«نـصّ درزن» يتناول مشــكلات الأسرة الإماراتية

أسرة «نص درزن» تقطع كعكة البداية.                                                  تصوير: مصطفى قاسمي

يبدأ اليوم تصوير أول مشاهد المسلسل الإماراتي الجديد «نص درزن» الذي تجمع فيه منتجته الفنانة سمـيرة أحمد، في باكورة أعمال شركتهــا الجديــدة «المها  للإنتاج الفني»، كلاً من الكويتــي غانم الصالح والبحرينية زهـرة عرفات والعماني إبراهيم الزدجالي واللبـناني سمير شمص، إلى جانب عدد من الفنانين الإماراتيين، منهم:  هاني الشيـباني ومروان عبدالله صالح وفاطـمة محمد وروان وطلال محمود وعادل خميس، ويخرجه السوري عمار رضوان للعرض الحصري على شاشة «سما دبي» خلال رمضان المقبل.


«الإمارات اليوم» التقت أبطال المسلسل الذي كتب قصته المؤلف والسيناريست السينمائي يوسف إبراهيم، في أول تجربة له مع الدراما التلفزيونية ويناقش، من خلال أسرة إماراتية مكونة من ستة أفراد مشكلات اجتماعية ومعيشية متعددة مثل التركيبة السكانية والزواج من اجنبيات والعمالة السائبة في قالب كوميدي، حيث تقول سميرة أحمد: «استفدت كثيراً من تجربة مسلسل «وجه آخر» التي فتحت لي مجال الإنتاج لأول مرة العام الماضي عبر تعاون ودعم كاملين من مؤسسة دبي للإعلام ممثلة في قناة «سما دبي» الفضائية، مشيرة إلى أن اشتراك الفنان أحمد الجسمي من خلال شركة الإنتاج التي يديرها في «وجه آخر» اختزل لها أيضاً كثيراً من التجارب الإنتاجية.


إشكالية اللهجة
وأضافت منتجة «نص درزن» أنه في الوقت الذي يضع فيه المنتج التقليدي المردود المادي لتسـويق عمله معياراً أساسياً لنجاحه، فإن الأمـر مختلف حينما يتعلق الأمر بمنتج فنان يحـمل هموم وطموحات نهضة صناعة الدرامـا التلفزيونية في بلاده، مشـددة على أنها تضع خبرتها أمام الفنانين الشـباب دون أن تفرض رؤاها الفنية في الوقت ذاته على مخرج العمل أو كاتبه.


وقالت سميرة التي تشغل أيضاً منصب رئيسة قسم الهوية الوطنية ونائبة رئيس قسم المسرح في وزارة الثقافة والإعلام وتنمية المجتمع إن العمل ينسجم في مجمله مع التوجهات الرسمية في الدولة بإعلان عام 2008 عاماً للهويـة الوطـنيـة، مشيرة إلى أن أحـد التحـديات التي واجهتــها في «وجه آخر» هو عدم توافر ممثــلات إماراتيات في مراحـل عمرية بعيـنها يجســدن أدواراً محليـة الأمـر الذي جعل شخـوصاً درامية منتـميـة إلى أسـرة واحدة تتحـدث لهجات خليـجية متباينة. 

مضيــفة: «بعد جـيل فاطمة الحوسني وهدى الخطيب وعائشـة عبـدالرحمن، وهو نفس الجيل الذي أنتمي إليـه، لم يظهر جيل تال من الممثـلات يمكن الاتـكاء على جهودهن في مـلء فراغ الأدوار النسائية في المسلسلات التلفـزيونية، لذلك ليس هناك حل سحري يمكن أن تلجأ إليه المسلسلات الحديثة سوى الاستعانة بجهود الزملاء الخليجيات اللائي تثري مشاركتهن بالفعل الدراما الإماراتية».


وقالت سميرة إنها رأت عدم تقييد الفنانة البحرينية زهرة عرفات باللهجة الإماراتية مضيفة: «سوف تتحدث عرفات في المسلسل لهجتها الأم فيما عدا بعض العبارات السائدة في اللهجة المحلية الإماراتية».

 

موافقة فورية
من جانبها، أعربت عرفات عن سعادتها بالتجربة الأولى لها في الدراما التلفزيونية الإماراتية مضيفة: «شاركت قبل ذلك في عمل شبابي عبر فيلم  إماراتي قصير، لكنني حرصت على قبول «نص درزن» بمجرد قراءتي للنص الذي يقـدمني في دور مختلف رغم بساطته»، مضيـفة: «في جميع أدواري السابقة لا أعتمـد في اختـياراتي على أسس أو منطلقات بعـينها، بل إن الفيـصل في هذا الأمر متروك إلى إحسـاسي أو حـدثي الفني الذي قادني هـذه المرة إلى دخول الموسم الرمضاني مكتـفية بـ(نص درزن)».

 

المخرج السوري عمار رضوان يخوض تجربته الإخراجية الأولى بعد أن خاض تجارب خليجية سابقة مخرجاً منفذاً، حيث يقول: «هي المرة الأولى لي التي أفد فيها إلى دبي، لذلك سعيت إلى التواصل مع الواقع الحقيقي للمجتمع في الأسواق و«المولات» لأستشعر إيقاع دبي السريع بكل ما فيه من حميمية وزحام وتعاملات تجارية وحركة عمرانية، رغم أنني لا أميل إلى الرصد الواقعي في العمل الفني؛ لأن حرفية الإخراج من وجهة نظري تنبع من خصوصية تلك العلاقة الشعورية التي ينسجها المخرج بأدواته بين مفاصل العمل الدرامي، لاسيما وأن «نص درزن» يتطرق إلى مناطق حميمية في علاقة الإنسان بالمكان والعكس عبر سيناريو اجتماعي متكئ على سحر الكوميديا».

