عبدالرحيم سالم: هناك مفاهيميون دون فهم
|
|
يعد الفنان الإماراتي عبدالرحيم سالم صاحب واحدة من أهم التجارب الفنية في الامارات وأبرزها، ظهرت في فترة مبكرة من حياته، فكان من المؤسسين والمساهمين في خلق محترف تشكيلي محلي بارز. بعد نيله لشهادة الثانوية سافر إلى القاهرة حيث درس فن النحت في كلية الفنون الجميلة، مركزاً على علاقة الفن بالمجتمع، بعد عودته الى الامارت ليكون قطبا من أقطاب الحراك التشكيلي، وليشارك في جميع الانشطة والفعاليات البصرية، واستطاع شق طريقه إلى الإبداع الفني من خلال عمله ومشاركاته الفنية، فأوجد لنفسه أسلوباً جديداً وخاصا، عبر ابتكارات في المعالجة اللونية وإيقاعات التلوين.
رسّخ عبدالرحيم اسمه وتجربته في تسعينات القرن الماضي، مازجا في أسلوبه بين التجريدات اللونية المتداخلة وبعض الأشكال والخطوط في ديناميكية مميزة في العمل الفني، حيث ابدع شخصيته «مهيرة» تلك المرأة التي صاغت الحكايات الشعبية قصتها الاسطورية، لتكون جزءاً من نسيج الذاكرة الاماراتية؛ فهي العاشقة، التي انعزلت، بعد ان رفضت الاستغلال، والعبودية، وانتهت إلى حرق جسدها.
ويقول الفنان سالم «المرحلة الاولى كانت مملوءة بالصعوبات بين الفنان والمشاهد، حيث كنا مجموعة أسسنا «جمعية الامارات للفنون التشكيلية»، التي اعطت الكثير للفنان المحلي والمقيم العربي منذ عام 1980، ومن خلالها بدأنا الانتشار العربي والعالمي، عبر المشاركات المستمرة في المعارض والفعاليات». مشيرا إلى أن «الصعوبات التي عانينا منها في البدايات هي تقبل الجمهور للوحة واستيعاب الافكار والتجربة»، وأضاف «صار هناك نوع من الجمهور الذاتي من خلال الفنانين والاندية الثقافية والرياضية لإعطاء فرصة لشرح تجربتنا الفنية، في التسعينات بدأت الجمعية تقف على قدميها بشكل جيد ما دفع الى التخصص في التجريب و هو أمر اعطى وقتا للبحث والدراسة».
وعن بداياته قال عبدالرحيم سالم «كانت منذ عام 1993 مع بينالي الشارقة الاول، حيث اخترت شخصية «مهيرة» التي قربتني إلى الجمهور وأصبح لي خط من خلال هذه الشخصية التراثية. وفي عام 2000 بدأت اشارك خارج الدولة وحصلت على جوائز أكدت تجربتي وحضوري الخاص». ويرى صاحب شخصية «مهيرة» ان وضع الحركة التشكيلية الامارتية يبشر بالخير، مشيرا الى وجود «مجموعة من الشباب الذين يمثلون الاتجاهات الحديثة في الفنون، الامر الذي اعطى الحركة التشكيلية الاماراتية تنوعا واضحا، وأغنى بنيتها».
ويشير سالم الى أن «أي انتاج انساني يجب احترامه بغض النظر عن رغباتنا، وهناك مجموعة دخلت الى الفن المفاهيمي ومنهم من مارس العمل على اللوحة المسندية، ويمكن ان نقبل انتاجهم، لكن المبتدئين يحاولون ان يقلدوا هذه الاتجاهات وهؤلاء نعيب عليهم هذا التقليد الذي لا يستند الى تجربة ومعرفة حقيقية».
وتابع «اعتقد ان تجربة المفاهيمية و«الفيديو آرت» تجربة عالمية وأطالب بألا يكون هناك تقليد للتجربة العالمية، بل ان يكون هناك ملامسة للبيئة، فتجربة المفاهيمية صعبة في الامارات لعدم استيعاب الجمهور لها، بعض الشباب ينتجون اعمالا مفاهيمية تحتاج الى شرح وتفسير طوال فترة عرضها وهذا مؤسف». ولفت سالم الى أن «بينالي الشارقة يتجه الآن الى المفهوم ذاته وبشكل قوي، لاعتقاد المسؤولين انه يمثل الجيل الجديد، وهنا لابدّ للجهة التنظيمية من تقديم المزيد من المعلومات عن هذه الأعمال لأن الناس في واد وهم في واد آخر». وخلص سالم الى القول «الفنان المحلي ليس لديه مشكلة مباشرة مع الجمهور، بل بحاجة الى تقديم اعماله وتسويقها، لدينا جيل الآن ليس لديه نصيب في الساحة ويحتاج الى جهد من وسائل الإعلام لتقديمه». سيرة لونية ولد عبد الرحيم سالم عام 1955، وحصل على جوائز عدة من خلال مشاركاته في المعارض الفنية، على المستويين العربي والدولي، فقد حصل على الجائزة الأولى لبينالي الشارقة 1993، والفضية في بينالي بنغلادش 1994، والجائزة الأولى للدراسات والابتكار في مسابقة العويس عام 1994، والجائزة الأولى بمعرض دبي الدولي في العام ذاته. |