تعيش الطفلة المواطنة آمنة الشامسي من مدينة العين، التي تبلغ من العمر 12 عاماً، ظروفاً صحية سيئة منذ صغرها، حيث تعاني من تقوس في ساقيها وذراعيها نتيجة إصابتها بهشاشة العظام منذ ولادتها.
وقال والدها سالم الشامسي، إن «ابنتي ولدت مصابة بهشاشة في العظام، والعلاج الذي تتلقاه في المستشفيات غير فعال، وهي تتردد على مستشفى توام منذ خمس سنوات من دون علاج، والغريب أنهم رفضوا إعطائي تقريرا طبيا بحالتها، ولذا فهي تعاني طوال 12عاماً وتنتظر العلاج طوال هذه السنوات، دون أن ينجح الأطباء في علاجها، والمطلوب أن تتدخل هيئة أبوظبي للصحة لعلاجها في الخارج».
فيما نفى مسؤول علاقات المجتمع في مستشفى توام راشد الساعدي التقصير في علاجها، موضحاً أن «العلاج متوافر في المستشفى، ويتم متابعة حالتها، منذ ترددها على المستشفى للعلاج، وأي مريض من حقة الحصول على التقرير الطبي، ولكن بعض المرضى لا يتبعون الإجراءات الصحيحة للحصول عليه، لأن من أهم حقوق المريض الحصول على تقرير طبي عن حالته المرضية من طبيبه المعالج، وكذلك من حقه معرفة حالته المرضية، وخطوات العلاج التي يحددها المستشفى».
وأضاف أن«مستشفى توام ملتزم بسرية المعلومات الخاصة بالمرضى وعدم الإدلاء بأية معلومات طبية خاصة بأي منهم لأية جهة، مالم يكن هناك تخويل وموافقة رسمية من المريض نفسه، أو من ولي أمره في حال كونه قاصرا، ولذا من حق المريضة أو من ينوب عنها الحضور إلى قسم شوؤن المرضى، وخدمة العملاء الذين بدورهم سيقدمون له كل الدعم في مقابلة الطبيب المعالج والحصول على المعلومات المتعلقة بحالته المرضية كافة».
يشرح الأب قصة معاناة ابنته مع المرض قائلاً إن«آمنة ولدت في مستشفى توام، ولم يكتشف الأطباء المرض وقت ولادتها، وبعد مرور شهر ونصف الشهر كنت أحملها وأمسكت بيديها فانكسرت، ذهبت بها إلى مستشفى الشيخ خليفة في أبوظبي، فأخبرني الأطباء بأن يدها مكسورة، ولكن بعد الفحوص التي أجريت لها في اليوم الثاني، تبين بأنها مصابة بمرض هشاشة العظام».
وأضاف أن«علاجها كان عبارة عن أدوية تقوي جسدها، وبعد ثلاثة أسابيع من شفاء ذراعها اليمنى انكسرت في اليوم التالي ذراعها اليسرى، وتم تجبيرها، وبعد أن شفي انكسرت ساقها اليسرى ومن ثم اليمنى، وظلت ابنتي على هذه المعاناة تعالج ساقا فتنكسر الثانية، وتعالج ذراعا لتنكسر الأخرى، ومن كثرة التجبير تقوست ساقاها».
ولفت إلى أن ابنته «أصبحت لا تستطيع المشي إلا بعكازات، وفي المنزل تزحف للوصول إلى ما تريده، لدرجة أنها تأخرت في الدخول إلى المدرسة، حيث تم إدخالها الروضة وهي في سن السادسة من عمرها، وكانت خالتها التي تعمل معلمة تأخذها إلى المدرسة وتعيدها».
وزاد «بعد تقاعدي من عملي في أبوظبي، انتقلت إلى العيش في مدينة العين، وتالياً أصبحت أتردد على مستشفى توام لعلاجها وكانت تحصل على الكالسيوم، وبعد مده تم حجزها في المستشفى لمدة ثلاثة أيام، وتم تحويلها إلى طبيب الغدد، ومن ثم حولها إلى طبيب الأعصاب، وبعدها إلى طبيب العظام، وظلت على هذا الوضع، إلى أن أصابني اليأس من وجود علاج لابنتي في المستشفى، لأنني أتردد عليه منذ خمس سنوات ولكن بلا علاج، وطلبت الحصول على تقرير من الأطباء لكنهم رفضوا».
وأشار والد الطفلة آمنة إلى أن ابنته «تعاني في الوقت الحالي من تقوس وتكسر في ساقيها، وتعيش في معاناة بسبب هذا المرض، ولذا أناشد المستشفى بعلاج فعّال لابنتي التي تعاني من المرض منذ 12 عاماً. وأطالب المسؤولين في هيئة ابوظبي للصحة بتسفيرها وتوفير علاج فعال لها».
وقال استشاري أول ورئيس قسم الطب النووي وهشاشة العظام، في مستشفى توام الدكتور محمد محمدية إن«هشاشة العظام، مرض يصيب الكبار وخصوصاً النساء في فترات محددة، وفي كل الأحوال فإن كل إنسان يولد ولديه كتلة عظمية تبدأ في التناقص بعد سن الاربعين، ولذلك تقاس هشاشة العظام دائما، بمقارنتها بالوضع الطبيعي بين العشرين والاربعين، ومع تقدم العمر يبدأ العظم في الضعف، وهذا هو السبب الرئيس للإصابة».
وأضاف أن «هناك أسبابا أخرى للإصابة على سبيل المثال، فقد أجريت دراسة عن طريق كلية الطب بالتعاون مع مستشفى توام لمعرفة سبب نقص فيتامين«د» والذي له دور أساسي في تدعيم قوة العظم وصلابته، وتبين ان هناك عدداً كبيراً من المواطنين لديهم نقص في فيتامين«د»، والسبب الرئيس في هذا الأمر يعود إلى مسألة عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس».
وذكر أن«هناك برنامجا آخر أصبح في طور التطبيق وهو إعطاء الحوامل جرعات من فيتامين «د»، ومتابعة مستواه في الأطفال الحديثي الولادة، وكذلك متابعتهم اثناء فترة النموّ لمعرفة احتياجهم من هذه الجرعات».
وأشار إلى أن «السبب الثالث هو نقص الكالسيوم، وهو ينتج عن سوء التغذية أو ضعفها وعدم تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، وهي توجد غالبا في الألبان ومشتقاتها.».
|