مراوح كبيرة في ساحات مقاهي الشارقة لجذب المدخنين

ولمواجهة «التراجع المستمر في أعداد الزبائن» وفّرت بعض المقاهي جلسات خارجية مزودة بمراوح لجذب الزبائن في الفترة المسائية، على ضوء تطبيق قرار منع التدخين في الشارقة.  وكان سالم محمد العويس رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة، أعلن خلال مؤتمر صحافي أن إصدار لائحة حظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة يأتي مكملاً للخطوات السابقة بهدف تحويل الشارقة إلى إمارة خالية من التدخين. 

وتفصيلاً، قال جاسم حسين وزميله أحمد علي، لـ«الإمارات اليوم» وهما يدخنان على باب أحد المقاهي في الشارقة، أنهما يخرجان بعد رشفتين أو ثلاث من القهوة، ليدخنا سيجارة، ثم يعودا إلى داخل المقهى لتناول مزيد من القهوة، وإن بردت بعض الشيء». وفي المساء مشهد آخر، فبعض المطاعم أو المقاهي التي لديها مساحات خارجية تعمل على استغلالها لجذب زبائنها المدخنين من خلال توفير مراوح كبيرة لتحريك الهواء. 

وتساءل أسامة سالم، مصور تلفزيوني في إحدى محطات التلفزة العاملة في الدولة، عما سيكون عليه حال المطاعم والمقاهي في الشارقة؟. قد ألجأ إلى القهوة الشعبية أو أعود كما السابق للجلوس على كورنيش البحيرة، مع طاولتي وكرسيي منتظراً بعض الأصدقاء الهاربين من المطاعم والمقاهي ليلتحقوا بي، ولسان حالهم يقول: «وداعاً لتلك الأماكن التي كانت مخصصة للتدخين».

آراء متباينة
وتباينت آراء أصحاب المقاهي بين ترحيب بالقرار والتزامهم به، وتقديراتهم بنقص زبائنهم، حيث قال مدير أحد مقاهي الميغامول «إن قسماً ليس بسيطاً من زبائننا من المدخنين، ومع اليوم الأول من تنفيذ القرار نكون قد حرمنا منهم، مع أننا خصصنا لهم منذ البداية أماكن ومواقع خاصة بالمدخنين تفصلهم عن غير المدخنين، لكن ليس لنا غير الالتزام بالقرار، فالمنع جاء بموجب القانون». 

ومن جانبه، قال زياد حسان (غير مدخن) يقطن قرب الميغامول واعتاد قضاء بعض الوقت يومياً في أحد المقاهي هناك: «بهذا القرار نكون قد تخلصنا من التدخين السلبي المفروض علينا من قبل المدخنين».

أما محمود لطفي الذي يعمل في مجال التصميم الفني، ويدمن التدخين، فقال:  «إن القرار يجبر المدخن على اشعال السيجارة داخل منزله وبين اطفاله، وبهذا، فهو يقدم نصف الحل فقط». 

في حين اعتبر الدكتور ضيف الله الجبر قرار منع التدخين «خطوة مهمة» لأنه يؤدي إلى كوارث صحية وبيئية»، مشيراً إلى أن «القرار جاء في إطار الحرص على صحة الإنسان وسلامة السكان والعائلات الذين يرتادون هذه الأماكن» ويصبّ في مصلحة الجميع ويحافظ على نظافة البيئة من مخاطر كبيرة ويدلل على حرص الشارقة التي تسعى دائماً لحماية سكانها من مخاطر التدخين. فيما علق لؤي حسين ان «المقاهي خسرت معظم روادها»، لكنه أردف قائلاً: «مثل هذا القرار سيحمي الأطفال وغير المدخنين من أمراض خطيرة يتسبب فيها المدخنون للسكان عامة. وقال علاء عليان: «هذا القرار محاولة لتشجيع المدخنين على الإقلاع عن التدخين من أجل حماية الأطفال والرُضع الذين هم من أكبر المتضررين من التدخين السلبي». 

وقال محمد موسى (مدخن): «أنا مع القرار وسألتزم به كما غيري، لكن هذا لا يمنع من ضرورة توفير أماكن للمدخنين بهدف ضمان التزام المدخنين بالقرار والحفاظ على الصحة العامة للسكان. أما المهندس خلدون خلف (مدخن) فقال: «بهذا القرار حوصرنا كمدخنين، ولم يبقَ لنا غير التدخين في سياراتنا، أو على الأقل ليحل لنا أصحاب المقاهي المشكلة ويوفروا لنا أمكنة مناسبة للتدخين».

قرار الحظر
وكان المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة أصدر قراراً بمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة.  ونص القرار على حظر التدخين بأنواعه كافة في جميع الأماكن العامة المغلقة التي يرتادها الناس لقضاء حاجة من حوائجهم أو لتلقي خدمة أو منفعة من المنافع المعتادة ويترتب على التدخين فيها إضرار بالآخرين. 

ويشمل القرار حظر التدخين في وسائل النقل العامة البرية والبحرية العاملة في الإمارة. وقد كلفت دائرة شؤون البلديات والزراعة بالشارقة بلديات مدن ومناطق الإمارة عمل تفتيش دوري على الأماكن العامة من خلال كوادرها وأجهزتها العاملة للتأكد من مراعاتها للضوابط والمعايير المقررة وضبط المخالفات وتحرير المحاضر اللازمة عنها وتوقيع العقوبات المقررة عليها، وتتراوح قيمة الغرامات المالية ضمن لائحة حظر التدخين بين 1000 درهم للأشخاص و10 آلاف و20 ألف درهم لأصحاب هذه الأماكن، وبدأ تنفيذها اعتباراً من أول يونيو الجاري.