نماذج من رسوم الأطفال بمدرسة ابتدائية في نابولي ترفض الحملة العنصرية ضد الغجر. أ.ف.ب
يريد أكثر من 68% من الإيطاليين، تدعمهم الحكومة اليمينية الجديدة، ان يروا جميع السكان من الغجر، البالغ عددهم 150 الفاً، مطرودين من دولتهم، رغم ان نحو نصفهم يحملون الجنسية الإيطالية.
وأجري هذا الاستفتاء اثر قيام عدد من المتعصبين بإحراق مخيمات الغجر في نابولي، خلال الأسبوع الجاري، الأمر الذي أوضح أن معظم الإيطاليين يريدون تدمير جميع مخيمات الغجر.
ويحمل نحو 70 الفاً من الغجر الجنسية الإيطالية، بمن فيهم 30 الفاً تحدروا من المستوطنين الغجر الذين جاؤوا إلى إيطاليا في القرن الخامس، أما الباقون فقد جاؤوا اليها هرباً من الاضطرابات التي وقعت في البلقان في تسعينات القرن الماضي. وجاء 10 آلاف غجري آخرون من رومانيا بعد انضمامها الى الاتحاد الأوروبي في يناير 2007، حسبما ذكرت احدى منظمات حقوق الإنسان الإيطالية، التي تحمل اسم «الجميع»، ويعتقد ان نحو مليون روماني يعيشون الآن في ايطاليا. وكان الرومانيون جزءاً من 256 مهاجراً تم اعتقالهم في جميع انحاء ايطاليا لعلاقتهم بتجارة المخدرات والبغاء، خلال الأسبوع الجاري، بعد ان شبّه رئيس الحكومة الجديد سيلفيو بيرلسكوني المجرمين الأجانب بـ«جيش من الشر» وحاول المسؤولون الرومانيون التمييز بين الرومانيين والغجر الرومانيين الذين يدخلون ايطاليا.
وقال محافظ فيرونا، عضو حزب رابطة الشمال المناوئ للهجرة، فلافيو توسي، ان مدينته تحوي اكبر تجمّع من الرومانيين في ايطاليا «يعيش فيها 7000 من الرومانيين الذين يعملون في البناء والفن، وهم انفسهم يقولون إنهم صاروا يمثلون مشكلة». وفي استطلاع آخر للرأي، قال 81% من الإيطاليين انهم يجدون جميع الغجر، سواء أكانوا من رومانيا أو من غيرها «غير مرغوب فيهم»، وقال نحو 61% من الذين شملهم الاستطلاع، انهم يكنون الشعور ذاته للرومانيين من غير الغجر. وتباهى الشبان في مدينة نابولي، الذين ألقوا القنابل الحارقة على مخيمات الغجر في المدينة بعد اتهام فتاة بمحاولة خطف طفل، بأنهم كانوا يقومون بأعمال التطهير العرقي. وقارنت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، لورا بولدريني، بين ما حدث في نابولي ومشاهد إجبار الغجر على مغادرة البلقان، وقالت «لم نكن نتوقع رؤية هذه المشاهد في ايطاليا». وقال مراقبون «ان الحملة على الغجر ذكّرت بالثلاثينات من القرن الماضي، وسياسات بنتو موسوليني الفاشية». ومن جهته، قال مدير منظمة «الجميع» لحقوق الإنسان، ماتيو بيغورارو «تأتي هذه العدوانية نتيجة عادية للغة النارية للحكومة الحالية، وكذلك التي سبقتها». وتعرّض نجوم كرة القدم الإيطاليون ذوو الأصول الغجرية، امثال اندريا بيرلو لتهديدات. ومن جهته، قال رئيس حزب رابطة الشمال، امبيرتو بوسي، معلقاً على ما حدث «سيقوم الناس بما عجز عنه السياسيون». وقال وزير الدفاع، اغناسيو لوروسا، قبل يومين، انه سينظر في احتمال نشر جنود في الشوارع الإيطالية، للمساعدة على مكافحة الجريمة، في حين قالت جماعة من الغجر القادمين من البوسنة إنهم سيسيّرون دوريات لحماية معسكرهم من الاعتداءات. |