عادل أديب بكلمة موجزة أثنى فيها على كل العاملين في الفيلم من الفنانين والفنيين الذين تعددت جنسياتهم، حسب قوله، بين مصريين، وأميركيين، وسوريين، وتونسيين، ولبنانيين، وفرنسيين، لكنه عاد ليؤكد أن «الفنيين المصريين كانوا مفاجأة للجميع؛ حيث تمكنوا من انجاز اعمال ومهمات لم يستطع الأجانب انجازها، وأثار أديب دهشة الكثيرين عندما أسهب في وصف مدى قوة وتميز وضخامة انتاج الفيلم، فيما اعتبر مزايدة على الحاضرين الذين لم يشاهد أحد منهم الفيلم بعد.

 

وتباينت ردود أفعال الجمهور تجاه الفيلم الطويل الذي تجاوز 150 دقيقة، وضم مشاهد مميزة استخدمت فيها تقنيات حديثة، بينها مشهد تفجير برجي مركز التجارة الذي تم تصويره خصوصاً للفيلم، ومشاهد تفجيرات في العراق وفلسطين، إضافة إلى مشاهد مهمة لسجن أبو غريب، ومعسكرات الهولوكوست النازي، لكن جدلا كبيرا تناول عددا من الأدوار التي تمت اضافتها للفيلم لمجرد استعراض القوة والقدرة على التنفيذ واثبات امكانية وجود النجوم الكبار في عمل واحد، حيث لم يفهم معظم من حضروا العرض الأول مبرر المشهد الوحيد الصامت الذي ظهرت فيه النجمة الشابة علا غانم، وقدمت فيه رقصة ساخنة قبل أن تموت.

 

كما لم يتم تبرير دور الفنانة غادة عبدالرازق الذي ضم مغالطة واضحة حيث اقتبست لها عنوة جزء من قصة المناضلة وداعية السلام الأميركية، راشيل كوري التي لقت حتفها تحت عجلات جرافة اسرائيلية خلال تصديها لعمليات بناء الجدار الفاصل، وهي الأحداث نفسها التي قدمتها غادة عبدالرازق التي ظهرت باسم ليلى، الفتاة اليهودية من أصول مصرية التي ارتبطت بقصة حب مع الإرهابي عوضين (نور الشريف) رغم أن قصة الحب ذاتها غير مبررة، حيث افترقا، وعمر كل منهما لا يتجاوز خمس سنوات.

 

الأمر ذاته انطبق على ظهور قصير لآخرين بينهم الإعلامي عمرو أديب الذي ظهر بدوره مقدم برامج، والمطربة روبي التي ظهرت في مشهد وحيد في النهاية قدمت فيه أغنية حفل رأس العام، ورغم أنها أغنية انسانية تضم معاني مهمة، ولها علاقة مباشرة بأحداث الفيلم، إلا أنها غير مناسبة لمثل هذه الحفلات المفترض أن تكون مبهجة، بينما الأغنية حزينة، ويبدأ عرض «ليلة البيبي دول» في أكثر من 70 دار عرض بمصر، منتصف الأسبوع المقبل الذي يشهد عرض ثلاثة أفلام أخرى، ومن المتوقع أن يحقق ايرادات كبيرة مقارنة بالدعاية الخاصة به، وبأسماء أبطاله، وميزانيته التي تفوق 40 مليون جنيه مصري.

الأكثر مشاركة