 

الوقت مُتسع
وفي ما يتعلق بمدى قدرة المخـرج على العمل بالكـفاءة نفسها خارج حدود مجـتمعه المحلي لاسـيما في تجـاربه الأولى قال رضوان: «الإخـراج رغم اعتـماده على جوانـب ذاتية تحكم رؤية المخـرج إلا أنه يقوم في الأساس على أدوات وتقـنيات وأسس هي بمثابة ثوابت في عمل المخرج، لذلك فإن هـذا الجزء الثابت في العمل الإخـراجي لن يخـتلف باختلاف الثـقافة المجتمعية، التي على المخرج أن يسـتوعبها أيضاً كي تكتـمل لديه رؤيته الإخـراجية، وهو ما سعـيت إلى استيفائه منذ مجـيئي إلى دبي». وأكد رضوان أن الوقت المتاح لإنجاز العمل «ليس ضيقاً كما يعتقد البعض للانتهاء بشكل تام من كل أعمال التصوير والمونتاج وسائر الأمور الفنية بحيث يغدو «نص درزن» جاهزاً للعرض الرمضاني قبل حلول الشهر الكريم».

 

فرصة
من الوجوه الشابة المشاركة في العمل الإماراتية أمل محمد التي تجسد دور أحد أفراد «نص درزن» محتفظة باسمها الحقيقي، حيث تقول: «قدمت أعمالاً سابقة سواء للمسرح والتلفزيون، لكنها في معظمها كانت أدواراً صغيرة لم تتح لي الفرصة كاملة للتعبير عن إمكاناتي الفنية، لذلك اراهن على «نص درزن» بشكل خاص ليكون بمثابة بطاقة تعريف حقيقية لي في المرحلة المقبلة لاسيما وأن توقيت عرضه خلال شهر رمضان يوفر أكبر نسبة ممكنة من المشاهدة والمتابعة».

 

وفي ظهور تلفزيوني أول يقوم الشاب المواطن عادل خميس، بعد مشاركته في عدة مسرحيات، بدور صبي الدكان (هيكل) ذي التعليقات الساخرة، فيما يجسد زميله طلال محمود - في تجربة تلفزيونية أولى بالنسبة له بعد أن خاض مجال إخراج الأفلام القصيرة - دور الصديق المخلص لأحد أفراد عائلة الـ«نص درزن»، وكلاهما أكد أنه يأمل رغم صغر مساحة دوره الدرامية أن يفتح العمل أمامه باب «القبول الجماهيري في عالم الدراما الكوميدية بوجه خاص».  


غانم الصالح: أنا «الأصيل» 
 
 
كشف غانم الصالح لـ«الإمارات اليوم» دوره في «نص درزن» رغم محاولات منتجة العمل سميرة أحمد الحد من أي إفصاح عن جوهر العمل قائلاً: «العمل يدور حول ستة أشخاص ينتمون إلى عائلة واحدة هم: الأم «علياء» وتؤدي دورها الفنانة سميرة أحمد، والخالة «حصة» (الفنانة زهرة عرفات)، والأبناء «سيف» (هاني الشيباني) و«سعود» (الفنان مروان عبدالله صالح)، و«خولة» وتؤدي دورها روان بالإضافة إلى «أمل» التي تجسد دورها أمل محمد، أما أنا فأجسد دور صاحب الدكان «الأصيل».

 

ويقول صاحب دور «الأصيل»: «تستطيع «علياء» ان تكون بمثابة القلب الذي يتسع لكل أفراد الأسرة متحدية مع اختها «حصة» وبهم كل المصاعب والمشكلات الحياتية التي تفاجئهم».


وأضاف الغانم: «بمجرد أن هاتفتني سميرة أحمد وقبل أن أقرأ الدور أخبرتها بموافقتي على الاشتراك في «نص درزن»؛ لأنني على ثقة تامة بأن «أم أحمد» - قاصداً الفنانة سميرة أحمد - لن تتبنى سوى عمل جيداً، ولن تقصدني إلا في دور مناسب بغض النظر عن حجم هذا الدور».  


أمي.. سميرة 
عائلة «نص درزن» لم تكن في لقائها مع «الإمارات اليوم» بعيدة عن مفهوم العائلة الحقيقية عبر حوارات حميمية بين أفرادها تجلت بشكل أقوى في نداء الفنان الشاب مروان عبدالله صالح على منتجة العمل وأحد ابطاله الرئيسين الفنانة سميرة أحمد بلقب أمي. 


وهو ما علّق عليه مروان قائلاً: «شاركت مع الفنانة سميرة أحمد في أربعة مسلسلات كانت فيها جميعاً في دور أمي، وهو نفس ما يربطني بها في «نص درزن»، رغم ذلك فإن مناداتي لها بهذا اللقب ليست سوى ترجمة حقيقية  لطبيعة تعاملها معي وسائر زملائي من الفنانين الشباب». 
 

تويتر