شكا ذوو موتى مدفونين في مقبرة مريشيد في الفجيرة من استمرار انتهاك قبور موتاهم، بعدما اعتادت كلاب ضالة على نبشها. ووفقاً لسكان في المنطقة، فإن بعض هذه القبور تضم رفات أطفال. وأعرب أهالٍ في المنطقة عن استيائهم من بلدية الفجيرة بسبب «عدم اتخاذها أي إجراء لحماية المقبرة»، على الرغم من تقدمهم بشكاوى عدة سابقة، بهذا الخصوص.
في المقابل، حمّلت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الفجيرة، أهالي الموتى المسؤولية عما لحق بقبور موتاهم من انتهاك، عازية ذلك إلى عدم إغلاقهم باب المقبرة في المناسبات التي يزورونهم فيها. وتفصيلاً، قال المواطن عبدالله السويدي إنه فوجئ بحفر كبيرة على حواف بعض القبور في مقبرة مريشيد. متابعاً: «لاحظت وجود حفر عدة، أعماق بعضها تصل الى اللحد». وقال إن «بعض قبور الأطفال نبشت بالكامل، ما أثار حفيظة أهالي المنطقة، فتقدمنا ببلاغات عدة الى بلدية الفجيرة، مطالبين بتدخلها لإيقاف هذه الانتهاكات، وتوفير حماية لهذه القبور تقيها عبث الحيوانات الضالة. ولكننا لم نجد منهم تجاوباً» فيما قال المواطن بومحمد«إن هذا الأمر غريب علينا كمسلمين، فنحن نحافظ على حرمة الموتى، وقد نهانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن المرور فوق القبور، حفاظاً على حرمة الميت، فما بالكم بالكلاب؟» وتابع: «لو كان للمقبرة أشخاص قائمون عليها، لما استطاعت الكلاب الوصول إليها بهذه السهولة، ولكن هذا يدل على أن المقبرة مستباحة من قبل الكلاب الضالة منذ فترات طويلة دون أن ينتبه لها أحد». ومن جهته، اعتبر مدير الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الفجيرة راشد عبيد علي أن«الأهالي هم السبب الرئيس لهذه الانتهاكات، نتيجة لقلة وعيهم وتعاونهم مع الجهات المختصة، وتركهم باب المقبرة مفتوحاً بشكل مستمر لدى زيارتهم قبور موتاهم». وأضاف أن «الهيئة سخرت إمكاناتها لحماية حرمة المقابر، فقد كانت هذه المقبرة غير مسوّرة منذ سنوات، وقد سوّرت بالكامل، ووضع عليها قفل لتغلق مباشرة بعد مغادرتها، إلا أن الإهمال عرضها لهذه الانتهاكات». وتابع عبيد «يجب أن يدرك الأهالي أن الجهات المختصة تقوم بدورها بشكل كامل، بينما لا يتم تحقيق أي تقدم دون تعاون جميع أفراد المجتمع. وعلى سبيل المثال، فليس في مقدور الأوقاف إرسال موظف لإغلاق باب المقبرة بعد كل زيارة». ومن جهة أخرى، حاولت الصحيفة الاتصال ببلدية الفجيرة مرات متتالية للحصول على رد على الموضوع باعتبارها الجهة المختصة في التصدي للحيوانات الضالة، إلا أنه لم يتم الرد من قبلهم. |