هدى النونو: بحرينية أولاً


أعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الأحد الماضي، عن تسمية المواطنة البحرينية، اليهودية الديانة، هدى عزرا ابراهيم النونو، لتكون سفيرة للبحرين في واشنطن، وتعتبر بذلك اول سفيرة عربية من اصول يهودية. وأثار تعيين النونو دهشة غربية وعربية بوصفه لافتة خارجة عن المعتاد وسط أجواء صراع الحضارات والثقافات وأجواء الاحتقانات الطائفية والمذهبية التي يشهدها العالم. 

 

وتبلغ النونو من العمر 43 عاما، وكانت عضواً بمجلس الشورى البحريني لمدة ثلاث سنوات، و عضواً قيادياً بجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان، وهي المنظمة الحقوقية الأولى والوحيدة في المنطقة التي ترأسها سيدة يهودية، وهي سيدة اعمال وقتها مقسم بين لندن والمنامة، تعمل عائلتها بالتجارة والتمويل في البحرين، وكان جدها ابراهيم النونو ، قد مثل الطائفة اليهودية في البحرين خلال مرحلة الانتداب البريطاني عام .1919

 

وتقول السلطات البحرينية إن تعيين النونو يعكس التسامح السائد حيال الأقليات في البحرين، وجدية الحكومة في الدفع قدماً بسياسات الإصلاح، وإنها لا تفرق بين مواطنيها من حيث النوع او العرق او الديانة في تقلد المناصب العامة. 

 

وتضم البحرين طائفة يهودية  لا يتعدى عدد افرادها 40 شخصاً ممثلة جيداً في بعض مجالات الأعمال في المملكة.  وقالت  النونو إنها «فخورة بخدمة بلادها كبحرينية، اشعر بفرحة غامرة لتعييني كأول سفيرة بحرينية أنثى للولايات المتحدة، وسأتولى مهام انسانية اساسية». 

 

وقال رجل الأعمال ابراهيم داود النونو «اليهود الموجودون في البحرين يعتبرون أنفسهم من المواطنين المخلصين، ولا يوجد بينهم وبين أفراد المجتمع أي فرق».

 

وكان النونو أوضح أن جميع اليهود في البحرين تربوا ونشأوا وعاشوا في البحرين في ظل القيادة الرشيدة.  وأضاف عضو مجلس الشورى السابق أن «دور البحرينيين اليهود لا يختلف عن باقي أفراد المجتمع في التطوير والتحديث والمواطنة الصالحة». 

 

وبحسب النونو، فعدد أفراد اليهود في البحرين خمس عائلات جميعهم يعملون في الأنشطة الاقتصادية وحقل التجارة العامة، في حين تقدر تقارير صحافية عددهم مابين20 -30 فرداً، ينتمون إلى عائلات مشهورة مثل النونو وروبن وخضوري وهارون.

 

وقال محللون بحرينيون إن «الحكومة الإسرائيلية عرضت على عائلة النونو ان تهاجر الى اسرائيل مع منحها مناصب عليا، لكنها رفضت ان تترك البحرين، فسلالة هذه العائلة تمتد لأكثر من 400 عام في البحرين». 

 

يعود تاريخ الوجود اليهودي بالبحرين، حسب مصادر عديدة، إلى ما قبل ظهور الإسلام، حيث ذكرت بعض الروايات وجود اليهود في البحرين، الا ان الوجود الحالي لليهود في هذا البلد يعود لمهاجرين يهود قدموا خلال القرنين المنصرمين من مدينتي البصرة وبغداد في العراق، ومدينة بوشهر في إيران وأقدم وجود موثق رسميا يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر، حيث تذكر وثائق بريطانية ان أحد اليهود ويدعى «نسيم اليهودي» صاحب أشهر بقالة في المنامة انذاك.

تويتر