انقلاب سينمائي أبيض في «مشهد» قريباً
العرضان اللذان حضرهما مسعود أمر الله مدير «مهرجان دبي السينمائي» حظيا بمتابعة جماهيرية جيدة، واتسمت الحلقات النقاشية الخاصة بهما بالثراء، لاسيما في ما تعلّق بفيلم «إنقاذ أبي وأمي» الذي حضر مخرجه العرض والجلسة النقاشية معاً .
«المشهد» مستمر وفي تصريح لـ «الإمارات اليوم» نفت نائلة الخاجة أي اتجاه لإيقاف نشاط «المشهد» في أشهر الصيف المقبلة، مشيرة إلى ان هناك مفاجآت عدة تنتظر روّاد «المشهد» في الأشهر الثلاثة المقبلة على وجه التحديد، والتي ستكون بمثابة انقلاب «ابيض وخطوات أكثر تسارعاً في ترسيخ هوية النادي» مضيفة «هناك مؤشرات بأننا سوف نتلقى مزيداً من الدعم من اجل ترسيخ ثقافة سينمائية جماهيرية جيدة من خلال المشهد، رغم عدم ثقة الكثير من المؤسسات الرسمية والخاصة بالمراهنة على نجاح تلك الخطوات». وقالت الخاحة إنها ستركّز، خلال الفترة المقبلة، على الأفلام السينمائية القصيرة الهندية، وليست الروائية التي رسخت سمعة بوليوود السينمائية، مضيفة «لا يتصوّر كثيرون بأن هناك صناعة للأفلام القصيرة في الهند موازية لنظيرتها الروائية من دون أن تقل عنها احترافية، لذلك سوف يكون مبهراً أن نطلع عن كثب على تلك التجارب الجديدة في مجال الأفلام الهندية القصيرة المفعمة بالأحاسيس والأفكار الشرقية»، لكن الخاجة رهنت نجاح «المشهد» في المرحلة المقبلة بحجم ما يتلقاه من دعم مادي يمكّنه من استضافة قدر أكبر من صنّاع الأفلام الذين يثرون بمناقشة تجاربهم صناعة الأفلام الإماراتية الوليدة.
«إرهابي صغير» بدأت الأمسية بفيلم «إرهابي صغير» الذي ترشح مخرجه أشفين لجائزة الأكاديمية في «فن» الفنون السينمائية - الأوسكار. فضلاً عن انه أول مخرج هندي يتم ترشيحه في الأكاديمية الأوروبية للأفلام عن فيلمه القصير، كما كان من ضمن الترشيحات الرسمية 145 مهرجاناً من مهرجانات الأفلام السينمائية، حاز في 15 منها جوائز كانت من ضمنها الأكاديمية البريطانية للأفلام والتلفزيون (BAFTA). لقد كان أشفين أحد الهنود القلائل الذين رشحوا في ثلاث من كبريات أكاديميات الأفلام السينمائية في العالم.
يروي فيلم «إرهابي صغير» قصة الطفل الباكستاني المسلم جمال، الذي يبلغ من العمر 12سنة، وتبدأ الحكاية عندما يعبر الحدود بين الهند وباكستان عن طريق الخطأ، فيحظى بصداقة وتعاطف غير متوقع من الهندوسي بهولا. وأثناء بحث الجنود الهنود في قرية بهولا عن الإرهابي الذي عبر المنطقة. يصر راني قريب بهولا على أن الهندوس لن يسمحوا بإيواء أي مسلم في منازلهم. هكذا وفي غمار الصراع بين بهولا وراني، والخوف من عواقب تهريب الطفل الباكستاني بحراً، والإجحاف والظلم تجاه المسلمين، يكون أمل جمال الوحيد بالنجاة هو الإنسانية لدى شعب واحد فرّقته الحدود السياسية منذ زمن بعيد.
تلا ذلك عرض فيلم «إنقاذ أبي وأمي» للمخرج كارتيك سينج، الحائز العديد من الجوائز السينمائية العالمية، منها جائزة أفضل فيلم سردي في الدورة الـ12 لمهرجان مدينة كانساس لصناعة الأفلام ـ الولايات المتحدة الأميركية، وجائزة الجمهور في مهرجان الأفلام الهندية في فلورنسا River to River بإيطاليا، وجائزة جوري Sup' de Courts باريس - فرنسا. وتدور أحداث الفيلم حول حكاية الطفل رافي المؤثرة، فهو من أصول تعود إلى شرق الهند، ولكنه مولود في الولايات المتحدة الأميركية، وعندما يلتحق رافي بالمدارس المسيحية يتعلم أن غير المؤمنين بالمسيحية سيذهبون إلى النار، ولعلمه أن والديه ليسا بمسيحيين، تصبح مهمته «إنقاذ أبي وأمي».
«إنقاذ أبي وأمي» كان بديهياً أن يُوجّه سؤال إلى نائلة الخاجة عن مكان وزمان اختيارها لفيلم «إنقاذ ابي وأمي» الذي يعالج قضية التسامح الديني على أرض الآخر الأميركي، وعلى خلاف المعتاد من دون ان يكون عربي أو مسلم طرفاً فيها، وهو سؤال حركته «الإمارات اليوم»، وأجابت عنه نائلة « شاهدت الفيلم في مهرجان (كان) الأخير، فسعيت للتعرف إلى مخرجه الذي رحب بفكرة عرضه في دبي».
وبالعودة إلى «إنقاذ أبي وأمي» الذي يطرح فيها تلميذ هندي، هندوسي الديانة بالوراثة، يستميله معلمه الأميركي إلى المسيحية، أسئلة كثيرة متعلقة بالدين والآخرة والثواب والعقاب، وعلاقة متبعي الأديان بعضهم ببعض، من خلال مقولة اساسية علّمها له استاذه بأن «كل من هو ليس بمسيحي فإن جهنم مصيره» ليبدأ التلميذ رحلة أخرى من العذاب من اجل أبويه الهندوسيين اللذين يسمحان لولدهما بأن يحدد ديانته بمفرده، وسط تجاذبات نفسية أجاد المخرج تجسيدها من خلال مفردات عدة ابرزها التصوير والمؤثرات الصوتية المتتبعة للأثر النفسي للحوار بشكل جيد. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news