يورو ..2008 ودولار 2010

عماد النمر

 

 لا صوت يعلو اليوم على صوت يورو 2008 فالعالم تتجه أنظاره نحو سويسرا والنمسا لمتابعة واحدة من أروع بطولات العالم الكروية، إلا أننا سنتجه بقلوبنا وأبصارنا نحو ستاد القطارة في مدينة العين حيث يستضيف منتخبنا الوطني نظيره الإيراني ضمن لقاء الإياب في تصفيات آسيا لكأس العالم.

ولأن خوضنا التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 هو قدرنا الذي نتطلع من خلاله أن نحقق الحلم الجميل والوصول إلى النهائيات في جنوب إفريقيا، لهذا فإننا مطالبون اليوم بالتركيز الشديد داخل الملعب حتى نحقق المراد ونخرج بنقاط المباراة الثلاث، فمنتخبنا الوطني مطالب بالحفاظ على صدارته للمجموعة من خلال تقديم مباراة تليق به وعلى اللاعبين عدم الانسياق مع أي استفزاز يقوم به المنتخب الإيراني لتشتيت الذهن والمجهود لمنتخبنا. وللجماهير الدور الكبير مساء اليوم حينما تملأ مدرجات استاد القطارة لتكون عامل ثقة للاعبين في الملعب، وعلى جماهيرنا الوفية أن تكون خير سند للاعبين مساء اليوم من خلال الحضور والتشجيع وبث الحماسة في نفوس المنتخب، ولا شك أن رؤية المدرجات ممتلئة بالجماهير مع هدير أصواتها يعطي الطمأنينة والأمان للاعبين داخل الملعب ويزيد من عطائهم خلال المباراة، وبإذن الله سيكون الفوز حليفنا. ولأننا لا نستطيع الفكاك من قدرنا الآسيوي في التصفيات كما هو الحال مع الدولار، إلا أننا سوف نولّي وجوهنا اعتباراً من الليلة نحو يورو 2008، وهي واحدة من اهم البطولات الكروية في العالم والتي تخطف أبصار عشاق الساحرة المستديرة والمقامة في ثماني مدن موزعة بين النمسا وسويسرا وبمشاركة أفضل 16 منتخباً في العالم، ورغم غياب المنتخب الإنجليزي عن هذه البطولة وهو إحدى القلاع العظيمة للكرة الأوروبية إلا أن هذا الغياب لن يمنع أن نرى الكرة الأفضل على وجه الأرض من خلال أعظم لاعبي أوروبا. ولأن العظماء حينما يجتمعون فنادراً ما تستطيع أن تفضل واحداً على الآخر، لهذا أجدني في حيرة من أمري فمن من المنتخبات أشجع أو بالأصح أتوقع فوزه بلقب البطولة، اعتقد أنه أمر عسير في ظل هذه الكوكبة من المنتخبات القوية، لكن المؤكد أني سوف استمتع وأنا اشاهد كل منتخب وأتابع كل لاعب فكل منتخب لديه مميزاته وكل لاعب عنده فنونه، ومن هنا فإنني سأكون على الحياد حتى نصف النهائي على الأقل ثم بعد ذلك سأميل رغماً عني إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال في حال وصولها إلى هذا الدور. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعد العدة لكي تكون هذه البطولة هي الأعظم تنظيماً وقوة من البطولات الـ 12 السابقة رغم إقامتها في دولتين، وأعرب ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد عن رغبته في أن تكون هذه البطولة هي الأروع على الإطلاق مؤكداً ضرورة احترام المنافس والابتعاد عن العنصرية في الملاعب أو المدرجات.

الورقة الأخيرة
كنت أتمنى أن تكون هناك منافسة فضائية بين أكثر من قناة عربية لبث فعاليات يورو 2008 إلا أن ملايين قناة الجزيرة أطاحت بكل المنافسين حتى احتكرت هذه البطولة منفردة تماماً، ولم يعد أمامنا إلا الخضوع لهذا الاحتكار، والأخبار الواردة من مسؤولي القناة تعد بتغطية متميزة وغير مسبوقة من حيث برامج التغطية أو استوديوهات التحليل، ويبدو أن يورو 2008 لايزال مصرّاً على التفوق على دولار 2010  .
 
 
تويتر