عواطف.. كفيفة تحصد الجوائز
عواطف تعمل على الحاسب الآلي بفضل برنامج ناطق يساعدها على إنجاز المعاملات. تصوير: أشرف العمرة
لم تفقد أكبري الأمل بعد تخرجها في الجامعة، وبحثها عن فرصة عمل تتناسب مع مؤهلاتها العلمية،إذ استمرت عامين ونصف العام، في البحث عما وصفتها أكبري بـ«رحلة العذاب» قائلة «قدمت أوراقي للحصول على وظيفة في أكثر من 10جهات، منها وزارة الشؤون الاجتماعية المعنية بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن من دون جدوى».
وأشارت أكبري إلى أنها «قبلت بوظيفة عمل بشهادة الثانوية العامة، رغم حصولها على شهادة جامعية، فعملت «موظفة استقبال» في مدينة دبي للإنترنت، لمدة ثمانية أشهر، حتى تم ترشيحها للحصول على جائزة الجندي المجهول في جائزة دبي للأداء الحكومي المتميّز في عام 2002، تقديرًا لقبولها بوظيفة لا تتناسب مع مؤهلها الجامعي». لافتة إلى أنها «أول كفيفة تحصل على الجائزة آنذاك».
غير أن الأمر لم يقف عند حدّ الحصول على ذلك، فقد طلب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد ترقيتها إلى وظيفة موظفة في مركز الاستقبال بمدينة دبي للإنترنت، مهمتها تلقي الاتصالات وإجراء مقابلات مع المتعاملين، وفقًا لأكبري.
وكانت عواطف تلقت تعليمها في مركز رعاية وتأهيل المعاقين في دبي، حتى الصف الثاني الثانوي، انتقلت بعده إلى مدرسة الغبيبة في الشارقة في الصف الثاني عشر مع الطلبة الأسوياء، وحصلت على مجموع جيد، أهّلها للالتحاق بجامعة الإمارات، وحصلت على شهادة بكالوريوس الآداب في اللغة الإنجليزية. موضحة «حرصت بعد تخرجي في الجامعة على الخضوع لدورات في الحاسب الآلي».
وأضافت «على الرغم من تقديمي طلب عمل في جهات عدّة، فإنني لم أكن ألقى أي استجابة من إحداها»، معتبرة أن «إعاقتي حالت دون حصولي على الوظيفة المناسبة في ذلك الوقت». واستغربت من أن «وزارة الشؤون الاجتماعية لم تهتم بتوظيفي، رغم أنها الجهة المسؤولة عن توظيف المعاقين».
وقالت أكبري إن «النقلة الأهم في حياتي تمثلت في الانتقال إلى مركز «تمكين» المختص بتأهيل أصحاب الإعاقات البصرية وتدريبهم وتوظيفهم، والذي يعمل تحت مظلة هيئة المعرفة والتنمية البشرية». مشيرة إلى أنها «بدأت فترة اختبار في المركز لمدة شهر عملت خلالها في إعداد إحصائيات حول المعاقين، ثم قُبلت موظفة دائمة في المركز». لافتة إلى أنها عملت في البداية منسقة لعلاقات الأعضاء ثم ترقت بعد عامين رئيسة لقسم التدريب.
وتعمل عواطف بشكل أساسي على الحاسب الآلي من خلال برنامج ناطق، يساعدها على إتمام كل معاملاتها. وذكرت أن «نظرة المجتمع إلى الكفيف تغيرت، خصوصًا بعد تدريب الكثير من الأكفاء في «تمكين»، ما أسهم في تأهيلهم إلى العمل بوظائف أفضل من السابق». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news