يبدو أن خصوم المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما، قد أخطأوا في تقديرهم لقدرات هذا الرجل المقبل من الجنوب، ليثبت للعالم أنه حان الأوان لتغيير جذري في النظرة الدونيــة للأقليات وذوي الأصـــول الإفريقية، على وجه الخصــوص.
وبالفعل استطاع أوباما، من خلال خطاباته التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، أن يجذب انتباه الأوروبيين والآسيويين والأفارقة، فضلاً عن كثير من الأميركيين البيض والسود.
وتقول استطلاعات الرأي، التي أجريت في أوروبا، إن المرشح الديمقراطي يحظى بالدعم الشعبي، مقابل المرشح الجمهوري جون ماكين.
وفي الاستطلاع الذي أجري على مستوى عينة من الدول في القارات الخمس، أظهر أوباما تقدماً كبيراً على منافسه الجمهوري، بواقع ثلاثة مقابل واحد.
وفي أوروبا يلقى السياسي الأسمر دعماً منقطع النظير، فالألمان مثلاً ينظرون إليه على أنه يحمل صفات الزعيمين الراحلين، مارتن لوثر كينغ والرئيس جون كيندي، وهي سر جاذبية هذا الرجل.
أما في فرنسا فيبدو أن الرأي العام هناك يتفق على قدرة أوباما في إدارة شؤون البيت الأبيض بكفاءة عالية.
ويقول وزير الثقافة الأسبق، الاشتراكي جاك لونغ، ان «أميركا التي نحب، البلد المليء بحيوية الشباب ويزخر بتعايش الأجناس، (أرى) أنه في طريقه نحو التغيير».
وعلى الموقع الاجتماعي المعروف على الإنترنت، «فايسبوك» كتب ناشطون بريطانيون أطلقوا على مدونتهم «بريطانيون من أجل باراك»، أنهم حققوا فوزا كبيرا، بعد انتصار أوباما الأخير على هيلاري كلينتون.
وقد حقق المرشح الديمقراطي نصراً تاريخياً بعد إزاحته كلينتون، رغم شكوك بعض أعضاء حزبه في كفاءته في قيادة القوات المسلحة في حال وصل إلى البيت الأبيض.
وفي المقابل يرى مراقبون أن الطريق إلى الرئاسة لايزال طويلاً أمام أوباما، حيث سيرى العديد من المفاجآت غير السارة من طرف خصمه الجمهوري الذي لن يألو جهدا لإلحاق الهزيمة به.
ويعتزم القائمون على حملة ماكين التركيز على ثلاث نقاط أساسية للنيل من مصداقية أوباما: «ساذج وقليل الخبرة وضعيف».
ومن ثم كان رد فعل المرشح الديمقراطي بعد فوزه الأخير، مطمئناً لإسرائيل، حيث يلعب اللوبي اليهودي دورا حاسما في الانتخابــات الرئاسيــة الأميركية.
وفي هذا الشأن، أكد أوباما في خطابه أن الولايات المتحدة سوف تستخدم كل الوسائل لمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، بما في ذلك استخدام القوة.
وفي المقابل يبدو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد متفائلاً بشأن رجل البيت الأبيض المقبل، ويقترح إعادة النظر في الملف النووي لبلاده.
وفي سياق متصل، صرح النائب البريطاني جورج غــــلاوي، المعروف بمعارضته لسياسة واشنطن وتأييده للقضايا العربية، بأنه يصلي من أجل «سلامة باراك أوباما، وأصلي كي يتمكن من تغيير سلوك الولايات المتحدة في ما يخص القضية الفلسطينية».
أما بالنسبة لسياسة أوباما الخارجية فيقول مستشاروه إن على الأسرة الدولية تقديم الدعم الضروري لواشنطن من أجل نجاح مهمتها في أفغانستان، التي لم تكلل بالنجاح رغم الجهود الكبيرة التي بذلت هناك على مدى قرابة سبع سنوات.
|