ديلان.. موسيقي في الـ67 يفتتح معرضه الأول


يثبت بوب ديلان نجم موسيقى الفولك الاميركي موهبته المتعددة الاوجه، بتنظيمه غداً معرضاً فنياً في إحدى أرقى دور العرض في لندن، يعرض فيه لوحات تحاكي شعره وموسيقاه.

 

 ويوسع ديلان إبداعه الى مجال فني جديد هو الرسم، بعدما رافقت موسيقاه وأغنياته أجيالاً متتالية وبلغ ارقى مراتب الشهرة والنجومية، ولا سيما بفوزه اخيراً بجائزة بوليتزر تكريماً لـ«تأثيره العميق في الموسيقى الشعبية والثقافة الاميركيتين، من خلال معزوفات غنائية ذات نفحة شاعرية استثنائية».

 

 ويعرض الفنان، اعتباراً من الغد، 80 لوحة انجزها أخيراً إنطلاقاً من رسوم التقط فيها مشاهد من حياته اليومية، مصادفات «على الدرب» على هوى جولاته العديدة بين 1989 و.1992 وتمثل «سلسلة رسوم البياض» هذه اضخم مجموعة تم جمعها حتى الآن لأعمال بريشة ديلان، يكشف فيها هذا الفنان الذي باع 110 ملايين اسطوانة وفاز بجائزة اوسكار، وسط فيض من الالوان عن كواليس المسارح التي اعتلى خشباتها وغرف الفنادق التي مر بها.

 

بين لوحة وأخرى نكتشف المدن والمشاهد التي رافقت جولات ديلان، جولات تستمر لمعدل 100 يوم في السنة منذ اكثر من اربعة عقود.

 

ورسم ديلان الطبيعة الجامدة وسلسلة من الآنية فيها أزهار دوار الشمس تحاكي لوحات فان كوخ الشهيرة. كما رسم مشاهد من المدن الاميركية كمشهد من داكوتا الجنوبية او نهر شيكاغو من زاوية نافذة، ومحطات متواضعة على طريقه مثل حوض سباحة في فندق صغير او نقطة توقف لسائقي الشاحنات.

 

وثمة خيط خفي يربط كل هذه اللوحات بفضاء ديلان الموسيقي، بأغنياته ونصوصه، خيط يروي رؤيته لأميركا، ليس بكلمات وأنغام، بل بألوان ومشاهد تحت سماء قانية صفراء أو زرقاء أو خضراء ممتدة فوق سكة حديد تنساب الى البعيد، كما على غلاف إحدى اسطواناته الشهيرة.

 

 ونجد في اللوحات ايضا رموزاً اميركية أطرها الفنان على طريقته كلوحة تصور تمثال الحرية وإلى جانبه رجل يرتدي قميصاً كتب عليها «كاوبوي».

 

ويستشف من المعرض في قراءة ثانية الوحدة التي ترافق تجوال الفنان، ترصعها لقاءات عابرة وشخصيات لمحها على طريقه، فيكشف جلياً عن عشق ديلان للنساء إذ يخصص لهن لوحات لافتة بألوانها وخطوطها الجريئة.

 

وسُئل بوب ديلان الرسام إن كان سيحضر الى المعرض الذي يفتتح في لندن بعد ايام قليلة على بلوغه الـ67 من العمر، فرد لصحيفة تايمز بأنه يوّد ذلك، لكنه وسط جولة من الحفلات الموسيقية ولا يعرف ما إذا كان سيتسنى له القدوم الى العاصمة البريطانية.

 

ويهزأ على عادته من المعجبين به والنقاد الذين يدعون تحليل نفسيته من خلال لوحاته فيقول لصحيفة تايمز في الدنمارك حيث يحيي حفلات حالياً «إن هؤلاء الخبراء المزعومين في عالم ديلان ليس لديهم اي فكرة عمن أنا».

 

ويوضح «ان كل لوحة توجه لي رسالة تختلف مع اختلاف الالوان التي أستخدمها فيها»، لكنه لا ينكر ان هذه اللوحات ترسم عالماً لا يتطابق كلياً مع ذاك الذي يرفعنا إليه صوته الأجش المتقاطع مع أنغام الهارمونيكا.

تويتر