تايوان: الجزيرة المتمردة

 

تستأنف تايوان والصين حوارهما الاسبوع المقبل لتمهيد السبيل أمام سلام دائم بينهما وذلك بعد توقف دام 10 سنوات تسبب فيه سعي الرئيس السابق تشين شوي بيان نحو استقلال تايوان. وستناقش المباحثات المستقبلية موضوعات أخرى أكثر حساسية مثل حماية المستثمرين التايوانيين وإزالة الصواريخ الموجهة ضد تايوان والسماح لتايوان بالانضمام إلى المنظمات الدولية.

 

وأوقفت الصين الحوار في عام 1998 عندما أيد الرئيس التايواني في ذلك الوقت لي تينج هوي استقلال تايوان. وظلت العلاقات عبر المضيق مجمدة خلال فترة بين عامي 2000 و.2008 وتخفيفاً للتوتر اقترح الرئيس التايواني الجديد ما ينغ جو  في خطاب حفل تنصيبه هدنة دبلوماسية توقف خلالها تايبيه وبكين محاولة كسب حلفاء بعضهما بعضاً وتوقف الصين اعتراضها على انضمام تايوان للمنظمات الدولية. وقد أقلق دفء العلاقات بين تايبيه وبكين الحزب التقدمي الديمقراطي التايواني المؤيد للاستقلال الذي يخشى من وقوع الرئيس الجديد جو في فخ الصين لان هذه الأخيرة لن تساوم أبداً بشأن سيادتها على تايوان. يشار إلى أن جزيرة تايوان تقع  جنوب شرقي آسيا، في المحيط الهادي، ويفصلها عن الصين مضيق فورموزا ولا تتجاوز المسافة بينها وبين الصين 140 كلم، وتتكون تايوان من عدة جزر. وتقدر مساحتها بـقرابة 37 ألف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها قرابة 23 مليون نسمة.

 

تبقي تايوان قواتها في حالة استعداد دائم لشن هجمات استباقية ضد اهداف عسكرية في الصين،  حيث تمتلك الجزيرة ترسانة عسكرية قوية، بدعم من الولايات المتحدة، وتشمل صواريخ متطورة وبوارج وطائرات «إف 16». وتقوم القوات التايوانية بتطوير الصواريخ الاعتراضية المتقدمة وكذلك الطائرات الهجومية ذات الكفاءة العسكرية العالية.

 

وكانت تايوان قد قطعت علاقاتها مع الصين وانفصلت عنها في نهاية الحرب الأهلية عام 1949، ولاتزال بكين تعتبر الجزيرة ولاية متمردة. ويؤكد المسؤولون في بكين أن «هناك دولة صينية واحدة فقط في العالم، وتايوان جزء من الصين. لن يسمح بتقسيم سيادة الصين ووحدة أراضيها». وفي المقابل دعمت الولايات المتحدة حكومات تايوان المتعاقبة، حيث أصدرت في 1979 «قانون تايوان» تتعهد بموجبه بتأمين كل متطلباتها الدفاعية، وتعتبر هذه القضية إضافة إلى مسألة إقليم التبت من أهم أوراق الضغط التي تمسكها الولايات المتحدة تجاه الصين.

الأكثر مشاركة